رأى خبراء سياسيون فلسطينيون في توجه خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إلى المملكة العربية السعودية رسالة سياسية تؤذن بـ”مرحلة جديدة” بين حركة حماس والسعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وتعدّ زيارة مشعل الأولى من نوعها منذ تولي العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في بلاده، خلفاً للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، كما أنها الزيارة الأولى له للسعودية منذ يونيو 2012م.
ويرى د. عدنان أبو عامر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة (خاصة)، أن هذه الزيارة هي نتيجة طبيعية متوقعة، لسير أحداث العلاقة بين حركة “حماس”، والسعودية أخيراً.
ويضيف أبو عامر: قد تبدو الزيارة مفاجئة، لكنها ليست كذلك، فكثير من الشواهد أخيراً بين الطرفين، كانت تمهد لعلاقة جيّدة بين “حماس” والسعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقال أبو عامر: إنّ هذه الزيارة، بداية لمرحلة تعيد ترتيب أوراق العلاقات بين السعودية و”حماس”.
وتابع: اليوم السعودية تريد أن تقترب أكثر من الملف الفلسطيني، والعمل على حل قضاياه العالقة، وفي مقدمتها إنهاء الانقسام، والعمل على فك الحصار عن قطاع غزة.
ولفت أبو عامر إلى أن زيارة مشعل إلى السعودية سبقها مراحل من الحوارات والترتيب، مؤكداً أن الجانبين يسعيان لعلاقة متطورة.
واستدرك قائلاً: من الواضح أننا سنشهد في الأيام القادمة مزيداً من الانفتاح في العلاقة، والحوارات واللقاءات، تمهد لمرحلة يسعى كل طرف من خلالها لتحقيق مصالحه في ظل التغيرات الإقليمية الراهنة.
تقارب
بدوره، رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة د. مخيمر أبو سعدة، أن زيارة مشعل تهدف إلى لقاء مسؤولين كبار في السعودية، من أجل البدء في مرحلة التقارب الفعلي مع المملكة العربية السعودية وتحسين العلاقات الثنائية بينهما.
وقال أبو سعدة لوكالة “الأناضول”: واضح أن الزيارة ليست مفاجئة، وهناك ترتيب سياسي لها، كما أن لهذه الزيارة ما بعدها، في رؤية تقارب فعلي بين حركة “حماس” والسعودية.
ويرى أبو سعدة أن حركة “حماس” اختارت المحور السعودي على حساب أطراف أخرى في مقدمتها إيران.
وتابع أن الواضح أيضاً أن السعودية، وفي عهد الملك سلمان، تريد حواراً مع الحركات الإسلامية، المعتدلة في المنطقة.
وأشار أبو سعدة إلى أن العلاقات بين السعودية و”حماس”، شهدت فتوراً في الأعوام القليلة الماضية، بدأ يتلاشى مع قرب بوادر الانفراج، والانفتاح بعد استلام الملك سلمان سلطاته ملكاً على السعودية.
تحالف ضد إيران
ويقول طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة “الأيام” الفلسطينية الصادرة من الضفة الغربية: إن السعودية تريد التقرب من حركة “حماس” والحركات الإسلامية المعتدلة في المنطقة، وتكوين حلف يتصدى للنفوذ الإيراني في المنطقة.
وأضاف أن حركة “حماس” تريد الذهاب إلى محور السعودية باعتباره المحور السُّني القوي، والابتعاد عن تداعيات التغييرات الإقليمية في المنطقة.
ووفق عوكل، فإن حركة “حماس” فصيل فلسطيني كبير، يدرك حسابات السياسة، وأن القضية الفلسطينية بحاجة إلى حاضنة عربية قوية.
وتابع: السعودية تشكل بوابة هذه الحاضنة، وقد نشهد في الأيام القادمة مزيداً من التقارب والزيارات الرسمية التي تؤسس لمرحلة سياسية جديدة تكون عنوانها السعودية.