أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خليل الحية، أن حماس ومعها الشعب الفلسطيني أول من واجه صفقة القرن بالدم في الداخل والخارج، مشددًا على أن استمرار الحصار هو تمرير لصفقة القرن.
وقال الحية، خلال لقاء مع قناة الجزيرة مباشر، ظهر الأربعاء: إن أي خطوة للمصالحة يجب أن تبنى على رفع العقوبات التي فرضها عباس على غزة في مارس 2017، وبهذا يمكن أن نفتح الباب لمصالحة قائمة على مبدأ الشراكة الحقيقية، هذه رؤيتنا ورؤية الفصائل.
وحول الجهود الدولية لتخفيف الحصار عن قطاع غزة، قال الحية إن ملادينوف جاء بخطوط عامة، وما يدور الآن من تحركات تقودها الأمم المتحدة ومصر وبمشاركة قطر، نستطيع أن نقول إنها في مراحل متقدمة.
وأوضح أن الرؤية هي تنفيذ مشاريع تعدها المنظومة الدولية في مجالات متعددة: في الكهرباء والمياه والبنية التحتية وتشغيل العمال والخريجين.
ولفت عضو المكتب السياسي إلى أن ذلك كان مقابل الهدوء في قطاع غزة، مبينًا أنه لم يطلب أحد من الحركة وقف مسيرات العودة.
وشدد على ضرورة إيجاد حل واضح، وأن ينعم شعبنا بالضفة وغزة بممر آمن على العالم الخارجي دون قيود الاحتلال، مشيرًا إلى أنه لا مانع من أن تتوفر فيه كل الشروط الدولية ليطمئن الجميع.
ونوه الحية إلى أن الحصار المستمر على قطاع غزة لابد أن يتبدد، وأن تتوفر مقومات الحياة لشعبنا الفلسطيني، وأن يعيش كباقي العالم.
تحقيق المصالحة
وأضاف: حتى تتحقق المصالحة؛ نريد وحدة وطنية هدفها بناء مؤسسات الشعب الفلسطيني ومؤسسات النظام الفلسطيني على قاعدة الشراكة للكل الوطني.
ونوه الحية إلى أن الحركة تريد مصالحة تقوم على أساس اتفاقيات القاهرة التي وقعت عام 2011م، ومخرجات بيروت في يناير 2017.
واعتبر أن أي اتفاق مصالحة يكتب له النجاح يجب أن يكون منطلقًا من الاتفاق الوطني الذي رعته مصر والأمم المتحدة، مضيفًا أن حماس تريد وضع آليات تنفيذه بالتوازي ورزمة واحدة في الضفة وغزة، وفي كل الملفات دون انتقائية.
وطالب الحية بتشكيل حكومة وطنية جديدة قادرة على تنفيذ متطلبات المصالحة، مبينًا أن حكومة الوفاق الوطني تغيرت مرارًا وتكرارًا، ومع إجراءاتها الظالمة الحالية لم تعد حكومة اتفاق وطني.
الكف مقابل الكف
وعن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أكد الحية أن الاحتلال لا يضبطه إلا الكف مقابل الكف، والمخرز مقابل المخرز، مبينًا أن الاحتلال هو من خرق اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعت عام 2014 المبنية على اتفاق 2012.
ونوه إلى أن حركة حماس والفصائل لن تسمح للاحتلال بفرض معادلات جديدة وتثبيت قواعد الاشتباك، مبينًا “نحن لسنا لقمة سائغة يسهل هضمها”.
وأضاف: حسابنا مع العدو مفتوح، وهو الذي اخترق كل القواعد، وقتل أبناءنا ولم تصله طلقة، وإذا أراد أن يقتل مجاهدينا سيدفع ثمن ذلك، والمقاومة لن تمرر ذلك أبداً.
واعتبر الحية موقف السلطة بقطع رواتب الأسرى وعائلاتهم مؤسفًا وتساوقًا مع الرغبة الإسرائيلية الأمريكية، قائلاً: ندين هذا السلوك، ونقف إلى جانب أسرانا في إضرابهم عن الطعام رفضًا لقطع رواتبهم من السلطة.
تبادل الأسرى
وحول ملف صفقة تبادل أسرى، أكد عضو المكتب السياسي أن الاحتلال يحاول باستمرار الكذب على شعبه وجبهته الداخلية بأنهم يبذلون جهدا، هم يديرون هذا الملف إعلاميًا ولم يفعلوا شيئًا حقيقيًا.
وأكد أن الحركة لديها استعدادات عالية لإدارة صفقة تبادل بالإفراج عن أسرى مقابل جنود، داعيًا الاحتلال أولاً إلى احترام اتفاقية صفقة وفاء الأحرار.
وأضاف الحية أنه إذا كان الاحتلال مستعدًا لدفع الثمن؛ فنحن مستعدون لإتمام صفقة تبادل أسرى من الآن.
مسيرات العودة
وحول مسيرات العودة، أكد الحية أنها خرجت لإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ولرفع الحصار المفروض على غزة.
وقال: إن مسيرات العودة أرادت إعادة الشعب الفلسطيني من محاولات الاستئصال إلى الواجهة، وخرج شعبنا ليقول للعالم إنه لن يقبل باستمرار الحصار.
ولفت إلى أن شعبنا بتضحياته وشهدائه وجرحاه استطاع أن يضغط على أعصاب الاحتلال في غلاف قطاع غزة، بالوسائل الشعبية والسلمية ولم يحتمل الاحتلال مجرد وجوده على السياج الفاصل.
وأشار إلى أن شعبنا يواجه صفقة القرن بوحدة وطنية وبالمقاومة، قائلاً: نريد مواجهتها برفع الحصار عن غزة أما بقاء الحصار فهو تمرير للصفقة.