سمية رمضان
اصطف الجيش ببعض وحداته على مداخل الميدان بلفتة لطيفة وهي توزيع أعلام مصر على الأطفال، وإظهار الفرحة والسرور بنجاح الثورة، ولم لا وأفراد الجيش من الشعب وإليه! وبعد فترة من الانتظار والتفتيش الذاتي لكل الأفراد من طرف الجيش، دخلنا إلى الميدان وقد كان مزدحماً بشكل كبير، جعل الملايين السابقة تستحي أمام تلك الأعداد المتراصة قبل الصلاة بحوالي ساعتين كاملتين، وبالكاد وجدنا ثغرة حشرنا فيها لسماع العلاَّمة الجليل ومن حولنا الهتافات التي شاركنا فيها باللسان والوجدان.
“الله وحده أسقط النظام.. الله وحده أسقط النظام.. الله وحده أسقط النظام.. الله وحده أسقط النظام”.
فيها عرفان بفضل الله وشكره والثناء عليه، وبمجرد الإعلان عن وصول شيخنا إلا والجماهير تهتف: “فينك فينك يا مبارك”.. القرضاوي أهو.. رحت فين يا مبارك.. القرضاوي أهو”.
مع تكبير وهتاف لا أظن أنه قد حدث لزعيم أو ملك، آلاف بل ملايين تهتف من القلب بلا أجر ولا إجبار، ولذلك كنا نستشعر مشاركة الطير والزرع والسماء والأرض معنا فرحتنا، وأذن الشيخ محمد جبريل للصلاة بصوت شجي رائع تساءل معه الجمهور: لماذا لا تذاع هذه السيمفونية الرائعة عبر الأثير عند مواعيد الأذان.
كانت الخطبة رائعة كيومها، واستشعرنا صدق الشيخ القرضاوي، وتذكرنا سجل الشرف لكثير ممن سبقوه من الشيوخ الشرفاء، دعونا الله أن يطيل في عمره حتى يصلي بالناس –كما تمنى– بالمسجد الأقصى.. والله على كل شيء قدير.
________________________________
العدد (1943)، 7 ربيع الآخر 1432هـ/ 13 مارس 2001م، ص37-39.