«رضاكم جنة» مشروع خيري يستهدف تنفيذ عدد من المشاريع الإنسانية في عدة دول بآسيا
«إنسانة» لاستهداف أكثر من 300 حافظ للقرآن في قارة آسيا
قال رئيس مكتب قرغيزيا والصين بالرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي د. علي الراشد: إن زيارة الرحمة العالمية لمقر العمل الإنساني في جنيف كانت بهدف تعزيز قدرات المنظمات الإنسانية في العالم على التعاطي مع التحديات الراهنة التي يواجهها العمل الإنساني، ووضع معالم لخارطة طريق تسلكها تلك المنظمات في منطقة دول مجلس التعاون من أجل استجابة إنسانية أكثر فعالية وأماناً.
وعن مشاريع القطاع خلال الفترة الماضية، تطرق الراشد إلى مشروع بر الوالدين “رضاكم جنة”، و”مشروع إنسانة”، ووقف الوقت والجهد في العمل الخيري.
أطلقتم العديد من المشاريع التربوية والتنموية مثل «رضاكم جنة»، و«إنسانة» حدثنا عن هذه المشاريع؟
– النسخة الثالثة لمشروع «برُّ الوالدين» والذي كان تحت شعار «رضاكم جنة» والذي كان يعد مشروعاً، خيرياً استهدف تنفيذ عدد من المشاريع الإنسانية في عدة دول بآسيا، وقد سعت الرحمة العالمية لحث الأبناء على البر بآبائهم، وفتح نوافذ العمل الخيري، لذلك أطلقت الرحمة مشروعها منذ ثلاث سنوات ضمن سلسلة مشاريعها الخيرية التي تسعى لدعم الترابط الأسري والتلاحم المجتمعي وفقاً لتعاليم ديننا الحنيف.
وعلى أيِّ شيء قامت فكرة المشروع؟
– قامت فكرة المشروع على أن يساهم الأبناء بمبالغ تبدأ بـ30 ديناراً، وتتدرج إلى 60 ديناراً ثم 120 ديناراً أو أكثر لمن يرغب، يصدر بها شهادة باسم الابن أو الابنة لصالح الوالد أو الوالدة أو كليهما، وكان المستهدف هو 50 ألف دينار وبالفعل حققت الرحمة العالمية ما تصبو إليه من خلال هذا المشروع حيث حققت المستهدف من المشروع والذي.
حدثنا عن “إنسانة”؟
– “إنسانة” هي حملة لكفالة حفاظ القرآن الكريم، وتهدف إلى كفالة 300 حافظ لكتاب الله عزَّ وجلَّ، بالإضافة إلى كفالة المحفظين المتميزين لتعليم أبناء وبنات المسلمين القرآن الكريم، وإشاعة روح التسامح والاعتدال التي جاء بها القرآن الكريم.
ولماذا أطلق عليها “إنسانة”؟
– “إنسانة” طفلة يتيمة من سريلانكا تمت كفالتها ورعايتها كحافظة للقرآن الكريم، ولها صوت مؤثر؛ لذا أطلقت الحملة باسمها، وذلك الأجر يصبُّ في ميزان من قام بكفالة هذه البنت، وقد أطلقت الرحمة هذه الحملة لاستهداف أكثر من 300 حافظ للقرآن في قارة آسيا، وبفضل الله ثم بدعم المحسنين تم كفالة ما يقارب 80% من العدد المستهدف.
حدثنا عن فكرة استثمار الوقت في العمل الخيري؟
– العمل الخيري في بنجلاديش ضخم، فأحد مجمعات الرحمة العالمية يضم 1000 يتيم، يتمُّ تقديم رعاية متكاملة لهم من قبل المجمع، من سكن ومدرسة وتعليم تكنولوجي، وفي رمضان الماضي قمنا باستضافة شيف من الكويت، انطلاقاً مما يطلق عليه وقف الوقت، فالناس تعتبر أن التبرع دائماً ما يكون بالمال فقط، ولكنه قد يكون من خلال استثمار الطاقات الموجودة لدى كل شخص منا، فأحد الشباب الكويتيين من الذين حباهم الله موهبة الطبخ، وهو مساعد إدريس، اقترح علينا أن يذهب ليقوم بالطبخ للأيتام في مجمع الرحمة في بنجلاديش، وتمَّ الإعداد للرحلة مبكراً، وبعث برسالة لمكتبنا الخارجي لتوفير الأغراض التي سيحتاجها ليقوم بالطبخ للأيتام، وبالفعل زار المجمع، ومنح جزءاً من وقته لهؤلاء الأيتام، وأدخل بفعله الفرحة على قلوبهم، كما قام بعمل ورشة للطبخ الكويتي، وعلَّم بعض الموهوبين من بنجلاديش أكثر من طبخة كويتية، فمن لديه موهبة فلا يبخل بها، بل يلزمه أن يقدمها في سبيل الله، فمن الممكن أن تخدم تلك الفكرة يتيماً أو طالباً أو أسرة فقيرة وهذا ما يسمى وقف الوقت.
وماذا عن فريق التصوير الذي صاحبكم خلال الرحلة؟
– فريق المصورين كان مكوناً من “مصورين” لنقل الصورة الحقيقية للواقع في بنجلاديش، لتظهر لنا حقيقة ما يعانيه الأهالي هناك من صعوبة الحياة وقسوة الأيام، فكانت رسالتهم واضحة المغزى.
ما الفرص المتاحة للأيتام بعد التخرج من مجمعاتكم؟
– قبل أن يتخرج الطالب من مجمعاتنا نتعاقد مع كبار الشركات لتوظيفه، فالرحمة العالمية تمتلك معهداً فنياً لتطوير قدرات الطالب اليتيم، وفي بنجلاديش يتنافسون على خريجي المعهد الفني، خاصة أن أوائل الطلبة لهذا العام على بنجلاديش وعددهم 15 طالباً كانوا من مجمع الرحمة، بالإضافة إلى وجود مراكز تحفيظ القرآن التابعة للرحمة العالمية والتي يستطيع الطالب فيها أن يحفظ القرآن الكريم خلال ثلاث سنوات إذا تفرغ بشكل كامل لحفظ القرآن، وقد تخرج 14 طالباً هذا العام، وتم توزيعهم على القرى ليؤموا المصلين في صلاة التراويح والقيام في رمضان الماضي.
هل بالفعل هناك قصص واقعية تؤكد نجاحات الرحمة في برنامجها التنموي؟
– هناك قصص نجاح كثيرة موجودة في مجمعات الرحمة في بنجلاديش، وتم توثيقها، فإحدى قصص النجاح تتمثل في قيام الرحمة بعمل ورشة للخياطة لإحدى الخريجات، وسلمناها ماكينة خياطة، وبدأت بالعمل في بيتها ثم بعد ذلك توسعت في العمل، وقامت بشراء ماكينة أخرى، إلى أن وصلت بها الحال لشراء “ركشة” لزوجها، ومن لديه “ركشة” في بنجلاديش يكون لديه مصدر رزق جيد، مشيراً إلى أنها تقوم حالياً بتوفير من 100 – 150 دولاراً بعد أن كانت توفر 3 دولارات فقط، وهذه القصة الناجحة نتاج لمشروع ” الأسرة المنتجة” للرحمة العالمية في بنجلاديش.
حدثنا عن زيارتكم الأخيرة لجنيف؟
– زيارة الرحمة العالمية لمقر العمل الإنساني في جنيف كانت بهدف تعزيز قدرات المنظمات الإنسانية في العالم على التعاطي مع التحديات الراهنة التي يواجهها العمل الإنساني، ووضع معالم لخارطة طريق تسلكها تلك المنظمات في منطقة دول مجلس التعاون من أجل استجابة إنسانية أكثر فعالية وأماناً.
وما الهدف من الزيارة؟
– تلك الزيارة جاءت بهدف تطوير الشراكات وتقوية الأواصر والعلاقات بين المؤسسات العاملة في المجال الخيري والإنساني على المستوى العالمي، والتي تسدُّ جانباً مهماً من احتياجات المجتمع، مؤكداً أن الشراكة بين المنظمات الإنسانية باتت خياراً إستراتيجياً لا بديل عنه، فتجربة العمل الإنساني أثبتت أنه لا مجال للعمل في جزر منعزلة، كما أنه لا فاعلية للجهود المبعثرة، بل لابدَّ من الشراكة، وبناء جسور الثقة بين الشركاء في العمل الإنساني، إضافة إلى الزيارات المتبادلة بين المؤسسات المختلفة لاكتساب الخبرات التي تساهم في تطوير العمل الخيري، ومبدأ الشراكة أضحى مع تطور الفكر الإنساني ثقافة ضرورية لتنمية المجتمعات الفقيرة، وحاجة ملحة لتمكين المؤسسات الخيرية من آليات التنسيق والجودة وصياغة برامج ومبادرات مشتركة تعود بالخير والنماء على الإنسانية جمعاء.