دخلت عملية «طوفان الأقصى» يومها الـ184، وسط تواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي ومجازر دامية ضد المدنيين.
من جهتها، ذكرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن الحرب «الإسرائيلية» على غزة أدت إلى نزوح أكثر من 75% من السكان وتدمير نحو 62% من المنازل.
وقال الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء: إن الاحتلال يقتل 4 أطفال كل ساعة في قطاع غزة.
وأضاف الجهاز، في بيان له، وفق موقع «الجزيرة.نت» أن من بين 33 ألفاً استشهدوا منذ بدء العدوان على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، هناك 14 ألفاً و350 طفلاً، يشكلون 44% من إجمالي عدد الشهداء.
وأشار إلى أن أكثر من 43 ألف طفل فلسطيني في القطاع يعيشون حالياً من دون والديهم أو أحدهما.
وحسب البيان، فإن النساء والأطفال يشكلون 70% من المفقودين جراء العدوان على غزة، الذين قدر جهاز الإحصاء عددهم بنحو 7 آلاف مفقود.
وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر: إن أكثر من 600 ألف طفل في رفح جنوب قطاع غزة، الذي نزح إليها 1.5 مليون شخص، يعانون من الجوع والخوف، ويواجهون خطر هجوم «إسرائيلي».
وقال إلدر: رفح مدينة للأطفال، هناك 600 ألف طفل وطفلة، لكنهم مهددون بهجوم عسكري، وهم محاصرون في رفح، وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه.
وفيما يلي متابعة لأبرز التطورات:
عملية بالضفة الغربية
نفذ مقاوم فلسطيني، صباح اليوم الأحد، عملية إطلاق نار تجاه حافلة مستوطنين شرق قلقيلية بالضفة الغربي المحتلة، أسفرت عن إصابتين.
ونقلت وكالة «صفا» الفلسطينية عن القناة «7» العبرية، قولها: إن أحد جرحى عملية إطلاق النار مستوطنة أصيبت بالرصاص أسفل الظهر، وحالتها خطيرة.
فيما تواصل المقاومة الفلسطينية خوض الاشتباكات الضارية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة مع قوات العدو المتوغلة في كافة محاور القتال بقطاع غزة، إضافة إلى استهداف القوات المعززة بالآليات، بالعبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع والتحصينات والأفراد.
في ذات السياق، أُطلق 40 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه مواقع «إسرائيلية» بإصبع الجليل والجولان السوري المحتل، وفق «الجزيرة».
انسحاب قوة صهيونية من خان يونس
وفي تطور لافت، أفادت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال سحب «الفرقة 98» بشكل كامل من منطقة خان يونس جيش.
وقالت «إذاعة جيش الاحتلال»: إن «إسرائيل» سحبت جميع الوحدات التابعة لـ«الفرقة 98» بألويتها الثلاثة من منطقة خان يونس، في حين ذكرت وسائل إعلام عبرية أن انسحاب الفرقة يأتي في إطار الاستعدادات لعملية برية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وفق ما نقلت «الجزيرة».
وأشارت «إذاعة الجيش» إلى أنه لم يبق في غزة سوى لواء «ناحال» العامل في ممر نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه.
وقالت القناة «14» العبرية: إنه لأول مرة منذ بداية العملية البرية غادرت قوات الجيش كافة مناطق قطاع غزة، مشيرة إلى أنها تتواجد حاليًا قرب منطقة السياج في عدة نقاط، وتؤمن المحور الذي يمنع عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
وعلق يوآف زيتون، المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، قائلاً: بعد نصف عام من الحرب لم يبق في قطاع غزة سوى لواء واحد هو «ناحال» الذي يتولى السيطرة على ممر فصل القطاع، مضيفاً أن الانسحاب من قطاع غزة يأتي في أعقاب الضغوط الأمريكية الكثيفة لإنهاء القتال.
وكان جيش الاحتلال مني، أمس السبت، بهزيمة، بعدما أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قتلها 14 جنيداً «إسرائيلياً» في عدة عمليات نوعية بخان يونس.
خسائر الاحتلال
أعلن جيش الاحتلال أن عدد القتلى في صفوفه بلغ 604 منذ بدء الحرب، و260 جندياً قتلوا خلال المعارك البرية داخل القطاع.
وزعم الجيش، وفقاً للمعطيات التي نشرها حول الأشهر الستة الأولى من الحرب، أن 20 جندياً قتلوا بنيران صديقة، بحسب وكالة «قدس برس».
وأشار إلى أن ما مجموعه 3188 جندياً أصيبوا بجروح متفاوتة، بينهم 497 بجروح خطيرة، منهم 27 لا يزالون يتلقون العلاج بالمستشفيات، فيما نفذت القوات الجوية نحو 950 عملية إجلاء لنحو 1300 جريح.
ولفت إلى أن هناك حوالي 10 آلاف جندي تم تشخيص إصابتهم بأعراض ما بعد الصدمة، وعاد منهم 82% إلى المعارك مجدداً، فيما تم إلحاق 200 جندي بمركز إعادة التأهيل والمخصص للجنود الذين لم يتمكنوا من العودة للمعارك بعد 72 ساعة من الحدث الذي كانوا يتعرضون له، فيما تلقى الخط الساخن للطوارئ أكثر من 3800 مكالمة هاتفية للحصول على مساعدة نفسية للجنود، فيما خضع أكثر من 72 ألف جندي لعلاج نفسي سريع.
في ذات السياق، أفادت القناة الـ«12» العبرية، اليوم الأحد، أن نحو 100 ألف مستوطن أخلوا منازلهم منذ بداية الحرب قبل 6 أشهر، مضيفة أن الحكومة «الإسرائيلية» لا تملك رؤية حتى الآن لمرحلة ما بعد الحرب.
وذكرت صحيفة «ذا ماركر» الاقتصادية أن حوالي 20% من العائلات «الإسرائيلية» التي تم إخلاؤها منذ السابع من أكتوبر الماضي، قررت عدم العودة إلى مناطق غلاف غزة، وتبحث عن مساكن بديلة في بلدات أخرى بعيدة عن مناطق القتال، وفقاً لموقع «الجزيرة.نت».
تظاهرات في مدن وعواصم عالمية
شهدت العديد من المدن والعواصم العالمية، السبت، تظاهرات حاشدة تنديداً بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وشارك الآلاف في تظاهرات نظمت في العاصمة النرويجية أوسلو، والعاصمة النمساوية فيينا، والعاصمة البرتغالية لشبونة، ومدينة روتردام الهولندية، ويوتبوري وأوبسالا في السويد، وآرهوس الدنماركية والعاصمة كوبنهاغن، ومدينة دوسلدروف الألمانية والعاصمة برلين، دعماً للشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وفق «وكالة الأنباء الفلسطينية» (وفا).
وفي المملكة المتحدة البريطانية، خرجت مظاهرات داعمة لفلسطين في 32 موقعاً، حيث طالب المتظاهرون بوقف إطلاق النار في غزة.
وشهدت لندن وحدها 4 مظاهرات للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
المتظاهرون اتهموا الحكومة البريطانية أيضاً بدعم «إسرائيل» وغض الطرف عن الإبادة الجماعية، ورددوا شعارات مثل «فلسطين حرة»، «فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر»، و«أوقفوا الإبادة الجماعية».
كما خرجت مظاهرات في مدن عديدة في أنحاء المملكة المتحدة، مثل مدن: بريستول وبرايتون وساوثامبتون في إنجلترا، وكارديف عاصمة ويلز، وكيركوول في إسكتلندا.
ومن المنتظر خروج مسيرات دعماً لفلسطين، اليوم الأحد، في عدة مدن مثل ليفربول وريدنغ ولندن، حيث ستشهد الأخيرة 3 مسيرات.
وفي العاصمة الفرنسية باريس، بدأ مؤيدون لفلسطين إضراباً عن الطعام أمام مقر وزارة الخارجية الفرنسية للتضامن مع غزة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: إن سكان لندن صدموا من إراقة الدماء في قطاع غزة، مضيفاً أن هذه الحرب الرهيبة يجب أن تنتهي، ويجب إطلاق سراح الأسرى ويجب أن تتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وتابع أن بريطانيا لا تزال مصدومة من الغارة «الإسرائيلية» التي أسفرت عن مقتل 3 عمال إغاثة بريطانيين.
بايدن يهدد نتنياهو
وكشفت «سي إن إن» أن الرئيس الأمريكي هدد نتنياهو في مكالمتهما الأخيرة بعواقب وخيمة إذا لم تغير «إسرائيل» طريقة حربها في غزة.
وذكرت الشبكة الأمريكية، أن بايدن حذر نتنياهو من إعادة أمريكا النظر في طريقة دعمها لـ«تل أبيب» إذا لم تتحسن ظروف المدنيين في غزة على وجه السرعة، وفق «الجزيرة».
وكان موقع «أكسيوس» الإخباري نقل عن مسؤول «إسرائيلي» رفيع لم يسمه قوله: إن نتنياهو ومساعديه فوجئوا بطلب بايدن وقف القتال في غزة خارج سياق صفقة تبادل الأسرى، وذلك في المكالمة الأخيرة بينهما التي وُصفت بأنها الأصعب منذ بداية الحرب.