تعيش الكويت حالياً فرحة الاحتفال بمناسبات عزيزة على قلب كل كويتي، ألا وهي استقلال الكويت وتحريرها من براثن الغزو العراقي.
فقد احتفلت يومي 25 و26 من الشهر الماضي بالذكرى 56 لـ«اليوم الوطني»، والذكرى 26 لـ«يوم التحرير».
أُعلن استقلال الكويت في 19 يونيو 1961م، في عهد الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح الذي تولى الحكم عام 1950م، وكان يوم جلوس سموه في 25 فبراير، فاتفق على أن يجمع اليومين في يوم واحد.
أما يوم 26 فبراير فهو «يوم التحرير» للكويت وأهلها من الغزو العراقي الغادر، حيث دخلت القوات العراقية الآثمة الكويت في 2 أغسطس 1990م واحتلتها لمدة 7 شهور، ولكنها وجدت مقاومة شديدة ورفضاً تاماً من أبناء الكويت، الذين قاوموا الاحتلال بشتى الوسائل العسكرية والمدنية، حيث تشكّلت فرق المقاومة العسكرية التي ألحقت أكبر الضرر بالقوات العراقية، وكذلك اشتدت المقاومة المدنية والتي تمثّلت في الامتناع عن العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية، ولم يلتحق الطلاب بالمدارس والكليات، ورفضوا كذلك تبديل أرقام سياراتهم وبطاقاتهم المدنية بأخرى عراقية.
وساهم رجال جمعية الإصلاح الاجتماعي في تأسيس «حركة المرابطين» التي أبلت بلاءً حسناً في مقاومة المحتل، وأصدرت صحيفة «المرابطون» للدفاع عن الكويت، وقادوا المظاهرات للتنديد بالغزو، مطالبين الدول العربية بالتعاون لطرد المحتل الغاشم، وساهمت في إيصال الأموال للمقاومين والمرابطين في الداخل للإنفاق على المقاومة والعمليات الفدائية ضد المحتل.
وصمد الكويتيون حتى تحررت البلاد يوم 26 فبراير 1991م.
ويأتي الاحتفال بهذين اليومين العزيزين والكويت والمنطقة تعيش أوضاعاً مضطربة، وتتهددها الأخطار من كل جانب.
وجميع قوى الشعب الكويتي مطالبة – كواجب وطني – للاستفادة من دروس الاحتلال والأخطاء التي حدثت منذ التحرير إلى يومنا هذا، وتقديم ما يلزم في سبيل التوافق والوفاق؛ إعلاءً لمصالح الوطن، وتحقيقاً لوحدة الشعب الكويتي، وسعياً للوئام والتماسك الاجتماعي؛ حتى يتفرّغ الوطن بكل قواه وأبنائه – حكومةً وشعباً – للانطلاق نحو التنمية والتقدم والازدهار بقيادة سمو أمير البلاد حفظه الله، والسعي نحو الاتحاد الخليجي العربي لمواجهة التحديات الخطيرة التي تحيق بالمنطقة.>