اختتمت، اليوم الأربعاء، في العاصمة البحرينية المنامة، أعمال القمة الخليجية الـ37، بحضور رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، والتي ألقت كلمة، وصفها الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، عبداللطيف الزياني، بـ”التاريخية” عن تطوير العلاقات الخليجية – البريطانية.
وافتتح العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الجلسة الختامية، بالحديث عن “تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع بريطانيا”، مشيراً إلى تطلع دول مجلس التعاون إلى “علاقات أقوى مع الجانب البريطاني”، وأضاف أن العلاقات بين الجانبين “ستشهد نقلة نوعية”.
تعاون أمني واقتصادي
من جهتها، أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الشراكة “الأمنية والاقتصادية” بين الخليج وبريطانيا، لافتةً إلى أن الجانبين في صدد بناء تعاون أمني واقتصادي واسع، في مواجهة الإرهاب والتهديدات الإيرانية.
وتحدثت ماي عن وجود “تحديات أمنية مشتركة” بين بريطانيا والخليج العربي، تتعلق بـ”مواجهة الإرهاب والتطرف”، معتبرة أن “أمن الخليج العربي هو أمننا أيضاً”.
وشددت على استعداد بريطانيا لـ”التعاون المشترك لمواجهة إيران في سورية واليمن”، وتعهدت بإنفاق أكثر من 3 مليارات جنية إسترليني من أجل “تعزيز أمن الخليج”.
وأثنت رئيسة الوزراء البريطانية على التعاون الأمني مع الخليج، لا سيما السعودية، قائلةً: إن “السعودية مدتنا بمعلومات أنقذت حياة آلاف الأشخاص”.
وتطرقت إلى الحديث عن مواجهة “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش)، كإحدى الأولويات البريطانية في الخليج، بالإضافة إلى مواجهة التهديدات الإيرانية.
وكان البعد الاقتصادي والاستثماري حاضراً في كلمة رئيسة الوزراء البريطانية، والتي أكّدت رغبة لندن بترسيخ التعاون التجاري مع دول الخليج العربي، ما يعزز ما قاله مراقبون قبيل القمة عن محاولة المملكة المتحدة تعويض خسائر خروجها من الاتحاد الأوروبي من خلال التعاون بصورة أكبر مع دول الخليج العربي ودول أخرى.
وفي هذا الإطار، أكدت ماي ضرورة العمل على “منطقة تجارة حرة مع دول الخليج” ورغبة بريطانيا باعتبار لندن “عاصمة للاستثمار الإسلامي”.
وتحدثت عن خطوات عملية في هذا السياق، منها “الاتفاق مع السعودية على منح تأشيرات للمستثمرين البريطانيين لزيارة السعودية”، الأمر الذي كان يتم بصعوبة في السابق. كما أكدت رغبة بريطانيا بالقيام بدور أكبر في برنامج التحول الاقتصادي السعودي و”رؤية 2030”.
بدوره، أكّد أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، قوة العلاقات الخليجية – البريطانية، مشدداً على “الدور الكبير لبريطانيا في دعم استقرار المنطقة”.
واعتبر أن بريطانيا “حليف تاريخي”، مشيراً إلى أن القمة الخليجية “ستدفع العلاقات بين جانبين إلى آفاق أرحب”.
وبعيداً عن العلاقات الخليجية – البريطانية، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، عبداللطيف الزياني، عمل دول المجلس على عقد “مؤتمر دولي لإعادة إعمار اليمن” مؤكداً جهود الجانب البريطاني لدعم الشرعية في اليمن.