أكد سياسيون الانتخابات التركية معركة هوية وليست مجرد عملية سياسية فلسنا أمام عمليّةٍ ديمقراطيةٍ هادئةٍ حتّى نتعامل معها بكلّ هذه الرفاهية والمثالية والقول بالحياديّة فما نحن أمامه معركةٌ مصيريةٌ مفصليّةٌ فعلًا
هذا وقد أكد الكاتب الصحافي الفلسطيني مضر أبو الهيجاء أن الانتخابات التركية معركة هوية وليست مجرد عملية سياسية وهنا نلقي على عمق الصراع حول الهوية الإسلامية التركية التي يسعى طرف لاستردادها فيما يسعى الطرف الآخر وحلفاؤه من الشرق والغرب للحيلولة دونها بل واجتثاث ما بقي من آثارها وسرقة المنجزات الحالية.
وأشار أبو الهيجاء لضعف الرؤية عند البعض حينما يتناول المسألة الانتخابية في بعدها السياسي غافلا عن مآلاتها الثقافية في سياق معركة الهوية الإسلامية، وغافلا عن ارتداداتها على معظم قضايا الأمة لاسيما بعد أن أصبحت تركيا في ظل حكم أردوغان الرقم الصعب في المعادلة الإقليمية والدولية كما أطرح محاكمة حول الشخصيات الإسلامية التي قبلت بحلف الجاهلية الذي يقوده أبولهب وتمسك بآخره حمالة الحطب!
وتابع أبو الهيجاء : أحاول التوسع في الواجب والمطلوب والأمل المعقود بعد أن أشرح خصوصية الحالة التركية بين الدول العربية والإسلامية، مشيرا في الوقت نفسه لأصناف العلماء والنخب الإسلامية من حيث النفع والضر والفاعلية والسلبية وأوجه نداء للمفكر الإسلامي أحمد داوود أوغلو قبل عشرة أيام من الانتخابات المفصلية في نتائجها على تاريخ تركيا، والتي ستشكل منعرجا في عموم الأمة الإسلامية وقضاياها والمظلومية، لعله يراجع نفسه في موقف شخصي قادر اليوم على قلب الطاولة السداسية وتبديل المعادلة لصالح الدين والأمة، أو أن يلقى الله بموقفه هذا ويا لها من وقفة ومهلكة أخروية .
فيما قال الكاتب الصحافي المصري محمد خير موسى: لسنا أمام عمليّةٍ ديمقراطيةٍ هادئةٍ حتّى نتعامل معها بكلّ هذه الرفاهية والمثالية والقول بالحياديّة فما نحن أمامه معركةٌ مصيريةٌ مفصليّةٌ فعلًا، وهي معركةٌ تتدخل فيها أمريكا وأوروبّا وكلّ اعداء تركيا والرّئيس أردوغان.
وأضاف موسى ” أعتقد أنّه يجب على كلّ واحد منّا سواء كان يحمل الجنسية التركية ـ وهذا أمره أشدّ وجوبًا ـ أم لم يكن يحملها؛ أن يمارس تحشيدًا واسعًا بكلّ ما يستطيع للمشاركة في الانتخابات والسعي لفوز الرئيس أردوغان من الجولة الأولى فالأمور صعبة وليست سهلة أبدًا، والواجب كبير، والمراقبة دون فعل سلبية غير مقبولة.
وتابع موسى “يمكن أن ننتقد الرّئيس أردوغان على عشرات الأمور لكن مصلحة الشعب التركي وتركيا وقضايانا العادلة المختلفة ومصلحة الهويّة الإسلاميّة لتركيا، ومصلحة العمل الإسلامي في العالم كلّه ليست إلا في انتخاب الرّئيس أردوغان في هذه الانتخابات، وقال: شخصيًّا أعتقد أنّ انتخاب الرّئيس أردوغان وحزب العدالة في هذه الانتخابات يبلغ درجة الوجوب الشرعي؛ ففي انتخابه تتعيّن المصلحة وفي انتخاب الطرف المقابل مفسدة صارخة.
واختتم موسى قائلا: كلّ من يستطيع الوصول إلى مراكز الاقتراع فأعتقد أنّه يجب عليه أن يمارس عمليّة الانتخاب ويصوت لصالح الرّئيس أردوغان وحزب العدالة فأنا لا أقول: إنّ المعركة بين كفر وإيمان، ولا بين حقّ محض وباطل محضّ لكنّها معركة بين المُصلح والمُفسد وبين المصلحة والمفسدة والمصلح ولو كانت عليه ملحوظات أو كان عنده قصور في إصلاحاته أو خلل في أفعاله فالواجب تقديمه في مواجهة مفسد صارخ الإفساد ومفسدة واضحة وضوح الشمس في رابعة النّهار.