هل تعرف طبيعة وتكوين الوحدة العسكرية في مصر؟
هل تعرف طبيعة وتكوين الوحدة العسكرية في مصر وفي معظم الدول التي على شاكلتها؟
الوحدة العسكرية أو المعسكر مجتمع طبقي من نمط عجيب يتكون من ثلاث طبقات:
o القائد وكبار الضباط.
o الضباط وضباط الصف.
o الجنود.
كبير الضباط أو قائد المعسكر؛ هو وعدد قليل من الضباط الكبار ذوات الرتب العسكرية الرفيعة يعتبرون أنفسهم فوق القانون، وقائد المعسكر حاكم مطلق، حاكم بأمره، لا أحد في الوحدة يستطيع أن يعارضه أو يعصي له أمراً، لا ضابط، ولا ضابط صف، ولا جندي.. يتقاضى هو ونخبة كبار الضباط راتباً عالياً، ولهم مخصصات ودخول منظورة وغير منظورة تجعلهم ممن يشار إليهم بالبنان!
والضباط الأقل رتباً تتفاوت سلطاتهم وقوتهم حسب الرتبة والوظيفة، ولكن للضباط جميعاً:
o سلطات شبه مطلقة على كل ضباط الصف والجنود.
o ويتقاضون رواتب عالية.
o وتتوافر لهم المرافق المميزة، مثل النوادي (نوادي الضباط).
o وتتوافر لهم المستشفيات الخاصة رفيعة المستوى، ففي الإسكندرية فقط سبعة مستشفيات رفيعة المستوى لعشرة آلاف ضابط، في حين يوجد فقط عشرون مستشفى “زبالة” لخمسة ملايين مواطن.
o ولهم أسواق خاصة، أو بطاقات دعم يشترون بها احتياجاتهم بنصف الثمن.
o وتبني لهم مساكن خاصة فارهة ورخيصة، مساكن تجعلهم من علية القوم وصفوتهم.
وضباط الصف لهم أيضاً سلطات واسعة على الجنود، وغالباً ما يتعسفون في تطبيق القانون، أو الأوامر الصادرة من القائد أو من الضباط، فهم أيديهم الباطشة التي تقود الجنود، وتنتشر في أوساط ضباط الصف المحسوبية والفساد وأغلبهم من المدخنين أو من مدمني المخدرات، ويتقاضون رواتب معقولة!
والطبقة الدنيا في الجيش، أو “الحيطة الواطية” هي الجندي المجند المسكين، الذي يقع تحت تعسف وعُقد الضباط وضباط الصف، وهو تقريباً بلا حقوق ومحروم من كل شيء.
وقادة الجيش، وضباطه، وضباط صفه، لا يكادون يحسون بالجنود، فالجنود – وأغلبهم من طبقات معدمة – لا يتقاضون راتباً يذكر، ويقومون بكل الأعمال المطلوبة تقريباً، فهم العمود الفقري للوحدة، رغم ما يقع عليهم من ظلم وتعسف.
ويتحمل الجنود أنواع الظلم والعسف والمعاناة أثناء قضائهم للخدمة الإجبارية أو الإلزامية؛ لأنهم يقضون مدداً محدودة في الجيش، تتراوح بين سنة وثلاث سنوات، وهم كذلك مدعومون من قبل امتداداتهم المدنية، فهم لا يتقاضون رواتب تذكر، ولكنهم ينفقون على الضروريات وبعض الكماليات من مدخراتهم أو من عطايا الأهل.
وعندما يتحول الضابط من قائد وحدة عسكرية إلى رئيس حي أو رئيس محافظة (محافظ) أو رئيس جمهورية يقوم بإدارة حيه أو محافظته أو دولته بنفس الطريقة التي كان يدير بها وحدته العسكرية!
هكذا تدار مصر الآن!
طبقة تملك (مصر) توازي كبار الضباط في الوحدة العسكرية، الطبقة الحاكمة، مجتمع النصف في المائة، طبقة فوق القانون، لها كل شيء، تنفق وتسرف وتسرق وتتصرف في الوحدة العسكرية (مصر) كيفما تشاء! هذه هي طبقة “السيسي” ورجال الأعمال وكبار رجال الدولة وكبار الإعلاميين وكبار ضباط الجيش والشرطة.. طبقة تعتبر أنها هي الوطن، إذا تحدثت فحديثها هو حديث الوطن! وإذا قررت فقرارها هو قرار الوطن! وإذا رأت رأياً فرأيها هو رأي الوطن! وإذا خالفها أحد فهو عدو الوطن، الذي يهدد الأمن القومي للوطن!
طبقة ضباط الجيش والشرطة وكبار موظفي الدولة، وهذه الطبقة توازي طبقة ضباط الوحدة العسكرية، وهذه الطبقة تتمتع بمزايا كبيرة لأنها اليد الباطشة للطبقة المالكة أو الحاكمة، وهذه الطبقة تنفذ أوامر أسيادها من أبناء الطبقة المالكة بحماس وتعسف شديدين؛ لأن مصالحها مرتبطة بمصلحتهم ومصيرها مرتبط بمصيرهم!
طبقة الشعب، وهي توازي طبقة الجنود في الوحدة العسكرية، طبقة – في رأيهم – أقرب إلي العبيد، خَلْق لا حقوق لهم، إلا ما يتفضل به السادة من طبقة حكام أو ملاك الوطن!
لا يا سادة!
لقد خلقنا الله أحراراً
ولقد قررنا أن نعيش أحراراً
ومصر ليست “تكية”!
وليست وحدة عسكرية!