لا بد أن نقر بأن أبناءنا زينة، رزقنا الله تعالى بهم، وكلفنا المسؤولية عن حفظ فطرتهم ونفوسهم حتى قبل صحة أبدانهم، وأُمرنا أن نجتهد في تربيتهم ليكمُلوا شيئاً فشيئاً، وإن بعض الآباء يقول: إن هناك فوائد لمشاهدة أفلام الكارتون والألعاب الإلكترونية كبعضها مما يقدم محتوى تعليمياً في اللغات أو أمورًا تسهم في تنمية الذكاء أو حتى أشياء ترفيهية، وربما يحتاجون لمعرفة ما إذا كانت الفوائد أعظم درجة من المضار فيتغاضى الآباء عن تلك السلبيات في سبيل انتفاع الأبناء بالإيجابيات، أم أن الأمر ليس كذلك؟
الدراسات العلمية المحددة للفوائد والمضار
1- صدرت عن أكاديمية طب الأطفال الأمريكية (healthychildren.org) ورقة بحثية، في مايو 2017م، تحدثت عن أخطار تعرض الأطفال للشاشات في سن مبكرة، فذكرت منها:
– تعرضهم لتأخر النطق وضعف مهارات الحديث وتشتت التركيز.
– تراجع الطفل اجتماعياً بسبب انعزال الطفل، وقد يؤدي ذلك إلى إصابته بالتوحد.
– تقبل الطفل للعنف واكتسابه كصفة نتيجة الألعاب الإلكترونية القتالية والعنيفة.
وأوصت بعدم تعرض الأطفال للشاشات لأقل من سنتين، والسماح بمشاهدة التلفزيون لمدة ساعة واحدة يومياً من سن 3 إلى 5 سنوات، وساعتين كذلك لسن 6 إلى 12 سنة، وساعتين لسن من 13 إلى 18 موزعة بين مشاهدة التلفزيون والأجهزة الذكية وألعاب الفيديو على ألا تتجاوز الألعاب نصف ساعة يوميًا فقط.
2- نتيجة استبيان لمركز دلائل عام 2019م أجاب عنه أكثر من 3300 مربٍّ، وقد نشرت نتائجه في كتاب «طفلي والتقنية»، جاء فيه أن السلبيات التي ظهرت على الأبناء تمثل 72% متوزعة على مجالات عدة، تمثلت في التأثير على نموهم الديني والخلقي والحركي والانفعالي والعقلي واللغوي، وكانت أكثر مظاهر ذلك في الغضب، والعصبية، وإدمان الأجهزة الإلكترونية، وعدم التركيز، وضياع الوقت.
3- دراسة تطبيقية عن إيجابيات وسلبيات الألعاب الإلكترونية نشرها د. عبدالله بن عبدالعزيز الهدلق في كلية التربية بجامعة عين شمس، هدفت إلى التعرف على الإيجابيات والسلبيات ودوافع الممارسة لها من وجهة نظر طلاب التعليم العام بمدينة الرياض، وقد طبقت على 359 طالباً، رأوا فيها أن لها آثارًا إيجابية وأخرى سلبية، فمن الآثار الإيجابية أنها تسهم في تحسين بعض المهارات الاجتماعية والأكاديمية لدى اللاعبين، مثل: مهارة البحث عن المعلومات، مهارة الطباعة، مهارة الكتابة، مهارة اكتساب اللغات الأجنبية، مهارات التفكير الناقد، مهارات حل المشكلات، أما ما يتعلق بالآثار السلبية فهي عديدة وتم تصنيفها إلى 6 فئات: أضرار دينية، أضرار سلوكية وأمنية، أضرار صحية، أضرار اجتماعية، أضرار أكاديمية، وأضرار عامة، ويندرج تحت كل فئة عدد من الآثار السلبية.
4- وفي دراسة أجرتها د. ربى عبدالمطلب معوض، صدرت عن جامعة الكويت عام 2016م؛ بهدف التعرف على أثر اللعب بالأجهزة اللوحية على مهارة حل المشكلات لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة، كونت فيها عينة الدراسة من مجموعتين إحداهما تجريبية يستخدمون ألعاب الأجهزة اللوحية والأخرى مجموعة ضابطة من أطفال الأسر ذوي الدخل المنخفض لأطفال أعمارهم بين 4 – 6 سنوات، وطبق اختبار القدرات البريطاني لقياس مهارات مفاهيمية كالإدراك البصري في بناء المكعبات والفروق بين الأشكال المتشابهة، وإدراك العلاقات، وغير ذلك.
وجاءت نتائج الدراسة بعدم وجود فروق بين أطفال المجموعتين الضابطة والتجريبية، وقد فسرت الدراسة ذلك بأن اللعب بالألعاب التقليدية يعتمد فيها الطفل على الحواس، فأفادت تلك التجربة حصول نفس الفوائد التي قد تجلب من الألعاب الإلكترونية من خلال الألعاب التقليدية.