أكد رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الدكتور عبدالله المعتوق أن الريادة الخيرية للكويت أمتد أثرها الإقليمي والعالمي عاما تلو عام حتى تبوأت “صدارةالمشهد الإنساني” خلال العقد الأخير عبر عقد الكثير من المؤتمرات الدولية لدعم الوضع الإنساني في مختلف دول العالم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها المعتوق الراعي الفخري لملتقى (الكويت مركز العمل الإنساني) الذي انطلقت فعالياته اليوم الخميس ونظمته الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية بمناسبة الذكرى التاسعة لاختيار الكويت مركزا للعمل الإنساني من قبل منظمة الأمم المتحدة تحت شعار (العمل الإنساني في الكويت .. مسارات التميز والاثر الإيجابي المستدام وطنيا ودوليا).
وقال المعتوق إن القيم الإنسانية في البلاد تأتي في مقدمة الأولويات وأن العطاء جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية إذ “أننا نفتخر بإرثناالخيري العريق الذي نشأنا عليه وسارت على دربه العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية”.
وأضاف أن هذا الملتقى يأتي بالتزامن مع التحديات التي يشهدها العالم الأمر الذي يستدعي تضافر الجهود وتعزيز التعاون من أجل تحقيق أثر إيجابي يصب في مصلحة الإنسانية.
وشدد على أن الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة والأزمات المختلفة تلزمنا بضرورة تحسين جودة العمل الخيري وتحقيق أقصى استدامة في العطاء.
وذكر “أننا مدعوون اليوم لتحقيق توازن بين استدامة العطاء وجودة الأثر لا سيما أننا نعكس رؤيتنا الطموحة للمستقبل” مؤكدا أهمية الالتزام بتطوير وتعزيز جودة الأعمال الخيرية وتحقيق تأثير إيجابي يصب في مصلحة الفرد والمجتمع.
ولفت إلى أن الهيئة وضعت أولويات وأهداف ذات أبعاد مختلفة أبرزها التعريف بالثقافة الإسلامية الوسطية والتمكين الاقتصادي لأصحاب الحاجة وتوفير فرص تعليمية وتأهيلية تحقق مخرجات نوعية بغية إحداث الأثر الأكبر في تمكين الإنسان بالمجتمعات المستهدفة.
وأكد المعتوق سعي الهيئة عبر برامج عملها المتنوعة إلى عقد الشراكات الاستراتيجية وبرامج الاستدامة المالية وحوكمة عملها وأنشطتها بالعديد من الأطر الحاكمة ماليا واداريا وشرعيا وقانونيا.
وأعرب عن شكره وعرفانه لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولسمو نائب الامير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهما لدعمهما مسيرة العمل الإنساني الكويتي ورعاية الفعاليات الهادفة إلى رفع شأن العمل الخيري والإنساني اقليميا ودوليا.
من جهته قال رئيس مجلس إدارة جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية والرئيس الشرفي للملتقى الدكتور نبيل العون لوكالة الأنباءالكويتية (كونا) إن هذا المتلقى يسلط الضوء على الأعمال الخيرية للمؤسسات وجمعيات النفع العام الكويتية العاملة في الحقل الإنساني وبيان الأثر الكبير لها اقليميا ودوليا.
وأوضح العون أن برنامج المتلقى يتكون من خمس جلسات عمل بمشاركة خبراء ومختصين ومستشارين دوليين ومعنيين بالشأن الإنساني مبينا أن الجلسات تسهم في بيان دور البلاد الإنساني وإبراز مساعيه الهادفة لمد يد العون والمساعدة لجميع محتاجي العالم.
وأكد أهمية الملتقى من ناحية الخدمة المهنية للعاملين والتنمية المستدامة وتمكين الأفراد في المجتمعات المتضررة والمحتاجة إضافة إلى الإسهام في إظهار اللحمة والتعاضد بين الجمعيات والهيئات الخيرية والتطوعية الكويتية العاملة جميعها على استمرار ان تكون الكويت البلاد مركزا للعمل الإنساني.
من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية ورئيس اللجنة المنظمة العليا للملتقى يوسف عبدالغفار في تصريح مماثل ل(كونا) استحقاق البلاد بأن تكون مركزا للعمل الإنساني لا سيما مع تاريخها الممتد والرائد لها في هذا المجال.
وأضاف عبدالغفار أن (الشبكة الإقليمية) تسعى لتنظيم وتشجيع جميع الأعمال الإنسانية في العالم العربي مبينا أنهم تمكنوا عبر شركائهم من تنظيم الملتقى بالتزامن مع الاحتفاء بالذكرى التاسعة لاختيار دولة الكويت مركزا للعمل الإنساني.
وكشف عن رصد جائزة (وقف التنمية والاستدامة) تحمل اسم أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه تخليدا لذكراه ومسيرته الطويلة في العمل الإنساني سيعلن عنها لأول مرة من خلال المتلقى وستكون الجائزة سنوية بهدف الارتقاء بالعمل الإنساني.
من جانبه قال نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي أنور الحساوي ل(كونا) إن الجمعية ستشارك في الملتقى من خلال ورقة عمل ضمن جلساتها تهدف لاظهار الدور الفاعل للهلال الاحمر الكويتي في المسيرة الانسانية حول العالم والذي استهدف ما يتجاوز 100 دولة منذ انشائها عام 1966.
وأضاف الحساوي أن الوصول إلى أشد المناطق ضررا واحتياجا حول العالم يستند على دور البلاد الإنساني الرائد في المنطقة مبينا أن بلوغ هذه المكانة المتميزة التي وصلت لها الكويت هي مدعاة فخرا واعتزاز لكل من ينتمي لهذه الأرض الطيبة.
وأوضح ان هناك اياد للخير تسعى لمساعدة محتاجي الدول المنكوبة حول العالم مؤكدا حرص (الهلال الأحمر) على استمرار هذا التاريخ الطويل والمشرف للبلاد في العمل الإنساني.
وشارك في تنظيم الملتقى المعهد العربي للتخطيط ومعهد الإنجاز المتفوق للتدريب والاستشارات وبالشراكة الإنسانية مع جمعية السلام للأعمال الانسانية والخيرية وحضره عدد من المؤسسات والهيئات والجمعيات الخيرية الكويتية العاملة بالمجال الإنساني.