أكد أمين صندوق جمعية الإصلاح الاجتماعي سالم العبدالجادر أن الكويتُ أولت العملَ الخيريَّ والإنساني كلَّ دعمٍ ورعاية، حتى أضحت مؤسساتُنا الخيرية الحكومية والأهلية تحتلُ موقعَ الريادة في خريطةِ العملِ الإنساني، فاستحقت الكويتُ بجدارةٍ أن تكون مركزَ العمل الإنساني في العالم، لقد أصبح العمل الخيري والإنساني ركيزة أساسية في بناء المجتمع، وممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح.
وأضاف العبدالجادر خلال فعالية تدشين مرحلة جديدة من مشروع الأمل لعلاج مرضى السرطان أنَّ النهج الإنساني ليس بجديد على الكويت وشعبها، فقد عرفت بهذا النهج منذ نشأتها، وتوارثته الأجيال عن الآباء والأجداد، وإنَّ ما تقوم به مؤسسات الكويت الخيرية الحكومية والأهلية وفي مقدمتها نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي من أعمال داخل الكويت وخارجها من خلال مشروعاتها الصحية والتعليمية واهتمامها بالإنسان لهو محل تقدير وشكر، ولا يفوتني هنا أن أؤكد على التزام المؤسسات الخيرية بالقوانين المحلية للدول ومواثيق العمل الخيري، وتنسيقها مع الأجهزة الحكومية، انطلاقاً من الشفافية والمهنية التي تتبعها تلك المؤسسات، كل ذلك ساهم في نجاح الكويت في أداء رسالتها الخيرية وتبوئها لذلك الموقع الريادي في ميادين العمل الإنساني.
العتيبي: أحد منطلقات نماء الخيرية في عملها الخيري يكمن في تلمس حاجات الناس الواقعية والملحة
وبين العبدالجادر أن كتاب مشروع الأمل لعلاج مرضى السرطان يسطر أجمل معاني الأمل ويصور مدى أهمية قوة الإرادة في تخطي الصعوبات، ففي مضمون كل قصة في الكتاب دروس وعبر نستفيد منها جميعاً، فما أجمل لحظة الانتصار على المرض وهزيمته والعودة للحياة من جديد بكل شغف.. كما أسعدنا هذا التعاون بين نماء الخيرية ومبرة الدعم الإيجابي ووزارة الصحة وشركات الأدوية، والذي نشأ ليؤدي دوراً مهماً في المساهمة في علاج هذا المرض، فضلاً عن العلاج النفسي الذي تدعم به المريض حتى يشعر بأنه محاط بالرعاية والاهتمام وبأعلى مستويات الأداء.
وأشار العبدالجادر إلى أن الدنيا دار اِبتلاء، وكلُّ اِبتلاء يهيئنا لابتلاء آخر أعظم في معناه، أبلغ في مراد الله تعالى منه؛ ليُربينا الله تعالى ويصنعنا على عينه، كما أنّ الابتلاء الحقيقي هو ما يمسّ الإيمان، فيُبتلى المسلم من ضعفه الذي يمسّ إيمانه؛ ليقويه إيمانياً. وقد يكون الابتلاء بالخير أو الشر، ليُمتحن الإنسان في حقيقة الشكر أو حقيقة الصبر، ولا شك أن لكل معركة يعيشها الإنسان في حياته ظروفها وحيثياتها وغنائمها، وبطبيعة الحال لها أيضا عواقبها التي تأتينا على هيئة دروس وعبر، ومن بين تلك الابتلاءات التي يمكن أن يصاب بها المرء على غفلة من أمره نجد السرطان.
ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية سعد مرزوق العتيبي أن نماء الخيرية تدشن مرحلة جديدة من العمل بمشروع الأمل لعلاج مرضى السرطان في نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي، الذي انطلق عام 2005م ثم تطور بشراكة مع الأمانة العامة للأوقاف ومبرة الدعم الإيجابي بابتكار فكرة جديدة من نوعها على المجتمع لمكافحة آثار هذا المرض النفسية والاجتماعية والاقتصادية ومساعدة المرضى غير القادرين على شراء الأدوية من أجل رسم البسمة على شفاه المرضى وأسرهم ورفع روحهم المعنوية في مراحل العلاج.
وأضاف العتيبي: علمتنا الأيام والتجارب أن الانهزام أمام هذا المرض إنما يسكن في نفوس اليائسين القانطين من رحمة الله، ولا يجتمع في قلب المؤمن يأس من ابتلاء الله، والمطلوب من المريض إذا أصيب بالابتلاء أن يواجهه بنظرة تفاؤلية يملؤها الرضا بقضاء الله والهمة العالية، لأن أمله في الله لا يزول، والسر من عدم يأس المؤمن يكمن في أمله الموصول بخالقه.
وتابع العتيبي: في الوقت الذي بدأ فريق نماء الخيرية التنسيق لإطلاق مرحلة جديدة من مشروع الأمل لعلاج مرضى السرطان قام بزيارات ميدانية إلى مستشفى مكي جمعة تلمس فيه حجم العمل الذي تقوم به الدولة ممثلة بوزارة الصحة بمستشفياتها ومختبراتها، وكذلك الجهد الإنساني الرائع من الطاقم الطبي في علاج المرضى، وكذلك قصص رحلة العلاج الشاقة التي يسير في دربها المرضى؛ مما دعانا إلى إصدار مطبوع مشروع «الأمل» لعلاج مرضى السرطان لتبيان الجهد المبذول، وقد أردنا من خلال هذا المطبوع أن يكون مختلفاً يعكس تفهمنا لجدية المرض والحاجة إلى المزيد من التكاتف والتعاضد لتقديم الدواء والعلاج لمن يحتاجه.
وأكد العتيبي أن أحد منطلقات نماء الخيرية في عملها الخيري يكمن في تلمس حاجات الناس الواقعية والملحة، ومشروع الأمل يعد نموذجاً رائداً لاكتشاف مثل هذه الحاجات والاستجابة المرنة لها بتوفير حلول فاعلة، فلم يقف الدور الخيري لنماء عند الاكتفاء بالمساهمة في علاج المرضى، بل تعدى ذلك إلى التخفيف من ألم الصدمة الأولى بالعلاج النفسي، وانعكس ذلك على بلورة برنامج العلاج في هذا المشروع من منطلقين؛ مادي ونفسي، واتبعنا في عملنا منهج استدامة العلاج مع المريض التي تعد من أهم ما يميز المشروع لدى نماء الخيرية، فلا نترك المريض في منتصف الطريق بل نسير معه إلى أن يتم شفاؤه بإذن الله.
وأشار العتيبي إلى أن الشراكة الإستراتيجية بين المؤسسات الإنسانية الخيرية والقطاع الخاص أصبحت من أهم الأعمدة التي يرتكز عليها العمل الإنساني والخيري، فلم يعد بإمكان المؤسسات أن تحقق أهدافها دون أن تتكاتف وتتعاون، فمن خلالها يمكن الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين في ظل التحديات التي تواجه العمل الإنساني، ولقد أضحت الشراكة مع تطور الفكر الإنساني ثقافة ضرورية لتنمية المجتمعات، وحاجة ملحة لتمكين المؤسسات الخيرية عبر آليات التنسيق والجودة وصياغة برامج ومبادرات مشتركة، تعود بالخير والنماء على الإنسانية جمعاء.
وأكد العتيبي أن المسؤولية المجتمعية تعد ضرورة إنسانية ملحة، وواجباً أخلاقياً ومبدأ وطنياً أصيلاً، ولم تعد خياراً للأفراد والمؤسسات المختلفة؛ ولكنها أصبحت أمراً حتمياً للبقاء والاستمرار فكانت الشراكة في مشروع الأمل بين الأمانة العامة للأوقاف ومبرة الدعم الإيجابي ومركز الكويت لمكافحة السرطان وشركات الأدوية مثالاً يحتذى في الشراكة الإنسانية والمسؤولية المجتمعية.
وقال العتيبي: إن الإيمان والصبر، الشجاعة والتحدي، الأمل والإصرار.. كلمات يحتاج أن يؤمن بها مريض السرطان؛ لينتصر في معركته الطويلة مع المرض.. قصص وحكايات يخط فيها الأمل والتفاؤل عنوانًا لتجارِب مرضى (السرطان) الذين تحدَّوا المرض، واستطاعوا تقبلَه، والتعايشَ معه خلال رحلة العلاج وهذا ما حدانا لتوثيق هذه الإرادة في كتاب الأمل لعلاج مرضى السرطان.
وأردف أن استقرارنا الاجتماعي يتعزز بصحة أبنائنا وكل من يعيش على أرض الكويت، وطموحاتنا نحو التنمية ونحو مستقبل مستدام تتحقق بالمزيد من العافية والسلامة للثروة البشرية التي تفوق في أهميتها ثروات الأرض مجتمعة؛ لذا ندعو إلى المزيد من التنسيق من أجل الإنسان، الذي يبدأ سلم احتياجاته بصحته.
العجمي: مساهمة المؤسسات الخيرية كشريك وطني وإستراتيجي في المساهمة في علاج بعض الأمراض خطوة تستحق الإشادة
ومن جانبه، قال رئيس مجلس إدارة مبرة الدعم الإيجابي لمرضى السرطان محمد العجمي: يطيب لي أن أعبِّرَ لكم عن سعادتي وامتناني لوجودي بينكم في هذا اليوم، في تدشين مرحلة جديدة من مشروع الأمل لعلاج مرضى السرطان بشراكة إستراتيجية مع نماء الخيرية والأمانة العامة للأوقاف ووزارة الصحة الكويتية، مما يؤكد عمق التعاون والشراكة بيننا.
وتابع العجمي أنَّ مبرة الدعم الإيجابي هي إحدى سفن الكويت الخيرية والإنسانية التي أبحرت منذ أكثر من 15 عاماً في محاربة مرض السرطان استهلت مسيرتها بقيام فريق العطاء التابع للجنة ضاحية جابر العلي والفنطاس للزكاة والخيرات بجمعية الإصلاح الاجتماعي عام 2005م، ووصلت إلى مئات المرضى، من خلال الشراكة والتعاون وما نعيشه في هذه اللحظات من تدشين مرحلة جديدة من المشروع ما هو إلا جزء من هذه المسيرة الطيبة.
وأضاف العجمي: لقد عملت مبرة الدعم الإيجابي لمرضى السرطان على تنفيذ باقة متنوعة من مشاريعها الاجتماعية والخيرية المختلفة لعلاج مرضى السرطان ومكافحته بشتى الطرق، وبما تملكه من إمكانيات وكوادر طبية وفنية ودينية وفرق تطوعية فقد قامت خلال 15 عاماً بتدشين العديد من المشاريع التي تخدم مرضى السرطان في الكويت من الناحية العلاجية بتوفير العلاج باهظ الثمن لغير القادرين، وتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي لجميع المرضى بهدف إعادة تأهيلهم لتقبل واقعهم والرضا بقضاء الله وقدره ومحاولة التعايش مع المرض سواء من جانب أسرته، وأيضاً من خلال مساعدة غير القادرين مادياً وتوفير نفقات أسرهم أو مساعدة الأسر التي فقدت عائلها بسبب مرض السرطان حفاظاً على الاستقرار الأسرى والمجتمعي.
وأوضح العجمي أن مساهمة المؤسسات الخيرية والإنسانية الحكومية والأهلية كشريك وطني وإستراتيجي في المساهمة في علاج بعض الأمراض هو خطوه تستحق الإشادة فالعمل الخيري والإنساني اليوم في حاجة إلى العمل على تعزيز التواصل وبناء الشراكات الفاعلة وإنشاء مجالات للتعاون والتنسيق بين الجهات الفاعلة للمساهمة مع القطاع الحكومي في تنفيذ خطة التنمية ورؤية الكويت «كويت جديدة 2035».