قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية: إن الحكومة العراقية تدير معسكرات لتدريب القُصّر ضد تنظيم الدولة.
وكشفت الإندبندنت عن معسكرات تدريب للأطفال تديرها قوات الحشد الشيعي المدعومة من قبل الحكومة العراقية، حيث يقومون بتجنيد الأطفال بالمناطق التي تشهد معارك مع مليشيا التنظيم المسلح، وأيضاً بالعاصمة بغداد.
وقال محققون من الأمم المتحدة: إنهم شاهدوا أطفالًا لم تتخط أعمارهم الـ10 سنوات يصطحبون قوافل عسكرية من المليشيات الشيعية أثناء تنقلها لمواجهة الدولة الإسلامية، وأشاروا إلى وجود معسكرات صيفية تشرف عليها مليشيات الحشد الشيعي، لا تتخط أعمار مرتاديها الـ18 عامًا.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة في العراق: إن هناك إجراءات مطلوبة لتجريم تجنيد الأطفال في المعارك الحربية بالأراضي العراقية، وتعديل بالقوانين التي تدينهم بجرائم المشاركة في عمليات إرهابية.
وحاورت صحيفة الإندبندنت “عصام رياض”، (15 عامًا)، أحد هؤلاء الأطفال الذين يتلقون التدريب داخل المعسكرات الصيفية لمليشيات الحشد الشعبى، ليخبرهم بأنه استدعي للدفاع عن الأمة، مظهرًا عدم خوفه لأنه يقاتل إلى جانب أشقائه.
وقال طفل آخر يدعى “جعفر أسامة”، (15 عامًا): إنه تخلى عن أحلامه فى أن يصبح مهندسًا حتى يتحول إلى مقاتل فى صفوف مليشيات الحشد الشيعي ، إلى جانب كل من شقيقه ووالده. وكانت مليشيات الحشد الشيعي قد تكونت في صيف العام الماضي تحت إشراف وزارة الداخلية العراقية عند اجتياح الدولة الإسلامية لمدن شمال العراق، إثر فتوى من آية الله السيستانى، ومن المرجح أن المعسكرات الصيفية لتدريب الأطفال هي من بنات أفكار إحدى الفتاوى الدينية لشيوخ الشيعة بالعراق.
أدلة وجود الجنود الأطفال يمكن أن تكون لها آثار خطيرة على التحالف بقيادة الولايات المتحدة، والذي يوفر مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية والاقتصادية للحكومة العراقية لكنها سعت لتنأى بنفسها عن المليشيات المدعومة من إيران متهمين بارتكاب جرائم حرب.
وأضافت الإندبندنت أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تقدم الدعم مباشرة للحشد الشيعي، إلا أنه يتلقى الأسلحة والتمويل من الحكومة العراقية، ويتدرب على يد الجيش العراقي، والذي بدوره يتلقى التدريب من الولايات المتحدة وبريطانيا والحلفاء.
وبموجب قانون منع تجنيد الأطفال لعام 2008، يحظر على أمريكا صراحة تقديم أي شكل من أشكال الدعم العسكري، بما في ذلك التمويل والبيع المباشر للحكومات التي تجند الأطفال واستخدامهم كجنود أو دعم القوات شبه العسكرية أو المليشيات التي تقوم بذلك.
وعندما علمت أمريكا بذلك أصدرت السفارة الأمريكية في بغداد بياناً قالت فيه: إن الولايات المتحدة “قلقة للغاية من مزاعم بشأن تجنيد الأطفال في العراق للقتال بواسطة بعض قوى الحشد الشيعي لمقاتلة الدولة الإسلامية”.
وأضاف البيان أن أمريكا “تدين بشدة هذه الممارسات في جميع أنحاء العالم، وسوف تواصل القيام بذلك” حسبما ذكر البيان.