استشهاد سعيد بن جبير
عام 9هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق 21 ديسمبر 630م، قدم وفد من ثقيف على رسول الله مُحَمّد (صلى الله عليه وسلّم) فأسلموا، وكان سيدهم عروة بن مسعود قد جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) مُنْصَرَفَهُ من حنين والطائف، وقبل وصوله إلى المدينة أسلم وحسن إسلامه وأستأذن الرسول (صلى الله عليه وسلّم) في الرجوع إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام، فأذن له وهو يخشى عليه، فلما رجع إليهم ودعاهم إلى الإسلام رموه بالنبل فقتلوه، ثم ندموا، ورأوا أنهم لا طاقة لهم بحرب الرسول (عليه الصلاة والسلام)، فبعثوا وفدهم هذا اليوم معلنين إسلامهم، فقبل منهم الرسول ذلك وبعث معهم أبا سفيان صخر بن حرب والمغيرة بن شعبة لتحطيم أصنامهم.
عام 12هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق 19 نوفمبر 633م، جمع هرقل، قيصر الروم، أهل حمص ومن بها من أشراف الروم ومن كان على دينه من العرب يحمسهم ويحرضهم على قتال المسلمين، ذلك بعد أن وجّه إليه خليفة المسلمين أبو بكر الصدّيق (رضي الله عنه) أربعة جيوش بقيادة يزيد بن أبي سفيان، وأبي عبيدة بن الجرّاح، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص، ثم رحل هرقل إلى أنطاكية، فأقام بها واتخذها مقراً له، وأرسل إلى القسطنطينية يطلب سرعة موافاته بالمدد للتصدي للمسلمين.
عام 13هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، انتصر المسلمون في موقعة “البويب” في العراق، أرسل الفرس جيشاً بقيادة مهران بن بازان، عبر الفرس الجسر إلى موضع يُسمى البويب، والتقى المسلمون معه في قتال عنيف، كانوا بقيادة المثنى، وقد نصر الله المسلمين نصراً أعاد إليهم ثقتهم في أنفسهم بعد هزيمة موقعة “الجسر”.
وقتل في المعركة خلقٌ كثير منهم مسعود بن حارثة، أخو المثنى.
عام 36هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق 3 مارس 657م، جمع مُحَمّد بن أبي حذيفة، والي مصر من قبل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه)، جيشاً لمواجهة معاوية بن جديح، أحد رجال معاوية بن أبي سفيان الأقوياء، إبان الخلاف الذي شجر بين عليّ ومعاوية. وكان هدف ابن حديج إخضاع مصر لسلطان ابن أبي سفيان، والتقى الجيشان في مدينة خربتا، في كورة الحوف شرقي الدلتا، فدارت الدائرة على أنصار ابن حذيفة، وقُتل قائده في هذه المعركة.
عام 95هـ:
استشهاد سعيد بن جبير:
في 11 رمضان 95هـ الموافق 714م استشهد سعيد بن جبير على يد الحجاج بن يوسف الثقفي.
عام 97هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك رحل العماد الكاتب الوزير العلاّمة أبو عبدالله مُحَمّد بن حامد الأصبهانيّ، ولد بمدينة أصبهان، تفقه ببغداد على ابن الرزّاز، وأتقن الفقه والخلاف والعربيّة، ثم تعانَى الكتابة والترسل والنظم، ففاق الأقران، وحاز قصب السب، وصنّف التصانيف الأدبية وخُتم به هذا الشأن.
عام 129هـ:
ظهور دعوة بني العباس في خراسان:
في الحادي عشر من شهر رمضان عام 129هـ الموافق 25 مايو 746م، ظهرت دعوة بني العباس في خراسان بقيادة أبي مسلم الخراساني.
عام 239هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق 13 فبراير 854م، توفي الإمام أبو زكريا يحيى بن موسى بن عبدِ ربه، كان محدثاً، وقد أخرج له الإمام البخاري، وقال فيه الإمام أبو زُرْعَه: هو ثقة.
عام 319هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق 26 سبتمبر 931م، أبصر النور المعّز لدين الله الفاطمي، وهو الذي بنى مدينة القاهرة.
عام 343هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك رحل الفقيه العلاّمة أبو عبدالله القرطبي، كان عالماً في اللغة والتاريخ، ومن أشهر مؤلفاته كتاباً في شعراء الأندلس، بلغ فيه الغاية، كان القرطبي من أشهر أدباء عصره تواضعاً، وحباً للعزلة، كان له شعرٌ جميل، منه قوله:
يقولون البياضُ لبستُ حزنٍ بأندلسٍ فقلتُ من الصوابي
ألم ترني لبست بياضَ شعري لأني حزنتُ على الشبابيِ
عام 624هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك ليس هناك شك في أن “جنكيز خان” واحد من أقسى الغزاة الذين ابتليت بهم البشرية، وأكثرهم سفكاً للدماء، وأكثرهم جرأة على انتهاك الحرمات وقتل الأبرياء، وحرق المدن والبلاد، وإقامة المذابح لآلاف من النساء والولدان والشيوخ، لكن هذه الصورة السوداء تخفي جانباً آخر من الصورة، حيث التمتع بصواب الرأي، وقوة العزيمة، ونفاذ البصيرة.. فكان يجلّ العلماء ويحترمهم ويلحقهم بحاشيته، وكان له مستشارون من الأمم التي اجتاحها من ذوي الخبرة، وكان لهؤلاء أثر لا يُنكَر في تنظيم الدولة والنهوض بها والارتقاء بنواحيها الإدارية والحضارية.
المولد والنشأة:
شهدت منغوليا مولد “تيموجين بن يسوكاي بهادر” عام (549هـ/ 1155م)، وكان أبوه رئيساً لقبيلة مغولية تُدعى “قيات”، وعُرف بالشدة والبأس؛ فكانت تخشاه القبائل الأخرى، وقد سمّى ابنه “تيموجين” بهذا الاسم تيمنًا بمولده في يوم انتصاره على إحدى القبائل التي كان يتنازع معها، وتمكنه من القضاء على زعيمهم الذي كان يحمل هذا الاسم.
ولم تطُل الحياة بأبيه؛ فقد توفِّي في عام (561هـ/ 1167م)، تاركاً حملاً ثقيلاً ومسؤولية جسيمة لـ”تيموجين” الابن الأكبر الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، وما كان ليقوى على حمل تبعات قبيلة كبيرة مثل “قيات”، فانفض عنه حلفاء أبيه، وانصرف عنه الأنصار والأتباع، واستغلت قبيلته صغر سنه فرفضت الدخول في طاعته، على الرغم من كونه الوريث الشرعي لرئاسة قبيلته، والتفَّت حول زعيم آخر، وفقدت أسرته الجاه والسلطان، وهامت في الأرض تعيش حياة قاسية، وتذوق مرارة الجوع والفقر والحرمان.
تأسيس الدولة:
نجحت أم تيموجين في أن تجمع الأسرة المستضعفة وتلم شعثها، وتحث أبناءها الأربعة على الصبر والكفاح، وتفتح لهم باب الأمل، وتبث فيهم العزم والإصرار، حتى صاروا شباباً أقوياء، وبخاصة تيموجين الذي ظهرت عليه أمارات القيادة، والنزوع إلى الرئاسة، مع التمتع ببنيان قوي جعله المصارع الأول بين أقرانه.
تمكن تيموجين بشجاعته من المحافظة على مراعي أسرته؛ فتحسنت أحوالها، وبدأ يتوافد عليه بعض القبائل التي توسمت فيه القيادة والزعامة، كما تمكن هو من إجبار المنشقين من الأتباع والأقارب على العودة إلى قبيلتهم، ودخل في صراع مع الرافضين للانضواء تحت قيادته، حسمه لصالحه في آخر الأمر، حتى نجح في أن تدين قبيلته “قيات” كلها بالولاء له، وهو دون العشرين من عمره.
وواصل تيموجين خطته في التوسع على حساب جيرانه، فبسط سيطرته على منطقة شاسعة من إقليم منغوليا، تمتد حتى صحراء جوبي، حيث مضارب عدد كبير من قبائل التتار، ثم دخل في صراع مع حليفه رئيس قبيلة “الكراييت”، وكانت العلاقات قد ساءت بينهما بسبب الدسائس والوشايات، وتوجس “أونك خان” زعيم “الكراييت” من تنامي قوة تيموجين وازدياد نفوذه؛ فانقلب حلفاء الأمس إلى أعداء وخصوم، واحتكما إلى السيف، وكان الظفر في صالح تيموجين عام (600هـ/ 1203م)، فاستولى على عاصمته “قره قورم” وجعلها قاعدة لملكه، وأصبح تيموجين بعد انتصاره أقوى شخصية مغولية، فنودي به خاقاناً، وعُرف باسم “جنكيز خان”؛ أي إمبراطور العالم.
وبعد ذلك قضى ثلاث سنوات عُني فيها بتوطيد سلطانه، والسيطرة على المناطق التي يسكنها المغول، حتى تمكن من توحيد منغوليا بأكملها تحت سلطانه، ودخل في طاعته الأويجوريون.
إلياسا الجنكيزية:
بعد أن استتب له الأمر اتجه إلى إصلاح الشؤون الداخلية، فأنشأ مجلساً للحكم يسمّى “قوريلتاي” عام (603هـ/ 1206م) ودعاه للاجتماع، وفيه تحددت لأول مرة شارات ملكه، ونظم إمبراطوريته، ووضع لشعبه دستوراً محكماً يسمى “قانون إلياسا” لتنظيم الحياة، بعد أن رأى أن الآداب والأعراف والتقاليد المغولية لا تفي بمتطلبات الدولة الجديدة، ولم تكن مدونة، فأعاد النظر في بعضها، وقبل بعضها الآخر، ورد ما رآه غير ملائم، وتناول الدستور أموراً متعددة لتنظيم الحياة بالدولة الناشئة، وألزم أجهزة الدولة بتطبيق بنودها والعمل بموجبها، وشدد على معاقبة المخطئين.
إخضاع الصين:
اصطدم “جنكيز خان” بإمبراطورية الصين التي كانت تحكمها أسرة “سونج”، وكانت لا تكف عن تحريض القبائل التركية والمغولية ضد بعضها؛ كي ينشغلوا بأنفسهم وتأمن هي شرهم، فأراد “جنكيز خان” أن يضع حداً لتدخل الصينيين في شؤون القبائل المغولية، وفي الوقت نفسه تطلع إلى ثروة الصين وكنوزها، فاشتبك معها لأول مرة في عام (608هـ/ 1211م)، واستطاع أن يحرز عدداً من الانتصارات على القوات الصينية، ويُخضع البلاد الواقعة في داخل سور الصين العظيم، ويعين عليها حكاماً من قِبله.
ثم كرر غزو الصين مرة ثانية بعد أن حشد لذلك جموعاً هائلة عام (610هـ/ 1213م)، لكنه لم يحرز نصراً حاسماً، ثم جرت محاولة للصلح بين الطرفين، لكنها لم تفلح، فعاود “جنكيز خان” القتال، واستدار بجيشه الذي كان عائداً إلى بلاده، واشتبك مع جحافل الصين التي لم تكن قد استعدت للقتال، وانتصر عليها في معركة فاصلة، سقطت على إثرها العاصمة بكين في عام (612هـ/ 1215م) وكان لسقوطها دوي هائل، ونذير للممالك الإسلامية التي آوت الفارين من أعدائه، وأظهرت ما كان يتمتع به الرجل من مواهب عسكرية في ميادين الحرب والقتال.
تعقب أعدائه:
بعد أن فرغ “جنكيز خان” من حربه مع الصين اتجه ببصره إلى الغرب، وعزم على القضاء على أعدائه من قبائل النايمان، والماركييت، وكان “كوجلك خان بن تايانك”، زعيم النايمان، قد تمكن بالتعاون مع السلطان “محمد خوارزم شاه” سلطان الدولة الخوارزمية من اقتسام الدولة القراخطائية عام (607هـ/ 1210م)، وأقام دولة امتدت من بلاد التبت حتى حدود الدولة الخوارزمية، لكنه لم ينعم كثيراً بما أقام وأنشأ، فقد أرسل إليه “جنكيز خان” جيشاً كبيراً، يقوده أحد رجاله الأكفاء، تمكن من القضاء على “كوجلك” وجيشه في عام (615هـ/ 1218م)، كما أرسل ابنه “جوجي” لتعقب زعيم قبيلة “المركيت”، فتمكن من القضاء عليه وعلى أتباعه.
مقدمات الصدام مع الدولة الخوارزمية:
لم يكن “جنكيز خان” بعد أن اتسع سلطانه، وامتد نفوذه، يسعى للصدام مع السلطان محمد بن خوارزم شاه، بل كان يرغب في إقامة علاقة طيبة، وإبرام معاهدات تجارية معه، فأرسل إليه ثلاثة من التجار المسلمين لهذا الغرض، فوافق السلطان محمد على ذلك، وتوجه عقب ذلك وفد تجاري كبير من المغول يبلغ نحو 450 تاجراً، كانوا كلهم من المسلمين، يحملون أصنافاً مختلفة من البضائع، واتجهوا إلى مدينة “أترار”، وبدلاً من أن يمارسوا عملهم في البيع والشراء، اتهمهم حاكم المدينة “ينال خان” بأنهم جواسيس يرتدون زيَّ التجار، وبعث إلى السلطان يخبره بذلك، فصدقه وطلب منه مراقبتهم حتى يرى رأيه في شأنهم، لكن “ينال خان” قتلهم، وصادر تجارتهم، واستولى على ما معهم، ويذكر بعض المؤرخين أن السلطان محمد هو الذي أمر بهذا، وأن واليه لم يقدم على هذا التصرف الأحمق من تلقاء نفسه.
غضب “جنكيز خان”، واحتج على هذا العمل الطائش، وأرسل إلى السلطان محمد يطلب منه تسليم “ينال خان” ليعاقبه على جريمته، لكن السلطان رفض الطلب، ولم يكتفِ بذلك بل قتل الوفد الذي حمل الرسالة، قاطعاً كل أمل في التفاهم مع المغول، وكان ذلك في عام (615 هـ/ 1218م).
الإعصار الهائج:
استعد “جنكيز خان” لحملة كبيرة على الدولة الخوارزمية، وتحرك بجيوشه الجرَّارة إلى بلاد ما وراء النهر، فلما بلغها قسَم جيوشه عليها، وتمكن بسهولة من السيطرة على المدن الكبرى مثل “أترار” وبخارى، وسمرقند، ولم يجد ما كان ينتظره من مقاومة ودفاع، وأقدم على ارتكاب ما تقشعر لهوله الأبدان من القتل والحرق والتدمير، قتلت جيوشه سكان مدينة أترار عن بكرة أبيهم، وأحرق “جنكيز خان” بخارى عن آخرها، واستباحوا حرمة مسجدها الجامع الكبير، وقتلوا الآلاف من سكانها الأبرياء، وواصل الزحف بجيوشه متعقباً السلطان محمد الذي زلزل الخوف قلبه، وفقد القدرة على المقاومة والصمود، فظل ينتقل من بلد إلى آخر، حتى لجأ إلى إحدى الجزر الصغيرة، في بحر قزوين، حيث اشتد به المرض، وتوفي عام (617هـ/ 1220م).
“جنكيز خان”.. وجلال الدين بن خوارزم شاه:
تحمل جلال الدين منكبرتي لواء المقاومة بعد أبيه، وكان أثبت جناناً، وأقوى قلباً، فنجح في المقاومة، وجمع الأتباع، وحشد الأنصار، وألحق الهزيمة بالمغول في معركة “براون” عام ( 618هـ/ 1221م)، فلما سمع الناس بهذا النصر فرحوا فرحاً شديداً بعد أن استبد بهم اليأس، وثارت بعض المدن على حاميتها من المغول، وكان يمكن لهذا النصر أن تتلوه انتصارات أخرى لو خلصت النية وصدقت العزيمة، لكن سرعان ما نشب خلاف بين قادة جيوش جلال الدين، وانسحب أحدهم بمن معه غير مدرك عظم المسؤولية، فانهار حلم الدفاع، وتهاوى جلال الدين أمام جحافل المغول، وتوالت الهزائم بعدما خارت العزائم، واضطر جلال الدين إلى الانسحاب والفرار إلى الهند.
وعندما اطمأن “جنكيز خان” إلى ما حقق عاد إلى منغوليا لإخماد ثورة قامت ضده هناك، وتمكن من إخمادها.
وفاته:
وبعد أن قام “جنكيز خان” دولة مترامية الأطراف مرهوبة الجانب، توفي بالقرب من مدينة “تس جو” في (11 رمضان 624هـ/ 25 أغسطس 1227م)، ودُفن في منغوليا، وخلفه على الإمبراطورية ابنه “أوكتاي”.
عام 655هـ:
رسالة “هولاكو” إلى الخليفة المستعصم بالله:
في الحادي عشر من شهر رمضان عام 655هـ الموافق 21 سبتمبر 1257م كتب القائد المغولي “هولاكو” رسالة إلى الخليفة العباسي المستعصم بالله يدعوه للاستسلام والخضوع والحضور لحضرته وإعلان ذلك.
عام 702هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق 29 أبريل 1303م، رحل في مدينة بعلبك بلبنان الشيخ الإمام العلاّمة شرف الدين أبو الحسن اليونيني البعلبكي، اسمه أبو الحديث، تفقه، كان عاباً، عاملاً كثير الخشوع، دخل عليه شخص وهو بخزانة الكتب، فجعل يضربه بعصا على رأسه ثم بالسكين فبقي متمرضاً أياماً إلى أن توفي في مثل هذا اليوم ودُفن بباب بطحا، تأسف الناس عليه لعلمه وعمله وحفظه الأحاديث وتودده إلى الناس وتواضعه وحسن سمته ومروءته.
عام 751هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الوباء يهلك كثيراً من أهالي مصر والشرق الإسلامي، ظهر الطاعون في مصر عام 1348م عبر السفن القادمة من أوروبا، وكان قد قضى على نصف سكان إنجلترا وربع سكان الصين وثلث سكان أوروبا وعلى مئات الآلاف من سكان مصر والشام والعراق وفارس والحجاز، فخلت تلك البلاد من الازدهار، وعمّت الفوضى الحياة الاقتصادية، وأصبح ظل الموت على كل بقعة من بقاع الأرض، ففي رمضان وحسب إحصاء ظهر في مثل هذا اليوم، قتل الطعون في مصر تسعمائة ألف شخص، وعاد الطاعون مرة أخرى في رمضان عام 881هـ بمدينة القاهرة، وأخذ يتزايد حتى قضى على أعداد كبيرة من الأطفال والكبار على حدٍ سواء. وكان من شدّته أن من كان يصاب يموت بسببه في اليوم نفسه، وقضى الطاعون على عدد من كبار أعيان الدولة المملوكية في مصر، فمات ألفان من المماليك التابعين للسلطان “قايت باي”.
عام 842هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك رحل البساطيّ، قاضي القضاة، شمس الدين مُحَمّد بن أحمد بن عثمان شيخ الإسلام، ولد سنة 756هـ، برز البساطيّ في الفنون، ودرّس بالشيخونيّة وغيرها، ووَليَ قضاء المالكيّة وصنّف تصانيف عديدة.
عام 922هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، السلطان العثماني سليم يدخل دمشق دون مقاومة، تمّ حصار دمشق لمدة أثني عشر يوماً، ثم استسلمت في الحادي عشر من رمضان، فعُيّن لحكمها شهاب الدين أحمد بن يخشى العثماني، ومكث فيها السلطان العثماني 67 يوماً، حيث قام بزيارة قبر السلطان الكبير صلاح الدين الأيوبي، وأمر ببناء ضريح للمتصوف الكبير محيى الدين بن عربي، ولا يزال قائماً إلى اليوم.
عام 986هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك العثمانيون ينتصرون على الصفويين في معركة “شماهي” في القفقاس، وقد خسر الصفويون في هذه المعركة 15 ألف قتيل، وجاءت هذه المعركة في إطار حروب طاحنة بين الجانبين للسيطرة على زعامة العالم الإسلامي.
عام 1410هـ:
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، المسلمون في ألبانيا يصومون شهر رمضان ابتداءً من هذا اليوم بعيداً عن سيطرة النفوذ الشيوعي، كانت ألبانيا الأوروبية المسلمة تحت النفوذ العثماني منذ منتصف القرن السادس عشر، فاستقلت بعد ذلك عام 1912م، وأعلنت النظام الجمهوري. وغيرت أحرف الكتابة العربية للغة الألبانية وبدلتها بالحروف اللاتينية، وفي العام 1939م قامت القوات الإيطالية باحتلال ألبانيا، وعندما هزمت إيطاليا في الحرب العالمية الثانية، انتصر الجناح الشيوعي عام 1944م فحكم البلاد، إلى أن جاء عام 1960م، فاتجهت ألبانيا إلى الصين لتساعدها بعدة مليارات من الدولارات، ولما مات الزعيم الصيني “ماو سي تونج”، ساءت العلاقات بين الدولتين، توفي الزعيم الألباني الشيوعي “أنور خوجة” عام 1985م، بعد حكم حديدي لألبانيا لمدة أربعة عقود، أخذت الأحوال السياسية تتحول إلى المناداة بالإصلاحات والحرية، إلى أن تفككت أواصر حلف “وارسو”، فخرجت ألبانيا من ذلك الحلف وأعطت حريات واسعة، في مجال حرية العقيدة الدينية الإسلامية، فصام الألبان بكل حرية دون تدخل الدولة واعتقال الصائمين كما كان يحدث في السابق.