إن الأمة الإسلامية أُخرجت لتكون خير أمة بأمْرها بالمعروف ونهْيها عن المنكر
إن الأمة الإسلامية أُخرجت لتكون خير أمة بأمْرها بالمعروف ونهْيها عن المنكر؛ { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران:110).
فهي تقدِّم نموذجاً حيّاً للمساهمة في نشر الخير والأمن في دنيا الناس وعالم البشر، وفي الأمن النفسي والاستقرار الروحي العقدي على مستوى الأفراد؛ { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ”82″} (الأنعام)، الأمن من المخاوف والعذاب والشقاء، والهداية إلى الصرط المستقيم، فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقاً، لا بشرك ولا معاصٍ؛ حصل لهم الأمن التام والهداية التامة.
وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده، ولكنهم يعملون السيئات؛ حصل لهم أصل الهداية وأصل الأمن، وإن لم يحصل لهم كمالها.
ومفهوم الآية الكريمة؛ أن الذين لم يحصل لهم الأمران، لم يحصل لهم هداية ولا أمن، بل حظهم الضلال والشقاء(1).
ومبعث الأمن في الأمة وأفرادها أنها أمة رحمة عالمية؛ { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء).
والفرد المسلم من الذين يتواصون بالمرحمة؛ { ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ “17” أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ “18”} (البلد).
وهكذا يُبنى الوطن على الأمن والتراحم؛ حتى يصبح الأمن ضرورة من ضرورات العيش لدى المسلم، ولدى كل إنسان مقيم بين المسلمين، والشريعة الإسلامية جاءت للمحافظة على الأمن الديني والبدني والمالي والأخلاقي والعقلي لكل إنسان يعيش على أرض الوطن.
إن شعور الناس بالأمن والرحمة ليدفعهم إلى حب الوطن والتضحية في سبيل أمنه واستقراره، والعمل على تطويره وتنميته وتجميله ورقيه؛ لأن كل ذلك هو عائد عليهم وعلى أهليهم وذويهم ومن يعولونهم.
أما إذا طورد الناس بسياط الخوف والرعب، وهوجموا بالإذلال والعنف؛ فإنهم ساعتئذ أبعد ما يكونون عن التنمية والتطوير والرقي.. وصدق الله تعالى: { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ “3” الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ “4”} (قريش).
(*) داعية إسلامي – الكويت
—————————————–
الهوامش:
(1) عبدالرحمن بن ناصر السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.