تقوم لجان ومؤسسات العمل الخيري الشعبية والرسمية بدور فعال وبنَّاء في خدمة المجتمع الكويتي ولها نشاط إيجابي في تقديم العون للمستحقين، بل وتكاد هذه الجهات تبحث عن المستحقين لتوصل لهم الدعم والمساعدة، وتتعاون فيما بينها للوصول إلى مستوى التكافل في أداء رسالتها فقمنا بتسليط الضوء على فعاليات وأنشطة الجهات الخيرية الكويتية داخل الكويت وذلك من خلال الحوار الصحفي مع الشخصيات التالية:
1- يوسف جاسم الحجي، رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
2- عبدالقادر ضاحي العجيل، المدير العام بالنيابة في بيت الزكاة.
3- جاسم مهلهل الياسين، رئيس إدارة التنسيق في اللجان الخيرية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي.
توجهنا بالسؤال ابتداء ليوسف جاسم الحجي، رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وطرحنا عليه السؤال عن أبعاد الهجمة الصحفية على جهات العمل الخيري والدعوة لصرف أموال الدعم داخل الكويت تحت شعار: الأقربون أولى بالمعروف، فأجاب قائلاً:
العمل الخيري مطلوب من المسلم حسب استطاعته لمساعدة صاحب الحاجة أين ما كان ولا شك أن مساعدة ذوي القربي والأرحام والأقرب فالأقرب هو الأفضل، أما ما نقرأه من تهجم بعض الكتاب على العمل الخيري.. فإنه مقارنة بما ينشر في معظم الصحف المحلية والخارجية من تشجيع ومباركة لهذه الأعمال الخيرية، فلا يعتبر ذلك دليلا على أن العمل الخيري غير مرغوب، بل بالعكس لا يستطيع الإنسان أن يحيط بفوائد وإيجابيات العمل الخيري الداخلي والخارجي، ولو تعمقنا في قراءة الكتب الفقهية بما يحصل عليه المتبرع سواء كان فردا أو مجموعة رسمياً أو شعبياً من مردود إيجابي لعلمنا أن هذه الأعمال تحفظ فاعلها بإذن الله من مصائب وكوارث وغيرها.
بالإضافة إلى أنها تمحص الذنوب وتنمي المال وتزكيه وتحفظ على المتصدق أمنه وسلامته هو وأهل بيته ومجتمعه، وهذا وعد من الله سبحانه وتعالى، وفي هذا المجال أدعو الله أن يجزي كل فاعل خير ما وعد به.
أما المدير العام بالنيابة لبيت الزكاة عبدالقادر ضاحي العجيل، فقد آثر من خلال حديثه أن يدع الأرقام والبرامج والمشاريع الجديدة للبيت داخل الكويت أن تتحدث بنفسها، وتعبر للجميع عن الاهتمام الذي يوليه البيت للعمل الخيري داخل الكويت.
وقد أكد في مستهل حديثه أن ما يجمعه بيت الزكاة من زكاة الأموال يصرف كاملاً داخل الكويت (100%)، وقد استفادت 8353 أسرة من المساعدات النقدية والقرض الحسن، وقد بلغ مجموع ما صرف على هذه الأسر 1953048 د.ك من بداية عام 1993 حتى 31/ 9/ 1993م، وأكد أن البيت يولي الأسر المتعففة اهتماماً خاصاً، حيث بلغ عددها منذ إنشاء مكتب الأسر المتعففة نحو 835 صرفت لها مساعدات جاوزت 10 ملايين دينار.
وأضاف العجيل أن بيت الزكاة يحرص على تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي داخل الكويت على نطاق واسع؛ ولهذا فقد قدم البيت الدعم المالي لـ21 لجنة محلية، وبلغت قيمته 98400 د. ك، وذلك لمساعدة هذه اللجان في القيام برسالتها في خدمة المجتمع الكويتي، كما قام البيت بدعم 86 هيئة محلية بمبلغ وقدره 66150 د.ك، وذلك خلال عام 1993م.
وفي مجال التبرعات العينية، وزع البيت 1139615 كيلوجراماً من المواد الغذائية استفادت منها 23754 عام 1993م.
وأفاد العجيل أن البيت قام بالإضافة لاستحداث مجالات عمل جديدة داخل الكويت بتطوير أنشطة ومشاريع خيرية أخرى من حيث النوعية وطريقة التنفيذ؛ فقد قام بتوزيع 4 آلاف حقيبة مدرسية بكافة لوازمها من القرطاسية للتلاميذ من أبناء الأسر التي يساعدها البيت، وقد نسق البيت مع اللجان الخيرية الأهلية في المناطق ذات الكثافة السكانية في تنفيذ المشروع، كما قام بتنفيذ مشروع كسوة اليتيم بالتنسيق مع وزارة الأوقاف، ولجان الزكاة الأهلية، وبمشاركة 6 جمعيات تعاونية وتم توزيع كوبونات المشروع على 1000 يتيم.
وقال الشيخ جاسم مهلهل الياسين، رئيس المجلس الأعلى لإدارة اللجان الخيرية، مجيباً عن سؤالنا عن النشاط المحلي للجان أعضاء المجلس الأعلى:
بالنسبة لأنشطتنا كلجان خيرية داخل الكويت، فسوف يجد هذا واضحاً وجلياً في اتفاق اللجان الخيرية (الأربع) التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي على إنشاء لجنة خاصة تهتم بالعمل الخيري والاجتماعي داخل الكويت، لتكتمل مسيرة الخير لهذه اللجان، وتكون منطلقاً تنطلق منها اللجان في مساعدة أهل هذه الأرض الطيبة منبع الخير والعطاء، وتسليط الضوء على المشكلات الاجتماعية في الكويت، ومحاولة إيجاد حلول لها وتنمية القدرات والمواهب عن طريق دورات تخصصية في جميع المهارات والهوايات التي تعود بالنفع والفائدة على الجميع.
هذا، بالإضافة لما لاقاه مشروع «سنابل الرحمة» من قبول واستحسان لدى الكثير من أهل الكويت، حيث يقوم مشروع «وقف السنابل» بمخاطبة أهل المتوفى وتذكيرهم بأهمية العمل الخيري لصالح المتوفى؛ ما جعل الكثير يقبلون على التبرع لصالح موتاهم وأرحامهم طلباً لما عند الله من ثواب دائم، فالإقبال المتزايد والتفاعل المستمر على مشاريع اللجان الخيرية التي تعمل داخل الكويت دليل على نجاح تلك المشاريع، ونجاحنا أيضاً في اختيار المشاريع التي تهم المواطن.
وفيما يتعلق بالهجمة الصحفية على العمل الخيري، فقد ذكر أننا نرحب بكل نقد بنَّاء، الهدف منه التقويم والنصح والإرشاد، أما النقد لمجرد النقد والتجريح والتشكيك فهذا المنطق لا يقبله أي إنسان، فإذا كان لدى منتقدينا أي استفسار أو أسئلة فليتقدموا ونحن على أتم استعداد للإنصات وتقبل النصيحة فالاستماع للنصيحة من الدين والحكمة(1).
_______________________
(1) تم نشر هذا التحقيق في العدد (1077)، 17 جمادى الآخرة 1414هـ/ 30 نوفمبر 1993م، ص 14، إعداد: طالب المسلم.