قال الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله: الحكم بعد الموت للروح، والبدن جثة هامدة؛ ولذا لا يحتاج إلى إمداد لبقائه، فلا يأكل ولا يشرب، بل تأكله الهوام، فالأصل أنه على الروح.
لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الروح قد تتصل بالبدن فيعذَّب أو ينعَّم معها، وإن لأهل السُّنة قولاً آخر بأن العذاب أو النعيم يكون للبدن دون الروح، واعتمدوا في ذلك على أن هذا قد رُئي حسًّا في القبر، فقد فتحت بعض القبور ورُئي أثر العذاب على الجسم، وفتحت بعض القبور ورُئي أثر النعيم على الجسم.
وقد حدثني بعض الناس أنهم في هذا البلد هنا في عنيزة كانوا يحفرون لسور البلد الخارجي، فمروا على قبر فانفتح اللحد فوجدوا فيه ميتاً قد أكلت كفنَه الأرض وبقي جسمه يابساً، لكن لم تأكل منه شيئاً، حتى إنهم قالوا: إنهم رأوا لحيته وفيها الحناء وفاح عليهم رائحة كأطيب ما يكون من المسك، فتوقفوا وذهبوا إلى الشيخ وسألوه فقال: دعوه على ما هو عليه، واجنبوا عنه، واحفروا من يمين أو من يسار.
وقال رحمه الله: فلما انفتح القبر خرج منه رائحة مسك لا يوجد لها نظير، ووجدوا شيخاً لم تأكله الأرضُ قد خضب لحيته بالحناء، وكان يابساً كاللحم اليابس، أما كفنه فقد صار رماداً.
وقال رحمه الله: قد يبقى الجسم كرامة للإنسان، وقد حدثنا كثير من الناس أنهم حفروا أساساً لسور البلد فوجدوا رجلاً ميتاً يابساً، وشعره باقٍ، ولما انفتح اللحد فاح عليهم ريح أطيب من ريح المسك، ووجدوا الرجل على ما هو عليه، لكنه يابس، حتى شعر وجهه باقٍ، وهذا مندفن منذ سنوات كثيرة.. المهم الذي نجزم به أن الأرض لا تأكلُ أجساد الأنبياء، وأما غيرهم فقد لا تأكلهم كرامة لهم.