كشفت إحصائية حديثة صادرة عن وزارة العدل في الكويت أن 800 كويتي وكويتية تطلقوا قبل إتمام عام واحد من الزواج، وتشير هذه الإحصائية إلى مشكلة اجتماعية متزايدة تتطلب البحث والدراسة لفهم أسبابها والحد من تداعياتها.
أسباب الطلاق
تشير الإحصاءات والتقارير إلى أن أسباب الطلاق في الكويت متعددة ومتنوعة، وقد حدد الاستشاريون النفسيون والتربويون عدة أسباب رئيسة، منها:
– الزواج المبكر: يعتبر الزواج في سن مبكرة من الأسباب الرئيسة للطلاق، حيث يفتقر الأزواج الصغار إلى النضج اللازم لتحمل مسؤوليات الحياة الزوجية.
– الفوارق الاجتماعية: مثل اختلاف المستوى التعليمي والاجتماعي بين الزوجين، وفارق السن الكبير، وعدم التوافق الفكري والثقافي.
– تدخل الأهل: تدخل أهل الزوج أو الزوجة في حياة الزوجين يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الخلافات.
– وسائل التواصل الاجتماعي: تُعد وسائل التواصل الاجتماعي من العوامل الحديثة التي تساهم في زيادة حالات الطلاق.
– عدم تحمل المسؤولية: عدم استعداد الزوجين لتحمل المسؤوليات المشتركة وتحديد الأولويات.
– الاختيار غير الواعي لشريك الحياة: يشير د. جاسم الخواجة إلى أن عملية اختيار شريك الحياة غالبًا ما تكون عشوائية وغير مبنية على أسس علمية، مما يؤدي إلى مشكلات مستقبلية تنتهي بالطلاق.
آراء الخبراء
يؤكد د. جاسم الخواجة، أستاذ علم النفس في جامعة الكويت، أن العديد من العوامل الاجتماعية والنفسية تساهم في ارتفاع معدلات الطلاق، وأشار إلى أن التسرع في الزواج وفارق السن بين الزوجين واختلاف المستوى التعليمي هي من بين العوامل الأكثر شيوعًا، كما شدد على أهمية دور الأسرة في اختيار شريك الحياة المناسب لأبنائهم، محذرًا من أن تدخل الأهل في حياة الزوجين قد يؤدي إلى تعقيد الأمور.
من جانبه، يرى د. عويد المشعان، أستاذ علم النفس، أن ارتفاع نسبة الطلاق يعود إلى أسباب نفسية واجتماعية متعددة، منها عدم تحمل الزوجين للمسؤولية واختلاف الميول والطباع، وأكد ضرورة إعداد الشباب لتحمل الأعباء الزوجية قبل الزواج، مقترحًا أن تؤدي المؤسسات الحكومية دورًا محوريًا في التوعية ونشر ثقافة الزواج السليم.
وأشار د. خضر البارون، أستاذ علم النفس في تصريح، لـ«المجتمع»، إلى أن الكثير من أسباب الطلاق يمكن تجنبها من خلال تثقيف الأزواج حول كيفية التعامل مع الخلافات الزوجية، وأوضح أن القوانين الحالية، مثل قانون الفحص قبل الزواج، يمكن تعزيزها بتوفير برامج تثقيفية تساعد الأزواج على بناء حياة زوجية مستقرة ومتناغمة.
الإحصاءات والتوزيع
تظهر الإحصاءات أن أعلى نسبة من حالات الطلاق كانت بين الأزواج الذين تراوحت مدة زواجهم بين سنة و5 سنوات بنسبة 35.8%، وجاءت النسبة الأكبر لحالات الطلاق في فئة الأعمار من 45 سنة فما فوق بنسبة 28.1%.
بالنسبة للمؤهلات العلمية للمتطلقين:
– 296 من المتطلقين حاصلون على شهادات جامعية.
– 191 حاصلون على دبلوم.
– 149 حاصلون على شهادات ثانوية.
توصيات وفقاً للخبراء النفسيين
– إعداد الشباب للزواج: يجب على الأسر والمجتمع تعليم الشباب تحمل المسؤوليات الزوجية قبل الإقدام على الزواج.
– التوعية المجتمعية: يجب على الجهات الحكومية ووسائل الإعلام تعزيز قيم الحياة الزوجية وتقديم النصح والمشورة للأزواج.
– الاستشارات المتخصصة: تشجيع الأزواج على طلب الاستشارة من متخصصين لحل الخلافات بدلاً من الأصدقاء غير المتخصصين.
يؤكد التقرير أن معالجة مشكلة الطلاق في الكويت تتطلب جهودًا مشتركة من الأسر والجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، يجب أن تكون هذه الجهود مستمرة ومنظمة لتحقيق الأهداف المرجوة في الحد من ظاهرة الطلاق.