أعلن قائد مليشيات الكرامة خليفة حفتر، في خطاب من بنغازي، مساء أمس الإثنين، بدء الهجوم على مدينة درنة شرق ليبيا للقضاء على قوات “مجلس شورى مجاهدي درنة”.
وتشهد درنة منذ أمس قصفا جويا ومدفعياً، الأمر الذي أدى إلى وقوع قتلى وجرحى بين صفوف قوات حفتر ومجلس شور مجاهدي درنة.
وقال حفتر: “نعلن ساعة الصفر لتحرير مدينة درنة” مؤكدا أنه أعطي تعليماته “الصارمة” لقواته بـ”تجنب إصابة المدنيين، والعمل على حمايتهم، ومراعاة قواعد الاشتباك والقانون الدولي الإنساني “.
ونقلت قناة “النبأ” الليبية عن مصدر محلي بدرنة أن المدينة تشهد “تحليق مكثف لطائرات من دون طيار، وأضافت بأن مليشيات الكرامة تقصف المدخل الغربي للمدينة بالمدفعية الثقيلة.
وأوضح مجلس “شورى مجاهدي درنة” أن الحملة ضد المدينة فضحت تواطؤ الحكومة الساكتة عن قتل المدنيين وأسقطت آخر ما كانت تتستر به أمام من اغتر بها.
وقال المتحدث باسم المجلس محمد المنصوري: استشهد أحد أفراد المجلس جراء الاشتباكات ومليشيات الكرامة تترك جثث مقاتليها بعد فرارها من منطقة الفتائح.
وأشار المنصوري إلى انسحاب كامل لمليشيات الكرامة من محور الفتائح بعد تكبدها خسائر في الأرواح والآليات إلى مواقعها في منطقة مرتوبة.
ولفت إلى أن قوات المجلس تمكنت من إعطاب دبابة ومدرعتين وعربة عسكرية تابعة لمليشيات الكرامة.
ومنذ أربعة أعوام تحاصر قوات حفتر مدينة درنة التي أعلن في 1 أبريل الماضي قرب انطلاق عملية السيطرة عليها و”تحريرها” من قوات “مجلس شوري مجاهدي درنة”.
المصالحة وحقن الدماء
من جانبه، طالب تجمع أهالي درنة، السلطات المحلية للدولة الليبية بالتدخل لمنع الحرب على المدينة ومنع وقوع كارثة واتخاذ قرار رادع وسريع لمنع الاعتداء على الدولة من دول أجنبية، محملاً إياها المسؤولية الكاملة بموجب اعتلائها مناصب الدولة.
ودعا التجمع في بيانه أمس الإثنين، جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية بالوقوف إلى جانب مدينة درنة التي تدك بصواريخ الطيران الحربي الأجنبي والتي تعرض حياة المدنيين للخطر وتهددهم بالموت.
وناشد التجمع، رئيس الأمم المتحدة بإعطاء الإيعاز إلى بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للتحرك السريع لمنع الحرب على المدينة، مطالباً جميع القبائل الليبية بالحضور إلى درنة من أجل حقن الدماء والمصالحة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد.
كما طالب التجمع، من جميع أبناء المدن والمناطق المجاورة عدم الانجرار للحرب على المدينة ومراعاة الروابط الاجتماعية وصلة القرابة والدم والوقوف إلى جانب إخوتهم لمنع الحرب على درنة المحاصرة منذ أكثر من عامين متتاليين، وفقا للبيان.
واعتبر التجمع، أن الاعتداء على مدينة درنة بطيران حربي أجنبي انتهاكا صارخا لسيادة الدولة الليبية وعدم احترام كيانها، مؤكدا رفضه التام للاعتداء على المدينة عسكريا، بحسب ما ذكر البيان.
وقال التجمع: إن ما تتعرض له درنة من تصعيد للحرب من قوات عسكرية من مختلف الأيديولوجيات الجهوية والقبلية والتيارات الدينية المتشددة بقيادة عملية الكرامة ومدعومة بالطيران الأجنبي ما هو إلا مخالفة صريحة للقوانين الليبية والقرارات الدولية وخاصة القرار 1730 الصادر عن الأمم المتحدة لحماية المدنيين ويتنافى تمام مع مبادئ حقوق الإنسان.
موقف كفيل
من جهته، حمل عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي الصلابي مسؤولية الدماء التي تسقط في درنة إلى رئيس المجلس الرئاسي المقترح فايز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة المنبثق عن اتفاق الصخيرات خالد المشري، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
وطالب الصلابي في اتصال مع “النبأ”، السراج والمشري وعقيلة، باتخاذ موقف كفيل بوقف سفك الدماء في درنة وإلا تحولوا إلى شركاء في الجريمة.
كما حمل الصلابي المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم التي ترتكب في حق درنة.
ودعا عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قبائل برقة إلى الاستمرار في المصالحة وحق الدماء.
وتشهد مدينة درنة حصاراً خانقاً من مليشيات الكرامة منذ عام 2016، إضافة إلى قصف جوي من طيران أجنبي واشتباكات هذه الأيام.
و”شورى مجاهدين درنة”، تشكل في 12 ديسمبر 2014، لمواجهة قوات عملية “الكرامة”، التي أطلقها حفتر بهدف محاصرة المدينة من “مجاهدي درنة”.
والخميس الماضي اندلعت فعليا معارك مسلحة بين الطرفين في محيط مدينة درنة لقي خلالها سبع عسكريين من قوات حفتر حتفهم، فيما أعلن الإثنين “مجلس شوري مجاهدي درنة” مقتل احد عناصره وسط تضارب الأنباء حول مجريات المعارك.
ويسيطر “مجلس شورى مجاهدي درنة” على درنة منذ طرده تنظيم “داعش” الإرهابي منها عام 2015.