كشف تقرير إخباري أعدته صحيفة “ذا تايمز” البريطانية عن بوادر قبول أوروبي وشيك لمسألة ممارسة قائد ما يسمى بالجيش الليبي خليفة حفتر دوراً بالمشهد السياسي على حساب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في ظل إشارات عن كسبه معركة الحصول على الدعم الدولي.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة “المرصد” الليبية نقل عن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون دعوته إلى ضرورة ممارسة خليفة حفتر هذا الدور الحكومي المركزي، كاشفاً عن بحث هذه المسألة، اليوم الأربعاء، باجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي في ظل مخاوف من تزايد تأثير حفتر على الحكومة في العاصمة طرابلس.
وأكد جونسون بأن الاتحاد الأوروبي سيعمل شيئاً من أجل ليبيا، وسيجري الحديث عن الحاجة لتوحيد شرقها بغربها ووفقا للاتفاق السياسي الليبي وإمكانية معالجة الأوضاع في البلاد وأزمتي اللاجئين والهجرة غير الشرعية، مضيفاً أن السؤال الحاسم يبقى عن كيفية التأكد من كون خليفة حفتر سيندمج بشكل ما مع الحكومة في ليبيا على حد تعبيره.
وتعكس تصريحات حديثة لنائب وزير الخارجية الإيطالي ماريو جيرو، أن إيطاليا تدير ظهرها لقارتها وتحاول التقارب مع الدب الروسي في مواجهة المحاولات الغربية لإيجاد موطئ قدم لها في ليبيا الغنية بالنفط.
وقال جيرو: إيطاليا دائماً لديها علاقات قوية بروسيا، والآن نحن نريد ليبيا آمنة ومتوحدة، وسنكون سعداء إن أرادت روسيا ذلك أيضاً.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الحكومة الإيطالي باولو جنتيلوني نظيرته البريطانية تريزا ماي في لندن، الخميس، لمناقشة “دور أكبر” لروسيا في ليبيا، بحسب ما نقلته “سكاي نيوز” عن صحيفة “تايمز” البريطانية.
لكن ما يقلق عدداً من الدول الأوروبية، أن يؤدي التدخل الروسي في ليبيا إلى مزيد من الدعم للجيش الوطني المتمركز شرقي البلاد، على حساب حكومة طرابلس التي تحظى بدعم من الغرب.
وفي المقابل ما زال خليفة حفتر يحظى بدعم إقليمي وعزز علاقته مع روسيا التي وعدته بالضغط من أجل رفع الحظر المفروض من قبل الأمم المتحدة على توريد السلاح إلى ليبيا لتمكين قواته من الحصول على الأسلحة فيما تبحث روسيا عن موطئ قدم في ليبيا على غرار موطئ قدمها في سورية وفقا للتقرير.
وتطرق التقرير إلى وجود مخاوف أوروبية متزايدة من تحول أنظار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نحو دعم حفتر والتحالف مع روسيا.
ووفقاً للعضو البارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتيا توالدو، فإن الدعم الدولي المتزايد الذي كسبه حفتر في الآونة الأخيرة يجعله غير راغب في تقديم التنازلات في الوقت الحالي، على حد تعبيره.
من جانبه، أشار المحلل السياسي الليبي د. محمد فؤاد لـ”المجتمع” إلى عدم وجود مؤشرات لتحالف حقيقي بين ترمب وبوتين، لافتاً إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تحسم امرها بعد ولكن المؤشرات أنهم سيتبنون الموقف الايطالي.