في تصريح لرئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية سعد مرزوق العتيبي، حول جهود الكويت الإنسانية لدعم قطاع غزة، أكد أن الكويت تظل جسر الإنسانية الذي يصل إلى من هم في أمسّ الحاجة، وذلك من خلال تحركات متعددة الاتجاهات جواً وبحراً وبراً، بقيادة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وبيّن العتيبي أن هذه التحركات هي امتداد لسجل الكويت الحافل بالعطاء، الذي يعزز مكانتها كمركز إنساني عالمي.
وتابع العتيبي: نُعبر عن تقديرنا العميق للكلمة التي ألقاها ممثل صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، الشيخ صباح الخالد، حفظه الله، في مؤتمر القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي، حين تطرق سموه إلى القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن تأكيد سموه على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره يعكس التزام الكويت الثابت بالقيم الإنسانية والعدالة، ونحن في اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية ندعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ونتمنى أن تسهم هذه القمة في تعزيز التضامن العربي والإسلامي.
وقال العتيبي: إن جهود الكويت الإنسانية نحو غزة تأتي بدعم مباشر من الوزارات الحكومية؛ ما يعزز استدامة العمل الخيري، ويجعل الكويت منارة للإنسانية، وقد أدت وزارة الشؤون دوراً فاعلاً في تنظيم العمل الخيري، والتأكد من الالتزام بمعايير الشفافية، بينما قامت وزارة الخارجية بالتنسيق لضمان وصول المساعدات بسرعة وسلاسة بالتعاون مع السلطات الدولية، كما تسهم وزارة الإعلام بتغطية شاملة لهذه الحملات، مسلطةً الضوء على جهود الكويت لتعزيز الصورة الذهنية للبلاد كداعمٍ رئيس للعمل الإنساني عالميًا، كذلك تؤدي وزارة الدفاع دورًا محوريًا، حيث تقوم قوات الدفاع الجوي بإنشاء الجسر الجوي الإغاثي الذي نقل ما يقرب من 50 طائرة مساعدات، في تعاون مؤسسي يبرز وحدة وتضافر جهود الدولة لخدمة القضايا الإنسانية العاجلة.
الإغاثة الجوية
وأوضح العتيبي أن الجسر الجوي الكويتي الذي بدأ منذ أكتوبر 2023م، هو إحدى أهم المبادرات التي تمت بفضل حملة «فزعة لفلسطين»، التي شاركت فيها أكثر من 23 جمعية وهيئة خيرية كويتية، حيث تم إرسال ما يقرب من 50 طائرة محملة بالمساعدات الطبية والغذائية والإيوائية، وكانت هذه الطائرات تمثل شريان الحياة لأهالي غزة المحاصرين، وقد أمنت هذه المساعدات الضرورية لسد حاجات مئات العائلات التي تأثرت بالأحداث العنيفة في القطاع.
الإغاثة البحرية
وأضاف العتيبي أنه في مارس 2024م، أبحرت أول سفينة كويتية من تركيا محملة بـ1200 طن من المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والدقيق والمعلبات، وتم توزيع هذه المواد على العائلات الأكثر احتياجًا في غزة.
كما استمرت الإغاثة البحرية مع إطلاق سفينة «غزة الثانية»، في أبريل 2024م، من ميناء مرسين التركي، التي حملت 900 طن إضافية من المواد الإغاثية الأساسية.
وفي أغسطس من نفس العام، انطلقت سفينة «غزة الثالثة» محملة بـ1650 طناً أيضاً بالطرود الغذائية والمواد الصحية؛ ما أسهم في دعم أهل القطاع بشكل كبير.
الإغاثة البرية
أما فيما يتعلق بالإغاثة البرية، فقد أشار العتيبي إلى أن الشاحنات الكويتية المحملة بمئات الأطنان من المساعدات الطبية والإغاثية، عبرت الأراضي الأردنية لتصل إلى غزة، وقد تم التنسيق مع الجهات المعنية لضمان وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها في الوقت المناسب، وأكد العتيبي أن الجمعيات الخيرية الكويتية تستعد لتسيير المزيد من القوافل البرية خلال الأيام المقبلة؛ ما يعكس التزام الكويت بمواصلة الدعم الإنساني لغزة.
الفرق الطبية الكويتية
وعلى صعيد آخر، كانت للفرق الطبية الكويتية دور حيوي في دعم الشعب الفلسطيني على الأرض، فرق مكونة من استشاريين وجراحين كويتيين دخلت إلى غزة عبر معبر رفح، حيث قدمت خدمات طبية متخصصة في ظروف صعبة ومعقدة، وأشاد العتيبي بجهود الفرق الطبية الكويتية التي لم تتوان عن تقديم الرعاية الصحية اللازمة، مجسدة بذلك أسمى معاني التضامن الإنساني.
القوافل الإغاثية المحلية
وأضاف العتيبي أن حملة «قوافل الخير» التي استهدفت النازحين في غزة، أسهمت بشكل كبير في توزيع سلال غذائية ومساعدات أساسية أخرى، وأوضح أن ما يميز هذه الحملة هو اعتمادها على شراء المواد الإغاثية من الضفة الغربية؛ ما ساهم في دعم الاقتصاد المحلي هناك، هذه الخطوة تعكس التفكير الإستراتيجي للكويت في تقديم المساعدات، حيث تسعى لتحقيق أثر إيجابي ومستدام على المستويين الإنساني والاقتصادي.
واختتم العتيبي تصريحه بالتأكيد على أن جهود الكويت الإنسانية تجاه غزة تعكس القيم النبيلة التي يحملها المجتمع الكويتي، مؤكدًا أن الكويت ستظل دائمًا رائدة في العمل الإنساني، حاملة لرسالة السلام والأمل للشعوب المنكوبة.