أعاد اللقاء الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، في ذكرى استقلال الجزائر وبحضور رئيسها عبد المجيد تبون التساؤل حول ملف المصالحة، وهل سيفتح من جديد بعد فترة طويلة من إغلاقه بشكل كامل، وذلك بعد قرار الرئيس عباس إلغاء الانتخابات التشريعية العام الماضي.
ويعتبر اللقاء الذي جمع بين عباس وهنية في الجزائر (الثلاثاء 5 يوليو الجاري) هو الأول منذ عام 2016 بعد اللقاء الأخير الذي جمعهما في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” تيسير نصر الله، إن “اللقاء كان على خلفية ذكرى استقلال الجزائر، وليس لدينا في الحركة أي معلومات عما جرى، ولكن ليس أمامنا إلا أن نتفاءل لأننا مؤمنون بالوحدة وإنهاء الانقسام“.
وأعرب نصر الله عن أمله، في تصريح لـ “قدس برس” أن تستكمل الجزائر خطوتها القادمة بعد سماعها رأي كل الفصائل وأن تكون هناك خطة عمل، و”خاصة أننا نمر بمرحلة صعبة في وضعنا الفلسطيني على جميع الصعد ونحتاج وقوفنا سويا أمام المخاطر التي نتعرض لها” وفق ما يرى.
ويتوقع أن يكون اللقاء الذي تم في الجزائر مرتبط بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة نهاية الأسبوع المقبل، وما يمكن أن يحمله للقضية، لذلك “يجب أن نظهر أمامه بمظهر القوي والموحد لعدم فرض أي وقائع جديدة تزيد التشرذم الداخلي“.
وأكد نصر الله على “وجوب استخدام كل أسباب القوة التي تدعم الموقف أمام (الرئيس الأمريكي جو) بايدن في حال كان ما سيقدمه خلال زيارته لمصلحتنا لتنفيذه أو ضدنا لمواجهته؛ لأنه لن يستطيع طرف واحد فقط الوقوف ضده، وإذا كانت حماس غير مقتنعة بهذا الكلام فهي تكون بذلك غارقة بالذاتية والأنانية والاستفراد بالسلطة في قطاع غزة.. وعلى المشروع الوطني الفلسطيني السلام” على حد قوله.
واستبعدت الكاتبة الفلسطينية، المحسوبة على حركة “حماس”، لمى خاطر أن يكون للقاء الجزائر بين السلطة الفلسطينية و”حماس” أي أثر في رأب الصدع الفلسطيني، وقالت إن “الصور المتداولة لا تقول شيئاً مهماً ولا تنبئ بجديد، فهذا ليس وقت مصالحة بالنسبة لقيادة السلطة، بل تقديم قرابين الوفاء باستحقاقات التنسيق الأمني، لأجل ما هو آت، ابتداء بمعركة خلافة عباس، وليس انتهاءً بمتطلبات التموضع في محور التطبيع، وما يرافق ذلك من أحلام تصفية الخصوم” وفق ما تراه.
وفي ذات السياق، يقول الكاتب إياد شقورة، إن “الناظر لطبيعة الدعوة التي جمعت الطرفين يعلم أنّ الأمر كان مخططا له وقد أحدث في ذلك اختراقات من عدة نواح، منها نجاح القيادة الجزائرية في الجمع بين الفرقاء الفلسطينيين في لقاء وصفه التلفزيون الجزائري بالتاريخي“.
وأضاف شقورة لـ “قدس برس”، ويأتي اللقاء استكمالا لخطوات سابقة في ملف المصالحة، ففي ديسمبر من العام 2021 وعلى هامش زيارة الرئيس عباس للجزائر، أعلن رئيسها في ذلك الحين الدعوة لمؤتمر يجمع الفصائل الفلسطينية قبل انطلاق مؤتمر القمة العربية المقرر عقده في الجزائر في الأول من نوفمبر المقبل.
وتابع، وفي 21 مايو الماضي، جددت الرئاسة الجزائرية دعوتها الفصائل الفلسطينية لاستكمال مسار المصالحة الوطنية، مما يؤكد على أنّ عملها يندرج ضمن خطة واضحة وجدول أعمال محدد، ويأتي هذا اللقاء ليكون خطوة تعزيزية جديدة تدل على جدية الجزائر في لعب دور تاريخي لأجل طيّ صفحة الانقسام المستعصية منذ العام 2007.