قنابل الغاز التي تطلقها دوريات جيش الاحتلال من خلال القاذف الموجود على سطح الدورية لا تؤذي من في الميدان والقريب من المواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال؛ بل تداهم المزارعين في بياراتهم في مدينة قلقيلية القريبة من مناطق المواجهات في المنطقة الشمالية أو المنطقة الجنوبية والمنطقة الشرقية.
فقد اشتكى المزارعون في منطقة المرج من سُحب الغاز المسيل للدموع وهي تتسلل إلى جهازهم التنفسي وعيونهم، وهم يجلسون مع عائلاتهم.
المواطن يزيد طلعت من قلقيلية قادم من دبي لزيارة أهله نقل إلى المشفى بعد أن استنشق الغاز المسيل للدموع القادم من منطقة المواجهات في منطقة المعبر الشمالي وتبعد أرضهم عن مناطق المواجهات ما يزيد على الكيلومتر هوائياً.
محمد طلعت شقيق المصاب يزيد طلعت قال لـ”المجتمع”: فجأة شعرنا بغاز مسيل للدموع كثيف في المكان، وبدأت عيوننا تنهمر منها الدموع، أما شقيقي الزائر فلم يتحمل هذه الغازات وشعر باختناق شديد استدعى الأمر نقله فوراً للمشفى لتلقي العلاج اللازم، فهذا الغاز تركيبته غريبة وفتاك للجهاز التنفسي والعيون والجلد كما أخبرنا بذلك الأطباء، والريح تنقله إلينا، فجنود الاحتلال بإطلاقهم قنابل الغاز من هذا النوع الفتاك يتسببون بعذاب كل أصحاب المنطقة بقُطر يزيد على الكيلومتر، ويصاب الجميع من هذا الغاز السام.
هروب جماعي
خلال المواجهات التي تحدث في نطاق المواجهات في عدة مناطق في قلقيلية يضطر المزارعون وأصحاب المنازل القريبة إلى النزوح من المنطقة أثناء المواجهات خوفاً من تأثير هذا الغاز عليهم وعلى كبار السن والأطفال، فمثل هذا الغاز يشكل لهم كابوساً يحول حياتهم إلى جحيم والخوف من حدوث نكسات صحية لكبار السن والأطفال على حد سواء أو المرضى.
يقول محمود عبدالكريم، تقع أرضه بجوار الجدار العنصري في منطقة المرج في قلقيلية: خلال جلوسنا في العريشة داخل أرضنا نستنشق الغاز السام والمسيل للدموع، ونهرب جميعاً من المكان خوفاً من إصابة أحدنا بانتكاسة صحية غير متوقعة من هذا الغاز الذي يحذر منه الأطباء ومن خطورته.
الطبيب محمد صويلح، رئيس اللجنة الفرعية لنقابة الأطباء، يقول عن آثار الغاز المسيل للدموع في حديث مع “المجتمع”: تركيبة هذا الغاز غريبة وهي من المحرمة دولياً، وتؤثر بشكل مباشر على صحة المواطن، ومن لديهم مشكلات في الجهاز التنفسي يصابون بحالة إغماء ويحتاجون إلى المعاينة الطبية الفورية، خوفاً من تأثير مضاعف لهذا الغاز السام والفتاك، فأثره يستمر عدة ساعات في المناطق التي تكون مستهدفة، وطريقة استخدام جيش الاحتلال لهذا الغاز لا تتوافق مع المعايير الدولية؛ فالضوابط لاستخدام مثل هذا الغاز ألا يكون من مسافة قريبة وبين التجمعات السكنية المكتظة، وعدم إطلاقه بكثافة كما يتعامل جيش الاحتلال، فخطورة هذا الغاز في كثافة استخدامه في مناطق مكتظة، أو داخل بيارات لسرعة انتشاره وقوة تأثيره.