أكد مدير إدارة مساجد العاصمة المهندس بدر تركي العتيبي أن قرار وزارة الأوقاف والخاص بإزالة كافة الخيام الرمضانية وتنظيم الاعتكاف وعدم إلغائه لهذا العام جاء بناءً على الاجتماع الذي ضم وكلاء وزارة الأوقاف مع مدراء المساجد وبحضور معالي وزير العدل ووزير الأوقاف والشئون الإسلامية، وهذا القرار جاء بإجماع الحضور وتم الاتفاق على تفعيله بصورة مؤقتة فقط لحين اعتماد آلية جديدة لتنظيم المشروع المذكور تماشياً مع الأحداث الأمنية بالمنطقة ونتيجة للتهديدات التي قد تلحق بالنفس.
وبين العتيبي أن المنطقة تمر في الوقت الراهن بظروف استثنائية تتطلب من الجميع الوقوف صفا واحدا لتضييع الفرصة على المتربصين بأمن البلد ووحدة شعبه داعيا إلى البعد عن أي تكسبات سياسية أو فئوية على حساب أمن البلاد مشيرا إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت لحماية الكليات أو الضرورات الخمس، وهذه الضروريات هي: الدين، والنفس، والعقل، والنسب، والمال، وجعلها بعضهم ستة فزاد على الخمسة المذكورة العرض، وهذه الكليات هي التي اتفقت الأديان السماوية وأصحاب العقول السليمة على احترامها وصيانتها، وقد أجمع أنبياء الله تعالى ورسله من عهد آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم على وجوب حفظها، ولهذا جاءت الشريعة الإسلامية بمجموعة من التشريعات تصون هذه الضروريات وتحميها، وقد نشأ عن ذلك بعض القواعد التي تؤكد حماية وجوب إزالة الضرر ومن هذه القواعد “الضرر يزال”.
وتابع العتيبي: “المشقة تجلب التيسير” “درء المفسدة مقدم علی جلب المصلحة”، ومن واجبات الدولة تجاه مواطنيها توفير الحماية والأمن ودرء المخاطر، ومن هذا القبيل اتُخذت هذه الإجراءات، لأن الله تعالى هو واهب الحياة ومالكها ، كما أن قرار الوزارة جاء نتيجة لتهديدات قد تلحق بالنفس علما بأن هذا القرار مؤقت ولا يستدعي منا الهجوم.
وأضاف العتيبي أن الله تعالى أمرنا في القرآن الكريم في النوازل أن نرجع الأمر إلی ولي الأمر، ولهذا يقول الشيخ ابن سعدي ( 18) – رحمه الله تعالى – في تفسير قوله – تعالى – ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [سورة النساء : الآية 83] هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم ؛ أهلِ الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها ، فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتَحَرُّزا من أعدائهم فعلوا ذلك ، وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ، ولكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه ، ولهذا قال ﴿ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ أي يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة، وعلومهم الرشيدة ، وفي هذا دليل لقاعدة أدبية ، وهي أنه إذا كان هناك بحث في أمر من الأمور فينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهل لذلك ، فإنهم أقرب إلى الصواب ، والسلامة من الخطأ.