ما يجري في ليبيا ليس صراعاً بين الثوار كما تروج بعض القنوات
ما يجري في ليبيا ليس صراعاً بين الثوار كما تروج بعض القنوات المدعومة من بعض دول الخليج.
كما أنه ليس صراعاً بين مصراتة والزنتان كما يروج أتباع حفتر وجبريل وباقي زمرة أعداء ليبيا.
وكذلك فهو ليس صراعاً بين “جيش وطني” وجماعات إرهابية متطرفة كما تريده “العربية” وتوابعها
يلخص الناشط فتحي الورفلي ما يجري بالتالي: “أن بعضا من الذين تم إقصاؤهم بقانون العزل السياسي وبقايا المنظومة السابقة ومن لم يتمكنوا من الحصول على مناصب اجتمعوا في حلف واحد للانتقام من خصومهم مستخدمين شماعة الحرب على الإرهاب فوضعوا الجميع في سلة واحدة …هذا ما يتم تداوله بشكل كبير في الأوساط الدولية عما يسمى (عملية الكرامة) وهو حق.”
المواجهة الحالية هي إذن بين الثوار الذين أسقطوا القذافي، وبين عناصر تابعة للقذافي مع بقايا ليبراليين وعلمانيين بتمويل ودعم عسكري من إحدى دول الخليج، ومشاركة من سيسي مصر لوأد الثورة في ليبيا.
يصف ياسين عز الدين ما يجري بقوله: الأمر ليس اقتتالًا وفوضى عمياء بلا هدف، كما يحلو للبعض أن يصور الأمر، ولا هو شجار بين ثوار الناتو كما يصفه آخرون، وإنما هو صراع بين الثورة والثورة المضادة، بين الإسلاميين وعملاء أمريكا.
أطلق أتباع حفتر والقذافي وبقايا الأنظمة المهترئة حملة أسموها “الكرامة” وبدأوا بعمليات اغتيال وتفجيرات وقصف للمناطق ومحاولات متكررة للسيطرة على مناطق في بنغازي وشرق ليبيا، واستخدموا فيها المدفعية والطيران الحربي
سيسي مصر جاهر بدعمه لحفتر، والأسلحة الخليجية عرضها الثوار في ليبيا بعد أن تحدثت تقارير عن تورط مصري مباشر عبر إرسال جنود وقوات قاتلت دعماً لحفتر وقُتل منها من قتل.
في الواجهة حفتر ومن معه شرقاً، وبعض الميليشيات المحسوبة على الزنتان غرباً.
ضربة قوية تلك التي تلقتها قوى الثورة المضادة في ليبيا في اليومين الماضيين.
حفتر، دمية تحالف الشر هذا خسر تقريباً كل معسكراته ومواقعه في شرق ليبيا بعد أن اجتاحها الثوار هناك، ولم يتبق إلا موقعين جاري تطهيرهما (مطار ومرتفعات ومرتفعات الرجمة وبنينا) في طرابلس فقد منيت كتيبتي الصواعق والقعقاع التي تضم في غالبيتها بقايا فلول المقبور القذافي فقد فقدت الكثير من مواقعها هناك ومنها مراكز حصينة وعلى رأسها وزارة الداخلية و الفروسية
أما في مطار طرابلس فقد استطاع الثوار في حملة (فجر ليبيا) من طرد بقايا ميليشيات حفتر من المطار، بعد أن أحرقت ودمرت هذه الميليشيات معظمه.. آخر الأنباء تتحدث عن فرار المجرم حفتر خارج البلاد في طريقه للمكب البشري في دولة العمارات والمؤامرات
سيطر الثوار على العديد من الشحنات والأسلحة الواردة من إحدى دول الخليج، ونشروا وما زالوا ينشرون انضمام بعض تشكيلات الثوار والمناطق لمعركة (فجر ليبيا) – آخرها كانت تشكيلات غريان ويفرن وغيرها – لدحر الانقلابيين أكسبها زخماً جديداً ووحدت الهدف في وجه المرتزقة
في محاولة النفس الأخير لزعزعة البلاد أطلق بعض المرتزقة من الانقلابيين مؤخراً سراح مجرمين تابعين لبقايا القذافي، منهم على سبيل المثال: مختار فرنانة الزنتاني آمر إحدى تشكيلات الثورة المضادة الذي أطلق سراح مجموعة من مجرمي القذافي متورطون بمجزرة اليرموك !
ولخلط الأوراق لا زال بعض مشايخ الزنتان يرفضون تسليم سيف الإسلام القذافي للمحاكمة، بل لا يُعرف أين هو، وزادوا على ذلك إطلاق سراح أتباعه، وهو ما أشار إليه موقع تابع لهم.
كذلك تم استهداف مستودع طرابلس النفطي بقذيفة مباشرة من قبل كتيبة القعقاع.
وقد وجب توضيح ما سبق حتى لا يختلط الأمر على الناس ويقعوا فريسة لإعلام هدّام يحاول تصوير الوضع وكأنه قدر الثورات بالفوضى والاقتتال، وبأن مصير الربيع العربي هو الدمار والاقتتال، حتى وإن كانت القوى المضادة مدعومة تمويلاً وتسليحاً من الخارج
باختصار، ليبيا اليوم تتوحد من جديد تحت عملية (فجر ليبيا) لتستكمل ثورتها، وتقضي على ما تبقى من بقايا نظام الإجرام وتوابعه، ولتقضي أيضاً على المؤامرات الخارجية من أنظمة دول للأسف (شقيقة).
(بتصرف)