تبدأ د. خولة فؤاد علي مقدمتها في كتاب «المنهج الذي لا يُدرّس» بالحديث عن الخلل التربوي في منهج التعليم، مشيرة إلى أهمية انتهاج منهج النضج والوعي الحقيقي، قبل الغوص في المنهج، تقدم نبذة عن رحلتها الشخصية والدروس التي تعلمتها، مما يساعد القراء على فهم أسباب اهتمامها بهذا المنهج.
مشكلات العصر الحديث
تصف المؤلفة الوضع السائد في عصرنا الحالي بأنه مليء بالقلق المزمن، التوتر، والخوف من المستقبل، رغم الجهود المبذولة في الدراسة ووضع الخطط، فإن الصراعات اليومية مع النفس والغير تجعل من الصعب تحقيق التوازن.
أساس المنهج.. الوعي
الوعي بالنسبة للمؤلفة ليس مجرد الانتباه للعالم من حولنا، بل يشمل الإدراك العميق للمجريات الداخلية في نفس الإنسان، وتُشبه الوعي بالعضلة التي تزداد قوةً بالتمرين وتضعف بالإهمال، لتحقيق أعلى درجات الوعي، يجب المرور بخمس مراحل تبدأ بمراقبة الأفكار دون إصدار أحكام، وصولاً إلى إدراك أن هذه الأفكار قد تكون غير مجدية وتُهدر الطاقة.
جوهر المنهج.. قيمة النفس
لتحقيق الوعي، يجب فهم الأنا التي ترتبط بأجسادنا وأفكارنا. الأنا هشة وتتغير حسب المواقف، مما يجعلها في حالة خوف دائم من فقدان قيمتها، وتعاني الذات من نقص القيمة الذاتية الذي يظهر في المثالية المفرطة، وتقليل قيمة العمل الجيد، والشعور المبالغ فيه بالذنب، ولعلاج نقص القيمة الذاتية، تقترح د. خولة العودة إلى أصل المشكلة وتجربة الحياة لتطوير المهارات والثقة بالنفس.
مطبات المنهج.. القلق والتوتر
تنقسم مطبات المنهج إلى نوعين؛ مطبات الرحلة ومطبات البشر، والقلق الحاد يأتي نتيجة مشكلة حديثة، أما القلق المزمن فهو مشكلة تتطلب تغيير الأفكار السلبية إلى إيجابية، وتشمل مصادر القلق النظرة المصيرية للأحداث، والخوف من خذلان الآخرين، والتصديق بالحاسة السادسة التي تكون ناتجة عن مخاوفنا.
مطبات مع البشر.. المنافسة والمقارنة
المقارنة المدمرة من أبرز مطبات البشر، بينما المنافسة الصحية تحفز على التقدم، والمقارنات تؤدي إلى القلق والتوتر لأنها تعتمد على الظن بأن للجميع مساراً واحداً للوصول إلى القمة، والتنمر كذلك يعد من هذه المطبات، والشخص المتنمر هو في الواقع ضعيف ويسعى لفرض الهيمنة، والتعامل مع التنمر يتطلب إدراك قيمتنا الذاتية والتسامح بعد فهم ثغرات الشخص المتنمر.
محصلة المنهج.. التميز الحقيقي
بعد المرحلة التأسيسية التي تشمل الوعي والقيمة الذاتية والتعامل مع مطبات الحياة والبشر، تأتي مرحلة الإبداع والانطلاق إلى العالم الخارجي، وتعتمد هذه المرحلة على الشغف، والمهارة، وخلق الفرص، والعمل الدؤوب، والشغف هو العمل الذي نستمتع ببدايته ونهايته على حد سواء، والمهارة تكتسب بالتدريب والخبرة، وخلق الفرص يتم من خلال دراسة السوق وتقديم حلول للمشكلات التي تواجه الشركات.
الخلاصة
يقدم كتاب «المنهج الذي لا يُدرّس» منهجية شاملة للتعامل مع التحديات النفسية والاجتماعية، بدءاً من تطوير الوعي الذاتي، ومروراً بمعالجة نقص القيمة الذاتية، ووصولاً إلى التعامل مع القلق والتوتر، والتفاعل الصحي مع البشر، وتهدف د. خولة فؤاد علي من خلال هذا الكتاب إلى تقديم إطار عمل يساعد الأفراد على تحقيق التميز والإبداع في حياتهم الشخصية والمهنية.