رغم الأجواء الإيمانية التي تخيم على المسجد الأقصى إلا أن واقعه الحالي لا يسر أي زائر أو وافد، فالاحتلال والجمعيات الاستيطانية حاصرته من جميع الجهات برموز دينية صهيونية.
ويقول الحارس في المسجد الاقصى هشام الزغير: ” قبل احتلال المدينة المقدسة لم تكن تحمل أية رموز دينية صهيونية في مدينة القدس، لكن بعد الاحتلال مباشرة وخلال الصدمة الأولى للعرب والمسلمين بدأت عمليات هدم حي المغاربة وتحويلها إلى ساحة واسعة لاستيعاب المتطرفين اليهود وجرى تحويل الحائط الغربي للمسجد الأقصى المعروف باسم حائط البراق إلى حائط المبكى زواً وبهتاناً، وحولت المدرسة التنكزية إلى مقر للشرطة الصهيونية”.
وأضاف: “بوسع أي زائر للمسجد الأقصى اليوم أن يشاهد الرموز الصهيونية من كنس ومقابر وشمعدان، حتى إن كنيس الخراب الذي افتتح قبل عامين حاولوا أن تطغى قبته البيضاء على قبة الصخرة المشرفة”.
ويقول الخبير المقدسي د.جمال عمرو عن هذا المشهد الصادم: “أقام الاحتلال مباني مدينة داود الاستفزازية قبالة المسجد الأقصى من الجهة الغربية لتكون ملاصقة له وعلى مستوى مرتفع عن قبة المسجد الأقصى وزرعوا رموزاً يهودية وأهمها الشمعدان الذي يشاهده كل من يتواجد قرب باب المغاربة وفي منطقة الكأس ومن صحن قبة الصخرة المشرفة، وهذا الشمعدان يستفز جل من في المسجد الأقصى، وهو رسالة من الاحتلال أن المسجد الأقصى في دائرة الاستهداف المباشر”.
وأضاف أن: “الاحتلال يعمل على كل المسارات لهدم المسجد الأقصى ولا يترك لا شاردة ولا واردة إلا ويستخدمها في عملية التهويد، ونحن كمسلمين لا نتقن إلا لغة الاستنكار والتنديد، وقد فهمها الاحتلال على أنها موافقة ضمنية من الأنظمة على الاستمرار في التهويد حتى الانتهاء من مخطط إزالة المسجد الأقصى”.
نبوءة الشيخ أحمد ياسين
وقال د. ناجح بكيرات رئيس أكاديمية القرآن في المسجد الأقصى لمجلة “المجتمع”: إن “علماء غزة في الجامعة الإسلامية وطلابها وفي مقدمتهم الشيخ الشهيد الإمام أحمد ياسين كان يصرون على دخول الأقصى من باب المغاربة والاعتكاف في مصطبة باب المغاربة لعلمهم أن هذا الباب مستهدف من قبل الاحتلال”.
وأشار بكيرات إلى أن: “الشيخ أحمد ياسين في أول لقاء مع الأقصى أصر على دخول المسجد من باب المغاربة ومعه ثلة من علماء غزة من الجامعة الإسلامية وطلابها وأصر على الاعتكاف على مصطبة باب المغاربة، وقال مقولته المشهورة: ” الرباط في ساحات المسجد الأقصى واجبنا الشرعي المقدس”.
ويضيف بكيرات: “رؤية الشيخ أحمد ياسين كانت مبنية على علم مسبق بمخططات الاحتلال ضد هذا الباب والذي أغلقه الاحتلال وصادر مفاتيحه، وقبل ذلك هدم الحي بأكمله لتوسيع ساحة البراق”.
وتابع قائلاً: “مازال باب المغاربة مستهدفاً ومن خلاله يتم اقتحام المسجد الأقصى يومياً”.
واستطرد قائلاً: “كلما اقترب من باب المغاربة المغلق وأشاهد مصطبة باب المغاربة أعلم مدى صدق نبوءة الشيخ الشهيد أحمد ياسين وعلماء غزة وطلابها الذين كانوا يرابطون بالقرب من باب المغاربة، فهذه المنطقة مستهدفة مع مسجد البراق الملاصق لباب المغاربة وحائط البراق ونطالب الجميع بالرباط قرب باب المغاربة لأنه بوابة المستوطنين لتدنيس الأقصى”.
الأقصى حكايتي
وفي مواجهة مخططات التهويد هذه أطلقت رحلة الأقصى حكايتي للتعرف على معالم المسجد الأقصى حيث يشارك فيها المعتكفون داخل المسجد الأقصى وتبدأ من بعد صلاة العصر حتى الغروب مشيا على الأقدام.
وفي هذا الصدد، يقول رئيس دائرة البحوث في دار الإفتاء الفلسطينية د.ياسر حماد: “هذه الرحلة وثقت معلومات مهمة لكل مشارك، وأصبح كل مشارك يعلم حكاية كل قبة ومصطبة وباب في الأقصى وماذا يهدف اليهود في مخططاتهم المرعبة حياله”.