أعلن قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف، عن أن قواته المسلحة ستعمل كل ما في وسعها من أجل إتمام مشروع كوادر الإستراتيجي مع الصين و تطوير المنطقة حتى تتحول إلى أهم منطقة صناعية وسياحية وتجارية ومالية في منطقة جنوب آسيا ومنطقة الخليج العربي.
و كان قائد أركان الجيش الجنرال راحيل شريف قد زار منطقة مناطق التوتر في بلوشستان وراح يطلق تصريحاته من معاقل الانفصاليين الرئيسية في بلوشستان، ليعلن استعداد قواته الكامل للتصدي للأنشطة الانفصالية والتدخل الأجنبي و المؤامرات التي يقف وراءها أجهزة المخابرات الأجنبية في المنطقة.
أهمية المشروع لباكستان والصين:
ويمثل مشروع كوادر بالنسبة إلى باكستان متنفساً مهماً لإنهاء أزمتها الاقتصادية والتحديات التي تواجهها بسبب الإرهاب و التدخل الخارجي في شؤونها.
ويقول الخبراء: إن أهمية كوادر ونجاحه سيمثل لباكستان ما يلي:
_توفير لباكستان مليون فرصة عمل بسبب الشروع في تشغيل ميناء كوادر، وسيكون المشروع في حاجة إلى تنشيط وسائل النقل التجارية وسيشغل عشرات الآلاف من الشاحنات لمنتجاتها التجارية، وسينشط المصانع المحلية وسيشغل آلاف العمال لبناء طريق الحرير الشهير القادم من جمهورية الصين إلى منطقة كوادر، و الذي سيسلك آلاف الكيلومترات عبر الأراضي الباكستانية. كما أن الصين ستشرع في بناء المئات من مصانعها على الأراضي الباكستانية لتسهيل تصدير منتجاتها وتوفير الجهد والزمن ولمال وسيشغل فيها الباكستانيين بعشرات الآلاف وهو ما سيوفر فرصاً هائلة للعمل لهم.
_ سيحول مشروع كوادر باكستان إلى دولة مهمة في المنطقة وسيمكنها من احتلال موقع إستراتيجي مهم في جنوب آسيا، وسيؤدي إلى تحويل باكستان إلى أحد الدول المنافسة لدول الخليج العربي، وسيحولها إلى دولة تشبه دول ما يسمى نمور آسيا في حالة اكتمل المشروع، وشهد إقامة المئات من الفنادق والمرافق السياحية والمؤسسات المالية والتجارية وغيرها.
_ و سيمكن نجاح المشروع باكستان من منافسة الهند ليس عسكرياً فحسب، و الاستمرار في توازن الرعب، بل سينقلها لتنافسها تجارياً و اقتصادياً، وتحقيق ما يسمى توازن القدرات الاقتصادية والمالية بمثل ما هو الحال بين الصين الدولة الكبرى و اليابان الدولة المتواضعة أمامها لكنها قوة اقتصادية لا تنافس، وتمثل نموذجاً اقتصادياً رائداً في العالم اليوم. وتتوقع باكستان أن ترتقي إلى مصاف الدول الراقية والنامية والمنافسة وتتحول إلى ثالث دولة بعد الصين والهند تطوراً اقتصادياً و نمواً عندما يكتمل المشروع.
_ و تراهن باكستان أيضاً بعد إتمامها المشروع على الخروج من أزماتها الاقتصادية والمالية والاعتماد على نفسها في مواجهة التحديات التي تواجهها اليوم بسبب أعمال العنف. وترى باكستان أن مشروع كوادر سيمثل انطلاقة مهمة لإنهاء الفقر والبطالة بين يسكانها وتحويلها إلى دولة ناجحة وقوية لا تقل أهمية عن دول العالم النامية و المتطورة.
وفي رأيها أن محركات الإرهاب يقف وراءها التدهور الاقتصادي و الاجتماعي وعلى رأسها أزمات الغاز والطاقة وأنها بإتمامها مشروع كوادر ستتمكن من القضاء على هذا الوضع، والانتقال بالبلاد إلى مرحلة جديدة من التطور والنمو.
ويقول المراقبون: إنه لهذه الأسباب، قرر الجيش التدخل لحماية هذا المشروع بكل السبل والوسائل حتى إذا تطلب الأمر خوض حرب جديدة مع الهند بسببه. ويعرف الجيش الباكستاني بالأدلة أن الهند لم تهضم قيام هذا المشروع وترى فيه خطراً على أمنها واستقرارها ونموها ومكانتها في المنطقة. وترى الهند أنها إن سمحت بإقامة المشروع فستخسر الكثير وستواجه منافساً خطيراً في المستقبل.
ومن أجل نسف المشروع، شرعت في التحرك على كل الأصعدة وراحت تقنع دولاً محاورة لباكستان بالمشاركة معها في إقامة مشاريع الهدف منها إرباك مشروع كوادر، ومنها صفقتها مع طهران على تنشيط ميناء “جاه بهادر” غير البعيد عن ميناء كوادر واستخدامه ليكون أحد أشهر الموانئ في المنطقة بعد أن رصدت له مبلغ 30 مليون دولار بشكل أولي، وقررت بناء طريق سريع بينه وبين الأراضي الأفغانية، لتصل إلى الجمهوريات في آسيا الوسطى،حيث سيمكنها من الانفتاح عليها.
ويعرف الجيش الباكستاني أن الهند ستواصل مساعيها لعرقلة مشروع باكستان مع الصين من خلال تفجير الاضطرابات والقلاقل في إقليم بلوشستان عبر الانفصاليين، وتفجير الوضع حتى يكون غير قابل للاستثمار فيه. لكنه بعد تدخل الجيش بشكل مباشر وإعلانه الاستعداد الكامل لخوض معارك إن تطلب الأمر مع أي جهة ترغب في تدمير المشروع ومنعه من رؤية النور قد تكون باكستان قد أخذت بوسائلها الأمنية والصحيحة لجعل المشروع يواصل النمو دون معوقات، والتصدي لأي مخاوف كانت لدى الصين أو باكستان وتطمئن رجال المال والأعمال سواء الصينيين الذين سيستثمرون في المشروع أكثر من أربعين بليون دولار، أو المستثمرين الأجانب والمحليين الذين سيستثمرون بدورهم بلايين الدولارات.
ويقول المراقبون: إن المستثمرين الصينيين والأجانب والباكستانيين كانوا يشعرون بقلق شديد على أن يشهد المشروع انتكاسة كما شهدها في السنوات الماضية بعد أن ارتفعت هجمات الانفصاليين فيه، وزادت وتيرة التدخل الأجنبي فيه، و الضغوط الأمريكية والهندية عليه، و أسفر الأمر إلى توقف المشروع خاصة في عهد حكومة آصف زردراي التي تراجعت خلالها عن المشروع بصورة عملية.
أهمية المشروع للصين:
وعن أهمية المشروع للصين فهو يمثل لها ما يلي:
_ انفتاح غير مسبوق على العالم وسيدخلها لتصبح الدولة الرئيسة للصادرات إلى الشرق الأوسط و الغرب و إفريقيا. وسيمكنها هذا المشروع من أن تحتل المرتبة الأولى عالمياً في حجم صادراتها إلى مختلف قارات العالم، وسيحولها بالتالي إلى الشريك التجاري المهم لمختلف دول العالم.
_ وسيمكنها هذا المشروع أيضاً من أن تتحول إلى القطب الاقتصادي المنافس لأمريكا في العالم، والمسيطر على أغلب الأنشطة التجارية في العالم، وهو ما سيحول الصين إلى أكبر قوة اقتصادية في العالم قد تنافس أمريكا في عقر دارها.
_ و سيشجع نجاح هذا المشروع الصين على رفع من منتجاتها ونشاطها الصناعي، وزيادة من وتيرة وحجم اقتصادها، ورفع بشكل غير مسبوق ليكون المسيطر على الأنشطة التجارية والاقتصادية في العالم بأسره.