«إن العديد من الشركات الرائدة التي تهيمن على السوق العالمية تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في الحرب ضد فلسطين؛ حيث تزود «إسرائيل» بالتكنولوجيا التي تُستخدم للقتل، ونحن بصفتنا مهندسين سنتخرج في المعهد إلى العالم، فإن من واجباتنا كمهندسين ألا نغفل عن عواقب العمل الذي نقوم به»، هذا ما قاله دانانجاي بالاكريشنان، الفائز بجائزة «أفضل طالب» بالمعهد الهندي للتكنولوجيا (IIT) في مدراس، في خطابه أثناء حفلة توزيع الشهادات
الجدير بالذكر أن المعهد الهندي للتكنولوجيا في مدراس يُعد أحد أشهر معاهد الهندسة والتكنولوجيا في الهند؛ حيث تشير بعض التقديرات إلى أن خريجي المعهد الهندي للتكنولوجيا (IIT) لديهم القدرة على التأثير على 10 تريليون دولار من الاقتصاد العالمي، فعندما يُرفع صوتٌ من منبره يبلغ إلى ملايين في ثوان، ويجد مؤيديه من أنحاء العالم الذين يجيبون عن ندائه بكل حزم وعزم.
ومعهد «IIT» يمنح الجائزة سنوياً لأفضل طالب/طالبة، ويعقد حفلة ضخمة لتوزيع الشهادات، وينتظر الطلاب هذه الحفلة طوال السنة، وينشر الأعلام على نطاق واسع، وهذه السنة كانت من نصيب دانانجاي بالاكريشنان الذي فاز بالجائزة بعد حصوله على درجة مزدوجة في الهندسة الميكانيكية.
وكانت القاعة ممتلئة بالطلاب والطالبات والمعلمين والضيوف، ووقف بالاكريشنان ليلقي خطابه، فاستقبله الجميع بالهتافات، وكانت الكاميرات موجهة نحوه، وخلال خطابه فاجأ الحاضرين عندما أثار قضية الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وأهل غزة، وذكر فيه دور شركات عمالقة التكنولوجيا فيها، وأفاد بمسؤولية المهندسين، فقال: «اليوم إن لم أستخدم هذا المنبر للتضامن مع فلسطين سيكون ظلمًا على نفسي وعلى كل شيء أومن به».
وأضاف قائلاً: «إن الإبادة الجماعية جارية على قدم وساق في فلسطين، والناس يموتون بأعداد كبيرة، ولا ندري متي تنتهي؟ ربما تتساءلون: لماذا يجب علينا أن نهتم بما يجري؟ فلا تنسوا، لأن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) كمجال في حد ذاته تم استخدامها تاريخيًا لتعزيز الدوافع الخفية للقوى الإمبريالية مثل «إسرائيل»، نحن بصفتنا طلاب هندسة سنبحث عن الوظائف رفيعة المستوي في الشركات ذات التكنولوجيا العملاقة التي تقدم لنا رواتب مع المزايا الإضافية، وفي الوقت نفسه، تسيطر هذه الشركات على حياتنا بأشكال مختلفة، كما تعلمون أفضل من أي شخص آخر، والعديد من هذه الشركات ذات التكنولوجيا العملاقة بشكل مباشر أو غير مباشر تشارك في الحرب ضد فلسطين من خلال توفير التكنولوجيا لـ«إسرائيل»، وهي التكنولوجيا التي تُستخدم في القتل».
وأكد بالاكريشنان أن «الحلول لسيت دائمًا سهلة، ولا أجد عندي أجوبة لجميع الأسئلة، ولكني أعلم أن من واجباتنا كمهندسين متخرجين في المعهد إلى العالم أن ندرك عواقب العمل الذي نقوم به حق الإدراك، ولا نحققها إلا بإدراك مواقفنا بين الأنظمة المعقدة التي تؤدي إلى اختلال توازن القوي».
وأضاف: «من الممكن أن نمارس هذا الوعي في حياتنا اليومية على نطاق واسع، كما نستطيع أن نفكر كيف نساعد المضطهدين والمستضعفين لنحميهم من المعاناة التي يواجهون بها صراعات طائفية وطبقية ودينية وجنسية، وأعتقد بأنها ستكون الخطوة الأولى للتصدي لسلسلة المعاناة التي لا تنتهي».