مضى عامٌ يا أخوتي، على الفجرِ الأوَّل، وخيرِ يومٍ أشرقت فيه شمسٌ على المسلمين منذ ألفِ عام.
يوم عبر البطلُ بمظلَّته، والآخرُ تحتَ بحره، والثالث يكسرُ القيد ويقتحمُ الحاجر، وصدى صوتهم واحد: الله أكبر، الله أكبر.
مضى عامٌ على بطولاتٍ ما رأيناها رأي العيان يومًا، كنا نظنُّها خبرًا في سير السابقين، وإذ بنا نعيشها. أصبحنا نسأل عن حُكم الأسرى، وما كان لدينا يومًا من أسير بين أيدينا.
وعن حكم الابتداء بالحرب، والتي لم نبتدأها يومًا قبل تاريخنا المجيد.
عامٌ يا أخوتي، من العزة والإباء، وشموخ عالٍ عالٍ، وصبرٍ طويلٍ طويل، وجهاد مباركٍ مباركٍ، وثمن غالٍ غالٍ.
عامٌ يا إخوتي، والدم المسلم شلال، وبنيان المسلمين دمار، والأرضُ تُنتهك، والجوعُ قاتل، والحزنُ شديد، لا طحين، لا ماء، لا أمن، لا أمان؛ وأرواح في الجنة تطير، شهداء شهداء سُعداء بإذن الله
عامٌ من العزَّة، وعامٌ من الألم، ولا يولد نصرٌ دون شِدَّة.
والثمن: جنَّة
السابع من أكتوبر يوم من أيام الله، حقٌّ علينا تأبيده، ولأنه صَنيع جُند الله وَجَب مِنّا إستذكاره!
السّلامُ على نُخبةِ العُبور والخَمسون ألف شهيد على طريقهِم المُقدّس، سهّلَ الله لكُم الطّريق إلى خُلودكم المَوعود ونَعيمًا فيهِ لا ينقَطِع بصفقةِ بَيعٍ غير خاسِره وإنّ اللَّه اشتَرى.
السّلامُ علىٰ أرض مَهّدَت عُبوَركُم وسماء شَهِدَت نُزولَكُم، السّلامُ عليكُم وأنتُم في حضرةِ شُهَداء فتحِ خيبَر.
وَسلامُ الله عليكم يا إخوتي