ترافق الكاميرات المصورين في غزة منذ أكثر من 270 يومًا على حرب الإبادة بحق أهل غزة، ماذا لو نطقت العدسات؟!
التاسع والعشرون من يونيو من كل عام، يحتفل المصورون الفوتوغرافيون بأجمل صورة التقطها منذ بداية العام، بالصورة المفضلة؛ شخصية، عائلية، مناسبة، رحلة، أو طبيعة! فماذا عن اليوم العالمي هذا العام على المصورين في غزة!
لو نطقت عدسات المصورين هناك لأخبرتنا عن حنظلة الحزين الذي رأته في وجوه النازحين الذين تركوا بيوتهم مكرهين، يحملون ما تسنى لهم حمله من بيوتهم، تاركين خلفهم ذكريات سنين، وشقاء عمر كامل، حين اشتدت حولهم الأحزمة النارية وانهالت البيوت فوق رؤوسه رفضوا النزوح من غزة.
لو نطقت العدسات لقالت لنا عن عائلة جمعة التي اضطرت إلى النزوح بين الأقفاص بحديقة الحيوانات في رفح، نصبت خيامها البلاستيكية هناك بعد أن امتلأت مراكز الإيواء في رفح، وأنشأت مئات العائلات الخيام على الأرصفة وبعضهم افترش الأرض والتحف السماء.
فهل لك أن تتخيل كيف يعيش الأطفال هناك مع صوت الحيوانات المرعب؟! هناك لم يتوقف صوت الحيوانات لحظة وهي تئن جائعة أو خائفة، عدا عن الظلام الدامس ليلاً الذي يرعب الأطفال، وصوت القصف يزيدهم رعباً فوق خوفهم!
عدسات الكاميرات في غزة هذا العام رصدت أمًا تحمل جثمان ابنها الصحفي الذي قتلته «إسرائيل» كونه ينقل جرائمها عبر الكاميرا، أُمّ الشهيد الصحفي مصطفى ثريا، شيعته إلى قبره وفوق جثمانه سترته الزرقاء التي لم تشفع له.
رصدت أيضًا الصور العائلية التي أصبحت كيسًا من أشلاء، يجمعون به العائلة بأفرادها كافة.
أمينة غانم كانت من الأطفال الذين رصدتهم الكاميرات أيضًا هناك في غزة، فهل سمعت أن أحدًا بكى دمًا وليس دمعًا؟!
كنا نسمع ونظنها مجازًا، لكن حين تنظر إلى عيون الطفلة أمينة ترى ذلك عيانًا، أمينة غانم طفلة في الكشافة الطلابية، مفعمة بالحياة، دعس الاحتلال الصهيوني الغاشم أباها وأختها أمام عينيها بالدبابات، ورحلوا شهداء تاركين أمينة، تروي الحكاية، بالدم وليس بدمع العين فقط!
فهل عرفت ماذا رصدت العدسات هذا العام في غزة؟!
مؤخرًا، نشر المصور الفوتوغرافي الشهير في غزة يحيى برزق بتصوير جلسات المواليد الجدد صورًا التقطها في خيمة نزوح، أسماها «فوتوسيشن على الطريق».
طفلة صغيرة من مواليد الحرب، تغفو على قدم أختها على باب الخيمة، حيث لا سرير ولا فراش تنام عليه هذه الطفلة.
بعد أن تحولت صفحة يحيى إلى مأتم وهو ينشر صور الأطفال الذين صورهم مع الورد والألعاب، وصورهم وهم أشلاء مقطعين إلى إرب صغيرة لتشعر وأنت تقلب بصفحته على «إنستجرام» أنها تحولت إلى سرادق عزاء كبير لن ينتهي!