عطاء الإنسان لوطنه يتجدد مع حركته اليومية
إن تاريخ عطاء الإنسان لوطنه تاريخ قديم متجدد، عطاء الإنسان لوطنه يتجدد مع حركته اليومية، بذلاً وسخاء، وتضحية وفداء، وكرماً وجوداً، وحباً وشوقاً، وتقديراً واحتراماً وتعلقاً، ويرى الإنسان نفسه بمقدار ما يبذله لوطنه، فإذا أحسن لوطنه رضي وسُرّ وابتهج ببذله وعطائه وإحسانه، وإذا أحس بالتقصير نحو وطنه ضاقت به نفسه وضاق هو بنفسه بل ضاقت عليه الأرض بما رحبت، ومن أحسن لوطنه بذلاً وعطاء فهو يحسن لنفسه وأهله وأرحامه وسيعود الإحسان عليه؛ { هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ “60” } (الرحمن).
ومطلوب منا جميعاً أن نجدد هذا العطاء لوطننا ما تجددت وتنوعت نعم الله تعالى علينا في هذا الوطن الكريم المعطاء، ونوجز محاور العطاء بالتالي:
– الإنفاق في وجوه الخير والبر في شتى النواحي «اليد العليا خير من السلفى، واليد العليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة» (متفق عليه).
– تشجيع التصنيع والإنتاج اليدوي الوطني؛ «كان داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده» (رواه البخاري)، «كان زكريا عليه السلام نجاراً» (رواه مسلم).
– الكرم والجود ونشر السلم المجتمعي بالسلام والاحترام؛ «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» (متفق عليه).
– التكافل والتعاون الاجتماعي؛ يقول الرسول “صلى الله عليه وسلم”: «من كان له فضل ظهر فليعُد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد، فليعُد به على من لا زاد له» (رواه مسلم).
وينابيع الشريعة الغراء تجعل المسلم ذا عطاء دائم مستمر وإن قلَّ، والحمد لله رب العالمين.