منذ احتلال العصابات الصهيونية في العام 1967م لمدينة القدس وسيطرتها على المسجد الأقصى المبارك، وضعت خطة محكمة للتضليل الإعلامي، في محاولة منها لتسويق روايتها اليهودية حول أولى القبلتين.
استكملت العصابات الصهيونية ما بدأه الاحتلال البريطاني عام 1917م ضمن خطة إعلامية محكمة من أجل تضليل العالم، وإقناع الأجيال أن هذا المسجد ومحيطه ليس للمسلمين، وذلك بتغيير الأسماء والمسميات والمصطلحات، وذلك بحسب الشيخ ناجح بكيرات، نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس، رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث.
تضليل خطير
وحذر بكيرات، في حديثه لـ«المجتمع»، من أخطار وأهداف هذا المخطط الصهيوني، داعياً إلى مواجهته وفرض المصطلحات والمسميات الإسلامية والعربية الأصيلة.
وقال: دولة الاحتلال منذ أن استولت على مدينة القدس في عام 1967م وحتى اليوم نشرت الكثير من التضليل الإعلامي الخطير الذي يعود على المسجد الأقصى ومحيطه دون الانتباه أو التركيز على هذا الأمر.
بكيرات: العصابات الصهيونية وضعت خطة محكمة لتسويق روايتها اليهودية حول أولى القبلتين
وأضاف: محيط المسجد الأقصى الذي هو في الأصل قبل 50 عاماً يعرف باسم «المحيط الإسلامي» الآن يطلقون عليه اسم «الحوض التوراتي» أو الحوض المقدس.
ووصف ما قامت به دولة الاحتلال بأنه تضليل خطير يهدف إلى المساس بواقع المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن الأمر امتد إلى حائط وساحة البراق، ثم البلدة القديمة في مدينة القدس، ومقبرة باب الرحمة ومنع الدفن فيها، والكثير من المواقع في محيط المسجد الأقصى.
وقال بكيرات: هناك تضليل كبير جداً في محاولة منذ فترة لتهويد المسجد الأقصى ومدينة القدس، وذلك بمساعدة الاحتلال البريطاني الذي شارك في هذه المؤامرة منذ عام 1917م إلى أن سلم الأمر لدولة الاحتلال، وهو يسعى إلى خلق واقع محيط في المسجد الأقصى غير واقع إسلامي، وهنا تبدأ المعركة.
وأضاف: اليوم إذا نظرنا إلى طريق الآلام، ومنذ أن ندخل باب الأسباط إلى أن نصل منطقة الهوسبيس، كلها أصبحت عبارة عن مراكز تبشيرية وكنس وسقطت أمنياً.
وأكد بكيرات أن الاحتلال «الإسرائيلي» أكمل بعد ذلك انتشاره في الناحية الغربية والناحية الجنوبية والناحية الشرقية من المسجد الأقصى.
وأوضح أنه سبق هذه الأمور كلها التضليل في مناطق عربية مهمة عمل على تهويدها ضمن خطته الإعلامية التضليلية.
واستعرض نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس هذه المناطق بداية من البراق وتحويله وتحويل ساحته إلى منطقة أمنية تابعة للاحتلال، من ثم في البلدة القديمة، ثم المحيط الجنوبي (دار الإمارة، والقصور الأموية، حاكورة الخاتونية، سلوان)، والوصول لعين سلوان، والتضليل في هذا الأمر إلى الوصول شرقاً إلى مقبرة باب الرحمة ومنع الدفن، ومن ثم الوصول إلى القبور الوهمية، وإلى الوجود الإسلامي في المدينة المقدسة، ثم شمالاً إلى منطقة أرض المفتي، وأيضاً قبل ذلك ما جرى في المنطقة الغربية على طولها وصولاً إلى النفق.
حمدان: الاحتلال يحاول منذ فترة طويلة توظيف التضليل الإعلامي لتغيير ديمغرافية المدينة المقدسة
ودعا بكيرات إلى إيلاء هذا الموضوع أهمية كبيرة لا سيما في موضوع المصطلحات التي تم إطلاقها على كل العناصر الموجودة بهذه المدينة المقدسة في محاولة لتهويدها.
تغيير ديمغرافية القدس
ومن جهته، أكد الأكاديمي وأستاذ الأعلام في الجامعات الفلسطينية د. إياد حمدان أن دولة الاحتلال راهنت على الوقت من أجل فرض هذه المسميات والمصطلحات على المدينة المقدسة.
وأكد حمدان، في حديثه لـ«المجتمع»، أن الاحتلال يحاول منذ فترة طويلة توظيف هذا التضليل الإعلامي لتغيير ديمغرافية المدينة المقدسة من أجل تعزيز روايته التي تستند إلى أصول توراتية.
وأشار إلى أن وسائل الإعلام الغربية وكبرى وكالات الأنباء وشبكات التلفزة العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي حديثاً شاركت في هذه الخطة على مدار عشرات السنوات، وحاولت فرض مسميات ومصطلحات توراتية كررتها وسائل إعلام عربية فيما بعد.
ودعا الأكاديميين الفلسطينيين والنشطاء إلى عقد عدة ورش وفتح نقاش معمق في كيفية مواجهة هذا المخطط العبري الغربي لنشر وتعزيز رواية الاحتلال.
وحذر من التسليم بهذه الخطة للتضليل الإعلامي حول مدينة القدس لا سيما من قبل الإعلاميين والنشطاء، وكذلك الباحثين، وتعزيز المسميات العربية والرواية الفلسطينية لإفشال هذا المخطط.
ودعا حمدان إلى إطلاق حملات من أجل إبطال هذه الخطة الإعلامية ضمن عمل إعلامي مهني يستند إلى قوة الرواية الفلسطينية.