قال باحثون إيطاليون: إنهم عثروا على كائنات حية دقيقة في صحراء داناكيل، شمال شرقي إثيوبيا، وهي منطقة تعرف بأنها أقسى مكان على وجه الأرض، وذلك للعوامل البيئية الصعبة والغازات السامة المنبعثة من الحمم البركانية.
وذكرت “هيئة الإذاعة البريطانية” (بي بي سي)، أن فريقًا من جامعة بولونيا في إيطاليا ذهب في رحلة بحثية إلى صحراء داناكيل التي تعرف بـ”بوابة الجحيم”، للبحث عن فرص لعيش الكائنات الدقيقة في هذه الظروف القاسية.
وقال الفريق: إن هدفهم كان جمع الأدلة في هذه الصحراء، التي يمكن تفتح الباب أمام إيجاد حياة وكائنات دقيقة في أماكن مشابهة، ومنها على سطح الكواكب الأخرى وأبرزها المريخ.
ويُعتبر منخفض صحراء داناكيل موطنًا لبعض السمات الجيولوجية الأكثر إثارة في العالم، حيث يقع عند تقاطع 3 صفائح تكتونية في القرن الأفريقي، وهو أحد أكثر الأماكن سخونة على الأرض.
وترتفع درجة الحرارة صيفًا في هذا المنخفض لتلامس الـ 50 درجة مئوية، مصحوبة بتلوث طبيعتها بالغازات السامة، نتيجة وجود كثير من البراكين الثائرة دومًا، متزامنة مع وجود بحيرات كبريتية تتصاعد منها روائح كريهة تزكم الأنوف، وتؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي للإنسان والحيوان.
وتنخفض صحراء داناكيل أكثر من 100 متر تحت مستوى البحر.
وفي ربيع 2016م بدأت الباحثة باربرا كافالزي، وزملاؤها من جامعة بولونيا بجمع عينات من الينابيع الساخنة في صحراء داناكيل على أمل إيجاد كائنات حية في هذه الظروف القاسية المحاطة بالكبريت والملح والمعادن الأخرى.
وبتحليل العينات وجد فريق البحث أن صحراء داناكيل تعج بالحياة، بعد أن عثر على بكتيريا تدعى “بوليكستريموفيلز”، في موقعين مختلفين في المنطقة؛ ما يعني أن هذه الكائنات الدقيقة يمكن أن تتكيف مع الحموضة الشديدة، ودرجات الحرارة والملوحة المرتفعة جدًا.
وأشار فريق البحث إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتأكد فيها وجود حياة للميكروبات في البرك الحمضية لصحراء داناكيل.
وقالت باربرا كافالزي: إن نتائج الدراسة قد تساعدنا على فهم كيف يمكن أن تنشأ الحياة على الكواكب الأخرى والأقمار.
وأضافت أنه يوجد على سطح المريخ رواسب معدنية ورواسب كبريتية بصورة مماثلة لتلك الموجودة في داناكيل ومن خلال دراسة الحياة والبيئات الأرضية الجافة جدًا، يمكننا أن نبدأ في معرفة المناطق التي قد تكون صالحة للعيش على سطح الكواكب الأخرى مثل المريخ.