حبيب: هناك أعداء كثيرون يريدون خلط الأوراق في الساحة ونُطالب بكشف الجناة
موسى: الجهة التي تستهدف المقاومة الفلسطينيّة هي العدو “الإسرائيلي”
زقوت: لا يمكن فصل التفجيرات بالتطورات الحاصلة وأبرزها تحسن العلاقة مع السعودية
عبدالله علوان
أثارت التفجيرات الأخيرة التي هزت قطاع غزة مؤخراً موجة كبيرة من الجدل الذي رافقه كثير من التساؤلات والاستفسارات حول المخططين لهذه العملية, والمغزى من تنفيذها هذه العملية في هذا الوقت بالذات, وهو ما جعل المتابعين يشيرون بأصابع الاتهام إلى جهات عدة تقف خلف هذه التفجيرات, رغم أن منفذي العملية وقبل أن يفروا من مسرح الحدث رسموا على الجدار القريب من المركبات المستهدفة شعار “داعش” في إشارة إلى أن المسؤول عن التفجيرات تنظيم “داعش” في غزة .
ليست جديدة
وفور سماع دوي الانفجارات التي استهدفت مركبات عسكرية لقياديين من “حماس” و”الجهاد الإسلامي”, سارعت وزارة الداخلية في غزة من خلال أجهزتها الأمنية بالبحث والتحري للكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة, وهو ما أوضحه الناطق باسم وزارة الداخلية إياد البزم الذي أكد أن الوزارة باشرت التحقيق في الحادث, وستلاحق المتورطين في التفجيرات, لافتاً إلى أن هناك جهات لم يسمِّها تسعى إلى تخريب الحالة الأمنية السائدة في القطاع.
ولم يعد جديداً على الغزيين مثل تلك التفجيرات والعمليات التخريبية, فقد سبق ذلك سلسلة من أحداث مشابهة تمثلت أحياناً في عمليات استهداف شخصيات كبيرة كان أبرزها السيد إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”, وذلك بعد فوز “حماس” في انتخابات عام 2006م، إلى جانب زرع ألغام تفجيرية في الأسواق، والطرقات العامة، واستغلال بعض المناسبات لإحداث القلاقل، وأعمال شغب، والعمل على زيادة الاضطراب، ونشر الفوضى والخوف بين أوساط المواطنين، وقد أثبتت التحقيقات التي كانت تجريها وزارة الداخلية مع المتهمين في إحداث هذه الأعمال التخريبية تورط قيادات كبيرة في السلطة الفلسطينية في التخطيط لتلك التفجيرات.
الاحتلال هو المستفيد
وفي تصريح للقيادي في حركة “الجهاد الإسلامي”، خضر حبيب، فقد أكّد أنّ التفجيرات التي استهدفت سيّارات قادة في الفصائل الفلسطينيّة لا تأتي جزافاً، مشيراً إلى أن هناك طرفاً مُعادياً يعمل لصالح وأجندة العدو “الإسرائيلي”، ويريد الزج بحركة “الجهاد الإسلامي” في هذا الأمر، وشدد حبيب على أنّ المُستفيد الوحيد من هذه التفجيرات هو الاحتلال “الإسرائيلي”، والمتضرر هو الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي باتت فيه المُقاومة مُستهدفة من العدو وعملائه، ويسعى فيه الشعب الفلسطيني للوحدة الوطنيّة، ولمّ شمل البيت الفلسطيني، مُضيفاً: هناك أعداء كثيرون يريدون خلط الأوراق في الساحة، ونحن نُطالب بكشف الجناة، والضرب بيد من حديد على هؤلاء العابثين.
تفنيد رسم الشعار
وفي تفسيره لرسم شعار “داعش” بالقرب من مكان العملية، والذي جعل البعض يشير بأصابع الاتهام إلى التنظيم الدولي، قال القيادي في حركة “حماس” يحيى موسى: إنّ من قام برسم شعار «داعش» على جدار مُقابل مكان التفجير يسعى لتضليل قوى الأمن، نافياً في الوقت نفسه الحديث الذي يدور عن وجود تيارات سلفيّة مُتعصّبة في قطاع غزّة، ومنها تنظيم «داعش».
واتفق القيادي في حركة «حماس» مع د. خضر حبيب على أنّ الجهة التي تستهدف المقاومة الفلسطينيّة هي العدو “الإسرائيلي”، وأي طرف آخر يضع نفسه في هذه الخانة، وأشار إلى أنّ هذه التفجيرات التي استهدفت مركبات قياديّين في “كتائب القسّام”، و”سرايا القدس”؛ تهدف لخلط الأوراق في الساحة الفلسطينيّة، في الوقت الذي بدأت تخرج فيه أسرار المعارك التي دارت على تخوم غزّة بين المقاومة وجنود الاحتلال إبان الحرب الأخيرة صيف العام الماضي.
الهدف من التفجيرات
وعن الهدف المراد وراء تفجير هذه المركبات التابعة لـ”كتائب القسام”، و”سرايا القدس” في هذه المرحلة، أوضح الكاتب عماد زقوت أن هناك مؤامرات مستمرة تحاك ضد قطاع غزة، وعلى الرغم من كل ذلك بقي القطاع محافظاً على أمنه ولربما هو الوحيد الذي ينعم بذلك من دون المحيط العربي، مشيراً إلى أنه لم يتوقف عند ذلك لكنه أيضاً حمى ظهر المقاومة التي حققت انتصارات ضد العدو الصهيوني.
وبين زقوت أن “حماس” على المستوى السياسي نجحت في فكفكة الطوق السياسي من حولها والذي كان آخره السعودية، لافتاً إلى أن كل ذلك أغاظ أعداءها وخصومها الذين لم ينفكوا عن التآمر عليها بالليل والنهار، مبيناً أنهم يريدون من وراء التفجيرات التي حدثت إظهار غزة بأنها بلا أمن ولا أمان, وإيهام الرأي العام بأنهم يملكون قوة كبيرة ومنظمة، إلى جانب أنهم يريدون أن يلمزوا للقوى العربية بأن “حماس” لم تعد مسيطرة على غزة، إضافة إلى سحب البساط من تحت “حماس”، وألا تتوسع في علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية وتظل حبيسة الأحداث الداخلية.
وكان الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز التقى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، في جدة، في لقاء نادر بعد عامين من التوتر، وترأس مشعل وفداً من «حماس» وذلك في زيارة إلى السعودية استغرقت يومين لأداء مناسك العمرة في مدينة مكة, وهو ما يظهر مدى تحسن العلاقة بين الجانبين، وقد أكدت حركة “حماس” أن الزيارة للمملكة كانت إيجابية ومثمرة على مختلف الصعد، ويأتي هذا في ظل حديث حول زيارة جديدة لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل للسعودية.