وسط نظرات مليئة بالفضول، تقف بعض جماهير مونديال كرة القدم من الأجانب في أحد مساجد الدوحة لمحاولة فهم ما يفعله المسلمون.
وترحب مساجد قطر وغيرها من الأماكن بالأجانب الوافدين إليها لحضور مباريات كأس العالم 2022.
ويقدم مسجد الحي الثقافي “كتارا” الذي صممته المعمارية التركية زينب فاديلي أوغلو أجوبة عن أسئلة الزوار الأجانب التي تجول في دواخلهم.
تمتزج الألوان الفيروزية والأرجوانية للفسيفساء التي تزين الواجهة الخارجية للمسجد بقمصان بعض مشجعي كرة القدم الذين يستمعون إلى الأذان في الفناء أو في انتظار الوقت المناسب لزيارة المسجد.
بعد زيارة المسجد من الداخل، يطلب الضيوف الإذن بالتحدث مع الموظفين بالمسجد ومن ضمنهم الإمام للعثور على أجوبة لأسئلتهم عن الإسلام.
لديَّ نسخة إسبانية من القرآن
يقول المكسيكي برافو جوليو الذي كان يقف أمام المسجد لوكالة “الأناضول”: “تعرفت على الإسلام لأول مرة في بلادي”.
وأضاف: “إنها ثقافة مثيرة للاهتمام، الناس لديهم آراء مختلفة للغاية في المكسيك”.
وأشار جوليو إلى أنه “التقى بأناس مثيرين للاهتمام، وخاصة أمام المسجد”.
وأردف: “زرت مسجداً في روسيا، لكن هنا أشعر بطاقة مختلفة، وأتعلم السجود، إنها ممارسة ممتعة للتواصل مع القوة الكبرى”، حسب تعبيره.
وتابع جوليو: “أنا مهتم بجميع المعتقدات في العالم، وأعتقد أنني إذا كنت من أي دين فسأكون منفتحاً على تلقي معلومات عن الإسلام”، لافتاً إلى أنه يمتلك “نسخة إسبانية من القرآن وأنه منفتح على قراءتها”.
شعرت بأحاسيس جديدة بعد الصلاة
من أبرز زوار مسجد “كتارا” الأوكراني أندري فاسيلييف الذي كان يؤدي الصلاة عبر تقليد من حوله.
فاسيلييف الذي يعمل على متن سفينة سياحية جاء إلى قطر لمشاهدة مباريات كأس العالم.
يقول فاسيلييف لـ”الأناضول”: “زرت مركز الدوحة الإسلامي، لم أفعل هذا من قبل لأنني من ديانة أخرى، اعتقدت أنني لا أستطيع القيام بذلك، لكني عندما فعلت شعرت بأحاسيس جديدة”.
وأضاف: “حاولت الصلاة من خلال القيام بنفس الحركات التي كان يفعلها شخص بجانبي، لقد استمتعت بها كثيراً”.
وأشار إلى أن لديه صديقاً تركياً على متن السفينة التي كان يعمل عليها، و”كان يحدثني عن الإسلام وبالفعل أصبحت مهتمًا بدين وثقافة الإسلام”.
الأخلاق الإسلامية والكرم
ويعلق القطري محمد النجار على الأجواء في بلاده خلال المونديال قائلاً: “إنها إيجابية للغاية، وهذا ما نلاحظه في المترو وسوق واقف والأماكن التي تستضيف عدداً كبيراً من المشجعين والسياح”.
وأضاف النجار: “نحن القطريين نظهر لهم أفضل أخلاقنا، وهو ما أمر به ديننا في معاملة الناس بالحسنى، ولمسنا منهم كل إيجابية”، مشيراً إلى أن منهم “من يسأل عن أخلاقنا وديننا”.
ولفت إلى أن “أكثر الأسئلة التي وجهت إلينا من المشجعين تتعلق بالكرم والود”.
وأضاف: “يقولون لنا: إنكم تعاملوننا وكأننا نعرف بعضنا منذ سنوات، ورغم أننا زرنا بلاداً كثيرة، فإننا لم نرَ هذه المعاملة، فنقول له: هذه أخلاقنا وتعاليم ديننا”.
وتابع النجار: “هذا يجعلهم يطلبون معلومات أكثر عن الإسلام ويطلبون كتيبات”، مشيراً إلى “باركود وفرته الدولة فيه معلومات أساسية عن الإسلام بكل اللغات”.
وفي السياق ذاته، قال النجار: “المشجعون أقبلوا أيضاً على الاهتمام بالزي العربي القطري الذي كان مجهولاً بالنسبة لهم، ومن جربه أعجب به وبدأ بارتدائه داخل الملاعب وفي الأسواق والأماكن العامة”.