رحلت أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد
في مثل هذا اليوم وقبل ثلاث سنوات من هجرة الرسول الكريم مُحَمّد (صلى الله عليه وسلّم) إلى يثرب (المدينة المنورة حالياً)، رحلت أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله (صلى عليه وسلّم)، دفنت بالحجون في مكة، وحزن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً.
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين. ولدت بمكة ونشأت في بيت مجد وشرف ورياسة فنشأت على التخلق بالأخلاق الحميدة، واتصفت بالحزم والعقل والعفة فكانت تدعى في الجاهلية “الطاهرة”.
تزوجت قبل زواجها برسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين باثنين من سادات العرب: عتيق بن عائذ المخزومي، وأبي هالة هند بن زرارة التميمي.
كانت ذات مال وتجارة، تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثها إلى الشام، وبلغها عن مُحَمّد بن عبدالله كرم أخلاقه وصدقه وأمانته؛ فعرضت عليه الخروج في مالها إلى الشام مع غلامها ميسرة، فقبل وخرج في تجارتها وعاد بأرباح كبيرة، وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه وصفاته المتميزة؛ فرغبت في الزواج منه، وعرضت صديقتها نفيسة بنت منية عليه الزواج من خديجة فقبل وتزوجها، وكان عمره خمسة وعشرين عاماً، وعمرها أربعين، ولم يتزوج عليها غيرها طيلة حياتها وولدت له: القاسم، وعبدالله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.
ولما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت خديجة أول من آمن به.
بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب، وقال عنها: “خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت مُحَمّد صلى الله عليه وسلم”.
عام 8هـ:
بداية التحرك لفتح مكة:
في 10 من رمضان 8هـ الموافق 1 من يناير 630م: قام الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه بالتحرك لفتح مكة في العام الثامن من الهجرة، الذي سُمي بعام الفتح، وكان هذا الفتح تتويجاً لجهود النبي (صلى الله عليه وسلم) في الدعوة، وإيذاناً بسيادة الإسلام في شبه الجزيرة العربية.
عام 132هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق للثاني والعشرين من شهر أبريل 750م، جاء عبدالله بن علي على دمشق ونزل بالباب الشرقي، ونزل صالح أخوه على باب الجابيّة، ونزل أبو عون على باب كيسان، وحميد بن قحطبة على باب توما، وبسّام على الباب الصغير، وعبدالصمد، ويحيى بن صفوان، والعبّاس بن يزيد على باب الفراديس، محاصرين مدينة دمشق، وفتحوها في مثل هذا اليوم المصادف يوم الأربعاء.
فقُتل من أهلها خلق كثير، وهدم سورها ويقال: إن أهل دمشق لما حاصرهم عبدالله، اختلفوا فيما بينهم، ما بين عبّاسي وأمويّ، فاقتتلوا فيما بينهم، وقتلوا نائبها، ثم سلّموا البلد، وكان أول من صعد السور من ناحية الباب الشرقي رجل يقال له عبدالله الطائي، ثم أبيحت دمشق.
عام 319هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك أبصر النور في المغرب العربي الملك معّد بن إسماعيل بن سعيد بن عبدالله أبو تميم الفاطمي، هو الذي بعث بجوهر الصقلي إلى مصر، فأخذها من كافور الإخشيدي بعد حرب ضروس.
عام 485هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وفاة الوزير أبي علي الحسن علي بن إسحاق، المعروف بنظام الملك، أحد مشاهير الوزراء في التاريخ الإسلامي، وصاحب المدارس النظامية.
عام 624هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وفاة “تيموجين بن يسوكاي بهادر”، المعروف بـ”جنكيز خان”، مؤسس إمبراطورية المغول، وواحد من أقسى الغزاة الذين نكب بهم تاريخ البشرية، وارتكب من المذابح ما تقشعر لهولها الأبدان.
عام 648هـ:
معركة المنصورة:
في 10 رمضان 648هـ الموافق 1250م انتصرت شجرة الدر (زوجة الملك الصالح) في معركة المنصورة على “لويس التاسع” حيث أُسر هو، وقُتل عدد كبير من جنوده.
عام 961هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك نشوب حرب بحرية طاحنة في مضيق هرمز بالخليج العربي بين الأسطولين العثماني والبرتغالي استمرت 18 ساعة بدون توقف، لم تؤد إلى نصر كامل لأحد الفريقين.
عام 1389هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك توفي في دمشق العالم الفقيه الشيخ عبدالوهاب الحافظ المٌلقب بـ”دبس وزيت”، ولد الشيخ عبدالوهاب في دمشق عام 1893م في حي العقيبة. ونشأ في كنف والده الحافظ المتقن الشيخ عبدالرحيم الذي ينتهي نسبه إلى الشيخ عبدالقادر الكيلاني، اشتهرت أسرته بلقب “الحافظ”؛ لأن معظم أفرادها كانوا من حفظة القرآن الكريم، بدأ حياته بطلب العلم فقرأ القرآن الكريم، واتصل بكبار العلماء في دمشق، فأخذ عنهم علومهم الشرعية واللغة والعلوم الآلية، بهمّة وذكاء وكانت صلته بمفتي الشام الشيح عطا الله الكسم متيّنة أثّرت أعمق الأثر في حياته، رفض الكثير من المناصب التي عرضت عليه، كأمانة الفتوى والفتوى العامة مرات عديدة، واكتفى بالتدريس وتعليم قراءة القرآن الكريم وتحفيظه في الجامع الأموي وجامع التوبة وغيرهما.
عام 1393هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق 6 أكتوبر 1973م، عبر الجيش المصري قناة السويس، مستعيناً بالله، حطّم “خط بارليف” واستعاد سيناء من يد المحتل الصهيوني.
تلك المفاجأة التي حققتها القوات المسلحة المصرية والتي أدت إلى أن وصلت خسائرها في عملية اقتحام قناة السويس وتدميرها لتحصينات خط بارليف وصلت إلى 64 شهيداً، و420 جريحاً فقط، مع إصابة 17 دبابة وتعطيل 26 عربة مدرعة، وإصابة 11 طائرة قتال.
وعلى الجانب الآخر، قدرت خسائر الكيان الصهيوني بنهاية العمليات بنحو 2838 قتيلاً، 2800 جريح، 508 أسرى ومفقودين، 840 دبابة، و400 عربة مدرعة، 109 طائرة قتال وهليوكوبتر وسفينة حربية واحدة.
مما أجمع معه قادة جيوش العالم بأن القوة المسلحة المصرية في حرب أكتوبر 1973م قد نجحت في “قهر المستحيل” بهزيمتها للجيش الصهيوني الذي لا يقهر!
قبل بداية العمليات بأيام قليلة كان يمكن مشاهدة القوات المصرية والتي لا يفصلها عن القوات الصهيونية سوى قناة السويس بعرض حوالي 180 متراً فقط، كان يمكن مشاهدة القوات المصرية وهي قائمة بإعداد زوارق العبور وتجهيز الفتاحات على الجسور وساحات العبور على امتداد قناة السويس، قوات مسلحة بكامل أسلحتها ومعداتها على الجبهة المصرية، وقوات مسلحة بكامل أسلحتها ومعداتها على الجبهة السورية، تتخذ أوضاعها لاستكمال خطة الفتح الإستراتيجي لبدء الحرب إلى جانب مظاهر أخرى كثيرة ومتعددة.
إلا أن سلوك القوات الصهيونية في الساعات الأولى من الهجوم كان دليلاً عملياً على أنه أخذته المفاجأة التامة، وقد تضاربت أقوال العدو وأدلته وشهادات قادته بعد ذلك حول هذه النقطة تضارباً شديداً، ففي مرحلة ساد القول: “إنهم رأوا ولكنهم لم يفهموا”! وفي رأي آخر ساد القول: “إنهم رأوا وفهموا ولكنهم لم يصدقوا”، وكأن ذلك يُصَدِّق قول الله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ {9}) (يس).
إن الحقيقة المؤكدة وراء ذلك التصور يرجع أيضاً إلى الدور المعنوي الذي تغلغل في عقول ووجدان ونفوس المقاتل الصهيوني سواء القادة أو الضباط وضباط الصف والجنود، وهو السبب الرئيس وراء الهزيمة الساحقة في حرب أكتوبر 1973م رغم امتلاكهم كل عناصر التفوق في معادلة موازين القوى، ليس فقط بينهم وبين القوة المسلحة لكل من مصر وسورية، بل للقوات المسلحة العربية على إطلاقها.. ويمكن الحديث هنا عن عاملين رئيسين:
أولهما: الثقة الزائدة في النفس التي وصلت إلى حد الغرور:
فقد انتشرت وسادت وتأكدت مقولة “الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر”، حيث قال “موشي ديان”، وزير الدفاع الصهيوني في ديسمبر عام 1969م: “لن تنال عمليات العبور المصرية – إن حدثت – من قبضة إسرائيل المحكمة على خط بارليف؛ لأن الاستحكامات الإسرائيلية على الخط أشد منعة وأكثر تنظيماً.. ويمكن القول بأنه خط منيع يستحيل اختراقه، وإننا الأقوياء إلى حد نستطيع معه الاحتفاظ به إلى الأبد”.
وفي مناسبة أخرى قال: “إن خطوطنا المنيعة أصبحت الصخرة التي سوف تتحطم عليها عظام المصريين، وإذا حاولت مصر عبور القناة فسوف تتم إبادة ما بقي من قواتها”.
وقال رئيس الأركان “دافيد إليعازر”: “إن خط بارليف سيكون مقبرة للجيش المصري”، وفي 10 أغسطس 1973م تحدث “ديّان” في كلية الأركان وقال: “إن ميزان القوى في صفنا إلى حد كبير لدرجة أنه يقضي على تفكير العرب ودوافعهم لتجديد أعمال عدوانية فورية”.
ثانيهما: عدم الثقة في قدرة المقاتل العربي على التخطيط وإدارة عمليات ناجحة:
ولعل أكثر ما يؤكد ذلك أنه في يومي 4 – 5 أكتوبر 1973م أي قبل بدء العمليات الهجومية بساعات محدودة عرف الصهاينة أن الأسر السوفييتية يتم ترحيلها جواً من القاهرة ودمشق إلى روسيا، ومنهم عدد من المستشارين المدنيين، إلا أنه بوصول تلك المعلومات إلى رئيس الأركان الصهيوني، طمأنه مدير المخابرات الصهيونية بأن ذلك لا يعني شيئًا غير عادي.
ومع تزايد حجم التحركات للقوات المصرية، انتهت القيادة العسكرية الصهيونية – بالتعاون مع جهاز المخابرات الأمريكي – إلى تحليل لتلك المعلومات أفاد “أن توزيع القوات المصرية في الضفة الغربية للقناة يدل على أن المصريين يُعِدُّون أنفسهم لمهام دفاعية فقط”! وحتى صباح السادس من أكتوبر كانت هيئة الأركان الصهيونية ترى “أن ذلك اليوم سيمر دون أن يحدث شيء”!
الخلاصة:
لقد أكدت حرب أكتوبر 1973م دور الجانب المعنوي وأهميته المطلقة في تحقيق النصر في المعارك الحربية، وأن إرادة القتال المرتكزة على هذا العامل يمكن أن تواجه وتنتصر على قوات متفوقة كمًّا وكيفاً.. ولعل دروس التاريخ تؤكد تلك الحقيقية؛ فقد استطاع المقاتل في فيتنام هزيمة أقوى قوة عسكرية في العالم، واستطاع المقاتل في اليابان أن يفرض على الولايات المتحدة استخدام القنبلة الذرية في هيروشيما وناجازاكي؛ لتحسم الحرب لصالحها بعد أن كان النصر مؤكداً لصالح اليابان.
كما أن دور المقاومة الفلسطينية وانتفاضتها كانت الدافع الرئيس لاعتراف الكيان الصهيوني بمنظمة التحرير الفلسطينية وسعيها لعقد اتفاق معها، وعلى ذكرى حرب أكتوبر 1973م فلنا أن نرصد عوامل القصور في استعداد القوات المسلحة الصهيونية بكل ما لديها من أسلحة تقليدية وفوق تقليدية ونووية والتي أدت إلى هزيمتها، إنما يرجع إلى العديد من العوامل، لعل أهمها:
أولاً: عدم التقدير السليم بكفاءة المخطط الإستراتيجي المصري والسوري على استخدام قوات مسلحة تعاني كل ذلك القصور، سواء في التسليح أو الكفاءة الفنية (كفاءة السلاح)، خاصة بعد قطع مصر لعلاقاتها مع الاتحاد السوفييتي المورد الرئيس للسلاح والذخائر لها.
ثانياً: عدم الثقة في قدرة القوات المسلحة المصرية والسورية على تخطي المصاعب والعراقيل التي تعترض القوات المهاجمة من موانع طبيعية أو صناعية أو تحصينات ميدانية، أو وسائل إنذار وأجهزة نقل المعلومات سواء من عناصر إلكترونية أو أقمار صناعية.
ثالثًا: عدم تصور إمكان تنسيق بين دولتين عربيتين لاستخدام قواتهما المسلحة في تخطيط مشترك ناجح للهجوم على “إسرائيل” من جبهتين في وقت واحد.
رابعاً: عدم تصور إمكان تحقيق تضامن عربي فعَّال يمكن أن يحشد كل الطاقات العربية وراء القوات المسلحة المصرية والسورية سواء منها الاقتصادية والتي تمثلت في استخدام البترول كسلاح في المعركة، أو تقديم كل الدعم العسكري اللازم من معظم الدول العربية لصالح المعركة، وذلك باعتبار أن العقيدة الصهيونية كانت تراهن دائماً على تفكيك وتجزئة الأمة العربية من ناحية، وعدم قدرة العرب على تجميع قدراتهم الحقيقية من ناحية أخرى.
تلك كانت أهم العوامل التي استغلتها القيادة السياسية والعسكرية ببراعة تامة من خلال إعداد معنوي مخطط ومتقن ومدروس مهد الطريق لنصر أكتوبر العظيم.