عاد جيش المسلمين إلى قرطبة ظافراً، بعد انتصاره على جيش “شارلمان”
عام 8هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك 29 ديسمبر 629م، أرسل رسول الله مُحَمّد (صلى الله عليه وسلّم) أبا قتادا الأنصاري إلى بطن إضا، للتمويه على المشركين بخط سير المسلمين لفتح مكة، وكان أبو قتادا قد عاد لتوه من مهمة في غضفان بنجد التي آذى أهلها المسلمين.
عام 83هـ:
مولد الإمام جعفر بن مُحَمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بـ”جعفر الصادق”، من كبار التابعين، أحد الأئمة المجتهدين، اشتهر بالتبحر في الفقه مع معرفة واسعة بعلم الكيمياء، في المدينة المنورة كان مولد جعفر بن مُحَمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي في (8 رمضان 83هـ/ 5 أكتوبر 702م)، وكانت المدينة موئل العترة من آل البيت، وفي وسط هذه الأجواء المعبقة بأريج النبوة نشأ جعفر الصادق نشأة كريمة في بيت علم ودين، وأخذ العلم عن أبيه مُحَمّد الباقر، وجده لأمه القاسم بن مُحَمّد بن أبي بكر الصديق، المتوفى عام (108هـ/ 725م) أحد فقهاء المدينة السبعة المشهود لهم بسعة العلم والفقه، كما اتصل بابن شهاب الزهري، أحد فحول العلم وتتلمذ على يديه، ومن شيوخه في الحديث عبيد الله بن أبي رافع، وعروة بن الزبير، وعطاء بن أبي رباح، ومُحَمّد بن المنكدر، كما رحل إلى العراق طلباً للعلم، وكانت له عناية بالفقه وشغف باختلاف الفقهاء، ومعرفة مناهجهم، وتطلب ذلك منه معرفة واسعة بعلوم القرآن والحديث، والناسخ والمنسوخ، ولجعفر الصادق حِكَم وأدعية أشبه بكلام النبوة، خرجت من نفس كريمة، وقلب مؤمن عظيم الإيمان، ورد كثير منها في كتب الشيعة، وروى بعضها الشهرستاني في الملل والنحل، والذهبي في سير أعلام النبلاء، من ذلك وصيته لابنه موسى، يقول فيها:
“يا بني، من قنع بما قسم له استغنى، ومن مد عينيه إلى ما في يد غيره مات فقيراً، ومن لم يرض بما قسم له اتهم الله في قضائه، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه، ومن كشف حجاب غيره انكشفت عورته، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن احتفر بئراً لأخيه أوقعه الله فيها.. يا بني، كن للقرآن تالياً، وللسلام فاشياً، وللمعروف آمراً، وعن المنكر ناهياً، ولمن قطعك واصلاً، ولمن سكت عنك مبتدئاً…”، ومن كلامه: “لا زاد أفضل من التقوى، ولا شيء أحسن من الصمت، ولا عدو أضر من الجهل، ولا داء أدوأ من الكذب”.
كان الإمام جعفر من أعظم الشخصيات ذوي الأثر في عصره وبعد عصره، وجمع إلى سعة العلم صفات كريمة اشتهر بها الأئمة من أهل البيت، كالحلم والسماحة والجلد والصبر، فجمع إلى العلم العمل وإلى عراقة الأصل كريم السجايا، وظل مقيماً في المدينة ملجأ للناس وملاذاً للفتيا، ومرجعاً لطلاب العلم حتى توفِّي في شوال عام (148هـ/ 765م)، ودفن في البقيع مع أبيه وجده.
عام 164هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق 29 أبريل 684م، عاد جيش المسلمين إلى قرطبة ظافراً، بعد انتصاره على جيش “شارلمان”، قاد جيش المسلمين صقر قريش عبدالرحمن الداخل، الأمير الأموي الذي أقام دولة الأندلس الإسلامية، وكان قد وصل إليه أن “شارلمان” يُعدّ رجاله للقتال، بنيّة القضاء على الخلافة الإسلامية، استعد الفرنجة وعبر بهم “شارلمان” الجبال ليُباغت المسلمين، لكن وعورة الطريق وخطورة الجبال أوقعت المئات من رجاله، وعند منعطف ظاهر قرطبة التقى بجيش المسلمين الذين أجبروهم على الرجوع من حيث أتوا.
عام 273هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك دُفن الإمام الحافظ والمحدّث ابن ماجه، وقد توفي عن 64 عاماً، وابن ماجه هو مصنف السنن والتاريخ والتفسير، وقد قال فيه الحافظ الذهبي في وصفه: كان ابن ماجه حافظاً ناقداً صادقاً وواسع العلم.
عام 431هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك السلطان السلجوقي طغرل بك ينتصر على جيش الدولة الغزنوية في معركة دندانكان، ويستولي على خراسان، ويجبر الغزنويين على الاعتراف بالدولة السلجوقية كأكبر وأقوى دولة في المنطقة.
عام 455هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق 4 سبتمبر 1063م، رحل الملك أبو طالب، هو مُحَمّد بن ميكائيل بن سلجوق طغر لبك، كان أول مؤسس للدولة السلجوقية التي حكمت إيران والعراق وسورية والأناضول، بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر الميلاديين، والقائد الذي مارس السلاجقة تحت حكمه زعامة العالم الإسلامي منذ دخوله بغداد ملبياً نداء الخليفة العبّاس، القائم بأمر الله، وقضائه على الدولة البويهية، التي كان الخليفة العبّاسي خاضعاً لسلطة ملوكها.
أبصر النور أبو طالب طغر بك مُحَمّد بن ميكائيل بن سلجوق في حدود عام 990م، وكان جده سلجوق رئيس عشائر الغز في منطقة جند، وفي عام 1025م دخل مع أخيه جعفري أو “جاقير” وعمهما أرسلان في خدمة أمير بخارى التركي، وفي العام نفسه اندحر طغر بك وأخوه أمام محمود الغزنوي، فلجأ الأخوان إلى خوارزم واستقر عمهما أرسلان في خراسان، وبعد أن أخرج محمود الغزنوي، عاد الأخوان فدخلا خراسان وأقاما علاقات وثيقة مع الجماعات الإسلامية في المدن الكبرى، وكان دخول طغر بك مدينة نيسابور وإعلاؤه العرش بوصفه أول سلطان سلجوقي، في عام 1037م كان بداية حكم السلاجقة، كدولة تحمل صفاتها الحقيقية، فقد أصبح لهم كيانهم السياسي ورقعة كبيرة من الأرض وحاكم يقر له رعاياه بالزعامة، وكان خيِّراً مصلياً، محافظاً على الصلاة في وقتها، يديم صيام الإثنين والخميس، حليماً عمن أساء إليه، كتوماً للأسرار، ملك في أيام مسعود بن محمود عامة بلاد خراسان واستناب أخاه داود وأخاه لأمه إبراهيم بن نيال وأولاد إخوته على كثير من البلاد، توفي في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وله من العمر 73 عاماً.
عام 665هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق 3 يونيو 1267م، بدأ حصار مدينة عكا، بقيادة الظاهر بيبرس، وكان قد بلغه وهو في دمشق أن جماعة من الفرنج تغير في الليل على المسلمين وتتوارى وهي ترتدي ثياب المسلمين، قاد السلطان بيبرس سرية خاصة استطاعت اقتناصهم بعد أن كانوا ينطلقون من عكا، حاول الفرنج المقيمون في عكا ضرب المسلمين، فأمر بيبرس بالقضاء على حاميتها وهدم جدرانها إذا لم يمتثل أهلها بالولاء للنظام الإسلامي للدولة.
عام 737هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك توفي الصدر الأصيل الأديب البارع شهاب الدين أبو العباس أحمد بن مُحَمّد بن سلمان بن حَمَائل بن علي المقدسي، المعروف بابن غانم، وصُلِّي عليه عقيب صلاة الجمعة بالجامع المُظفَّري، ودفن بتربة الشيخ عبدالله الأُرْمَوِي بسفح جبل قاسيون في سورية.
عام 891هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك انهزم العثمانيون أمام مماليك السلطان قايت باي، ففي مثل هذا اليوم دارت معركة برية بين المماليك والعثمانيين، هلك فيها الكثير من جنود الطرفين، وكانت النصرة فيها للمماليك، فقد أسروا أعداداً كبيرة من الجند الأتراك وغنموا مدافعهم وأسلحتهم، ثم زحف المماليك داخل تركيا وحاصروا مدينة أضنه، جنوب وسط تركيا واحتلوها.
عام 907هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك ولأول مرة يتعذر على المسلمين البرتغال الصيام بسبب الاضطهاد الديني، فقد صدر أمر من الكنيسة الكاثوليكية بمطاردة كل مسلم وإجباره على الارتداد عن الإسلام، فتشتت المسلمون في البقاع والجبال هرباً بدينهم وأرواحهم، وهاجر بعضهم سراً إلى شمال أفريقيا، وبالتالي دخل شهر رمضان المبارك عام 1502م ولم يستطع المسلمون بالجهر بصومهم، بعد أن سيطر البرتغال على الإمارات الإسلامية الأندلسية.
عام 1342هـ:
المسلمون يصومن شهر رمضان دون خليفة لأول مرة، فمنذ وفاة الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام) والدولة الإسلامية يحكمها خليفة يرعى شؤونها الدينية والسياسية، بعد الخلافة الراشدة سادت الخلافة الأموية ثم الخلافة العباسية، وخلال الخلافة العباسية نشأ الكثير من الدويلات، لكنها كانت تدين بالولاء للخلافة العباسية، انتهت الخلافة العباسية على يد المغول وأحياها الظاهر بيبرس، السلطان المملوكي، الذي أحضر واحداً من ذرية بني العباس ليباع له في القاهرة بالخلافة، إلا أن انتصار العثمانيين على المماليك في معركة “مرج دابق” ودخولهم القاهرة، حال دون ذلك، أحضر العثمانيون الخليفة العباسي إلى إسطنبول ليجبر على التنازل عن الخلافة لصالح العثمانيين رغم معارضة الكثيرين، إلا أن الخلافة الرسمية استمرت في بني عثمان الأتراك مدة 400 عام، إلى أن قام “مصطفى كمال أتاتورك” بإلغاء السلطنة العثمانية وإعلان الجمهورية التركية، وتقلص نفوذ الخليفة للشؤون الدينية والروحية فقط، إلى أن تمّ إلغاء المنصب نهائياً إلى الأبد، وقد كان السلطان مُحَمّد رشاد آخر خلفاء بني عثمان، وقد حاول بعض الزعماء العرب المناداة بالخلافة بعد سقوط الخلافة العثمانية، إلا أن المسلمين لم يتفقوا في هذه المسألة ولم يجتمعوا على رجل واحد.