شهدت عدة مدن تركية، أمس، مظاهرات كبيرة للتضامن مع مسلمي “الأويجور”، في إقليم “شينجيانج” (تركستان الشرقية سابقاً)، واحتجاجاً على ممارسات السلطات الصينية ضدهم.
وفي ولاية بينجول شرقي تركيا، أدت مجموعة من الأشخاص صلاة الغائب على قتلى المسلمين في إقليم شينجيانج الصيني، وأوضح رئيس فرع نقابة الصحة في الولاية “صالح قيزيل بوغا”، في كلمة باسم المحتجين، أنهم احتشدوا للاحتجاج على المجازر والممارسات والظلم بحق المسلمين الأتراك في تركستان الشرقية.
وفي ولاية شانلي أورفا جنوبي البلاد، احتشد عدد من المصلين عقب أداء صلاة التراويح، في إحدى ساحات المدينة رافعين الأعلام التركية ولافتات تعبر عن تضامنهم مع المسلمين الأويجور، ومرددين هتافات مناهضة للصين، كذلك شهدت ولايات عثمانية، وسيواس، وبورصة والعديد من المدن التركية مظاهرات مماثلة.
وفي السياق ذاته، أدان رئيس فرع نقابة التعليم في ولاية شرناق، “تورغوط تتار”، في بيان له، ممارسات الصين ضد الأويجور، مشيراً إلى أن الصين ترتكب مجازر ممنهجة في إقليم تركستان الشرقية الذي تحتله منذ سنوات.
وأوضح تتار أن احترام المعتقدات الذي يعد أهم قيمة إنسانية في وطن الأتراك القديم منذ آلاف السنين (إشارة إلى تركستان الشرقية)، يداس تحت الأقدام، وتُمنع العبادة على أبناء جلدتنا هناك، فالمآذن هناك باتت لا تصدح بالآذان، ودعا تتار الحكومة التركية والعالم الإسلامي ومنظمات الأمم المتحدة، إلى تفعيل هيئاتها المسؤولة من أجل إيقاف الممارسات في تركستان الشرقية قبل أن تُقتل الإنسانية.
وكانت تركيا قد أبلغت يوم الثلاثاء الماضي، السفير الصيني لديها، بقلقها العميق، إزاء الأنباء المتعلقة بقرار بلاده حظر الصيام، وأداء العبادات على أتراك “الأويجور”، وهو ما ردت عليه بكين بـ”انزعاجها”، من رد فعل أنقرة.
وتضم الصين 10 أقليات مسلمة من أصل 56 أقلية في البلاد، حيث يعيش الـ”هوي” (مسلمون صينيون)، والأويجور، والقرغيز، والكازاخ، والطاجيك، والتتار، والأوزبك، والسالار، والـ”باوان”، والـ”دونجشيانج”، بكثافة في شمالي، وشمال غربي البلاد عموماً.
وتسيطر الصين على “تركستان الشرقية”، ذات الغالبية التركية المسلمة منذ عام 1949م، وتطلق عليه اسم “شينجيانج”، أي الحدود الجديدة، ويطالب سكان الإقليم – الذي يشهد أعمال عنف دامية منذ عام 2009م – بالاستقلال عن الصين، فيما تعتبر الأخيرة، الإقليم منطقة تحمل أهمية إستراتيجية بالنسبة إليها.