إلى الشهيد الفلسطيني الشاب إبراهيم النابلسي، ابن نابلس، ونجم “كتائب شهداء الأقصى”، الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني يوم 9 أغسطس 2022، وقد نجا من قبل من 9 محاولات اغتيال، حتى إن الإعلام الصهيوني الخبيث كان يصفه بـ”صاحب الأرواح التسع”.
وهو شهيد وابن أسير محرر (العقيد علاء عزت النابلسي)، وكانت وصية إبراهيم المسجلة بصوته قبيل اغتياله بلحظات، يقول فيها: “أنا أحب أمي جداً، ديروا بالكم على الوطن، ولا تتركوا البارودة”.
وكانت أمه (هدى جرار) قد تجلت في ثباتها، وأنارت ابتسامتها الدنيا، وهي تحمل نعشه، فخورة شامخة، مشيرة بسبابتها إلى السماء، هاتفة بكل عزة وإباء: “ابني انتقل للجنة، وقد نذرته للأقصى، وإذا كان قد مضى لله شهيداً، فإبراهيم خلفه مائة إبراهيم مثله.. إن من يحب الشهيد إبراهيم، يلتزم بوصيته، في عدم ترك البندقية”.
زلزال النور يوافينا.. يا إبراهيم
صدقت الرؤيا يا ولدي فاهنأ بنعيم
حوصرت لتصعد للجنة وهناك تقيم
********
من رحم الأم المتسامي بكتاب الله
من وجه الأم المستبشر.. في وعد الله
ويقين الأمل المستبصر.. في نصر الله
سبابة أمك
بسمتها
وثبتها فخراً
صيحتها
وتوهج عز إشارتها
كشعيرة مجد ترسلنا
لسماء الله
كمنارة مسجد أمتنا
يصدح بأذان للأقصى
ويشير إلى القدر الأعلى من غيب الله
*********
يا خير لسان يتروى.. من عين الحور
يا أصدق أم نشهدها.. في زمن الزور
يا نوراً يحمل دنيانا.. لسماء النور
يغسلنا غسلاً شرعياً.. من كل نجاسة
ويطهر عمق نوايانا.. من وسخ الساسة
من عار الجيف البكماء.. بآصار الخوف
وتلال النتن المطمور.. بآكام الزيف
تتراقص أشجار الدنيا
ونخيل الأرض
يساقط رطباً.. وغناء
يمتد وفاء.. وولاء
يا جيل الزحف
*******
وفيتم للأقصى نذراً
يا أمجد بررة
برصاص الحق ونشوته
يا أكرم سفرة
وسحقتم في درب العزة
أقنوم السحرة
********
قسمات الأقصى تتلألأ
في وجهك نوراً قدسياً
وبراءة طهرك
تغمرنا
مطراً علوياً
من فوق سماوات سبع
يحمل أقصانا في شرف
لصلاح الدين
في شجرة خلد لا تبلى
في قامة أم عزتها
تبتهج سراجاً وهاجاً
قبضتها مدفع رشاش
معراجاً.. يتبع معراجاً
تنتصب لواء وشموخاً
وترفرف بيرق إسراء
في جبهة طلعتنا تاجاً
********
وتهلل.. فالكون يهلل
وتكبر.. فالكون يجلجل
*******
لا تحمل نعشك.. حاشاها
بل تحمل ركباً للجنة
يتهادى.. حلو التغريد
وجلالك بهجة فردوس
في عرس شهيد
*******
يا موكب نور يتجسد في باقة عطر
من عين سمائك يتنزل.. قانون السحر
********
يا إبراهيم تحايانا
يا نسلاً يصعد للجنات
ويمتد لأعلى عليين
ويجدد فينا عهد الله
من الميلاد ليوم الدين
ويؤذن
حي على الشهداء
وحيا الله صلاح الدين