لا يخفي المسؤولون الأردنيون تخوّفاتهم من عودة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، بنيامين نتنياهو، إلى السلطة من جديد، إذ أثارت نتائج الانتخابات الصهيونية الأخيرة مخاوف وصفها مراقبون أردنيون بـ”المشروعة”.
وأوضح المراقبون في أحاديث منفصلة أن نتنياهو لطالما اعتُبر “عدوًا لدودًا” للأردن، وشكلت فترة رئاسته لحكومة الاحتلال الصهيوني سنوات عجافًا لعمّان.
عدم ثقة
يرى نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، ممدوح العبادي، إن “سبب التوتر بين الأردن والكيان الصهيوني في الأساس هو انعدام ثقة الملك عبد الله الثاني بنتنياهو”.
وأكد العبادي وجود مخاوف أردنية رسمية من عودة نتنياهو، “لأنه يتعمد استفزاز الأردن واستهدافه، وذلك بالنظر إلى حادثة قتل حارس الاحتلال الصهيوني لمواطنين أردنيين قبل أعوام، وموقف نتنياهو من تلك الحادثة، إلى جانب مقتل القاضي الأردني رائد زعيتر، وغيرها”.
وأشار إلى أن “هذه الحوادث وغيرها من الأمور سممت الأجواء، وخلقت حالة من عدم الثقة بين العاهل الأردني ورئيس وزراء الاحتلال الأسبق”.
وأضاف أن “نتنياهو يميني متطرف حاقد على الملك عبد الله والأردن، ويهدف هو وبن غفير للسيطرة على الأردن واحتلاله، تمامًا كما حصل في فلسطين، وبدرجة أقل؛ يريدون تهجير الفلسطينيين إلى الأردن خلال الفترة القادمة، وهم لا يخفون أطماعهم في الأردن”.
يذكر أن مسؤولين أردنيين كبار سارعوا إلى التحذير من خطورة تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك، فور إعلان نتائج الانتخابات في الأراضي المحتلة، التي أظهرت فوز تكتّل نتنياهو بأغلبية 64 مقعدًا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدًا، مشيرين إلى أن المساس بالأقصى سيؤثر سلبًا على العلاقات الأردنية الإسرائيلية.
وساءت العلاقة ما بين العاهل الأردني عبد الله الثاني ونتنياهو، بعد تهديد الأخير بإنهاء الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى، فضلاً عن محاولاته الجادة لتقويض حل الدولتين، ومحاولة “المس بالأمن القومي الأردني”.
وازدادت العلاقات سوءًا إثر منع سلطات الاحتلال الصهيوني في عهد نتنياهو ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله من زيارة المسجد الأقصى في مارس من العام الماضي، لتمنع عمّان بعد ذلك مرور طائرة نتنياهو عبر الأجواء الأردنية لزيارة الإمارات، في حينه.
رسالة خطر حقيقية
من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي سلطان حطاب أن “الأردن أصبح مهددًا بعد فوز تكتل نتنياهو الانتخابي”.
وقال حطاب إن المطلوب من الأردن رسميًا أن “يبادر وينظر بعين من الجدية، ويعمل سريعًا على إعادة إنتاج موقف أردني متماسك ومتراص لجبهته الداخلية”.
وأضاف أن “على الدبلوماسية الأردنية أن تبادر في كل العواصم الدولية الفاعلة، ولدى كل الأصدقاء، للتحذير من خطر صعود اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى الحكم”.
واستدرك قائلاً إن “هذا التحالف (تحالف اليمين الإسرائيلي) رسالة خطر حقيقية، والذي يسمع بيانات هذا اليمين المتطرف لا يستطيع أن يصمت”.
وأشار حطاب إلى أن “التحالف يؤمن بأخذ الأرض، وطرد الفلسطينيين أو قتلهم، والإيمان بالمزيد من الاستيطان، فلا يوجد حديث عن مبادرة سياسية، فيما أصبحت نظرية ضم الضفة الغربية، والعودة لتطبيق صفقة القرن والسيطرة على الأغوار، أمور ماثلة أمامنا اليوم”.
يذكر أن هيئة البث “الإسرائيلية” الرسمية /كان/ كشفت، أمس الأحد، أن مسؤولين أردنيين حذروا من أي محاولة من قبل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، لتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى، مؤكدين أنها ستضر بالعلاقات بين “إسرائيل” والأردن ودول عربية أخرى.
وأظهرت النتائج النهائية للانتخابات “الإسرائيلية” التي جرت الثلاثاء، فوز كتلة نتنياهو بـ64 مقعدًا، ما يضع بين يديه أغلبية لتشكيل الحكومة القادمة في الكنيست (برلمان الاحتلال).