لم يسعفنا الزمن لننسى صور المجاعة في مضايا السورية بسبب حصار النظام في سورية للمدينة المنكوبة حتى قامت القوات النظامية في العراق مع ما يسمى بالحشد الشعبي من ناحية وما يسمى بـ”داعش” من ناحية أخرى بالحصار المطبق على مدينة الفلوجة خاصة ومحافظة الأنبار بصفة عامة.
الفلوجة تلك المدينة التي في حرب عام 1991، استضافت أكثر من نصف مليون من أهل بغداد ولم تنصب خيمة، وإنما استضافوا إخوتهم أهل بغداد بمنازلهم الفلوجة التي في حرب عام 2003 استضافت ما يزيد عن النصف مليون.
وأكدت الفلوجة أنها لن تسمح بانهيار الحيش العراقي الذي كان يمثل الدولة العراقية وليس المليشيات الطائفية، فأمده بالغذاء وكل ما يلزمه في ذلك الوقت الذي كان الجيش ينهار في بغداد وباقي المحافظات وها هي اليوم تموت جوعا وقصفا من كل اتجاه.
إن الفلوجة تناشد الأمة الإسلامية والعالم الإنساني أن ينهضوا لوقف أكبر عملية إبادة منذ الحرب العالمية الثانية، فالأطفال والنساء يتضورون جوعاً ويبيتون جائعين من جهة والقصف طوال الليل على رؤسهم من جهة اخرى وكبار السن فقدوا الدواء وفقدوا الأمن لأنفسهم ناهينك عن أبنائهم.
يجب على المنظمات الإنسائية من حقوق الإنسان وحقوق الأطفال وكل إنسان يؤمن بالانسانية أن ينظروا إلى الفلوجة، أين وسائل الاعلام العربية والعالمية من نقل مأساة الفلوجة أم يراد للأمة الإسلامية أن تقتل ويجوع أطفالها باسم محاربة الإرهاب.
إن الإرهاب هو قتل الأطفال جوعاً، وإرهاب الدولة عندما تحاصر الدولة وميليشيات طائفية مدينة سكنية وتعزل باسم محاربة “داعش” الذي أوجدها النظام الحاكم في بغداد وميلشياته والنظام العالمي الذي هو أقرب للفاشية من الإنسانية.