ياسر سعدالدين
هذه عدة وقفات على إثر اغتيال رئيس حركة «حماس» إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران:
– اغتيال هنية فيه إحراج كبير لإيران، فمن الواضح أن هناك اختراقاً واضحاً جداً وخطيراً للنظام الإيراني، وقد يراه البعض تواطؤاً إيرانياً، وضعفاً كبيراً في الدفاع الجوي، وهذا معناه أن «تل أبيب» تستطيع بسهولة ويسر اغتيال القادة والمسؤولين الإيرانيين الكبار إن رأت في ذلك مصلحة لها.
– رد الفعل الإيراني والأحداث التالية سيبين إذا كانت إيران قادرة أو جادة في رد هذه الصفعة «الإسرائيلية»، أو هي جزء من صفقة تسوية إقليمية إيران جزء منها.
– الاحتلال باستهدافه شخصاً سياسياً مثل هنية يحاول أن يسجل إنجازاً يرفع معنويات جيشه المنهارة مع الفشل الكبير والعجز المذل عسكرياً، كما يحاول توحيد جبهته الداخلية الممزقة، وهو ما أتصور أنه سيفشل به.
– على المدى القصير، «حماس» ستعاني معنوياً من خسارة شخصية مثل هنية، ولكن في المنظور البعيد سيرفع استشهاد الرجل من أسهم الحركة فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، وسيعطي الجماهير الدليل والبرهان على أن هذه القيادة هي في مقدمة الصفوف تضحية وإقداماً، مع التذكير بأن الرجل قدم ثلاثة من أولاده وأحفاده شهداء.
– سيعطي استشهاد هنية زخماً كبيراً للمقاومة، وسيدفع بكثير من الفلسطينيين وربما غيرهم للتجند في صفوف المقاومة.
– أصبح هنية رمزاً فلسطينياً وإسلامياً، وسيعود الناس لمشاهدة مواقفه وكلماته، خصوصاً حين تلقيه خبر استشهاد أبنائه الثلاثة، وربما تجد المقاومة نفسها مدفوعة لدفع الجرائم الصهيونية بتطوير أسلحة فتاكة موازنة للرعب أمام الإبادة «الإسرائيلية»، وربما تطلق عليها «هنية» لتذكر الناس بتجاوزات الصهاينة وجرائمهم.
– اغتيال هنية يبرهن على أن الصهاينة غير جادين في البحث عن حلول سياسية من جانب، ومن جانب آخر قد يكون بوابة وقف إطلاق النار بعد أن يقدم نتنياهو الفاشل إلى «الإسرائيليين» إنجازاً «كبيراً» بعد الإخفاقات العسكرية محلياً، والسياسية والأخلاقية عالمياً ودولياً.