الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بها. جاءت تلك العبارة على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني في حديثه مع وزير الخارجية الكوري الشمالي، وفقا لما تناقله الإعلام الإيراني.
وتسعى أمريكا إلى إبرام اتفاقية ترمي من خلالها إلى كبح جماح طموحات طهران النووية، ومنعها من مواصلة برامج تطوير الصواريخ الباليستية.
وقللت إيران من أهمية العرض الذي قدمته واشنطن لها مؤخرًا بشأن إجراء مباحثات هذا الأسبوع، قائلة إنها لا يمكن أن تتفاوض بعد سحب ترامب لبلاده من الاتفاق النووي التاريخي الذي توصلت إليه طهران مع القوى الست الكبرى العالمية في العام 2015، والذي كان ينص على رفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي المثير للجدل.
وقام ري يونج هو وزير خارجية كوريا الشمالية بزيارة إلى إيران في الوقت الذي أعادت فيه واشنطن فرض العقوبات على البلد الشرق أوسطي.
ونقلت شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية الأمريكية عن روحاني قوله:” أداء الإدارة الأمريكية في تلك السنوات قد قاد البلاد إلى أن تصبح منزوعة الثقة، ولا يعول عليها حول العالم،” وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.
وذكر روحاني:” في الوضع الراهن، ينبغي على الدول الصديقة أن تطور علاقاتها وتعاونها في المجتمع الدولي،” مضيفا أن إيران وكوريا الشمالية “لديهما دائما رؤى متقاربة” حول العديد من القضايا.
ووقع ترامب في الـ 6 من أغسطس الجاري أمرا تنفيذيا من شأنه إعادة فرض دفعة جديدة من العقوبات ضد إيران، بعد مرور 3 أشهر على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي التاريخي الذي توصلت إليه طهران مع القوى الست الكبرى العالمية في العام 2015.
وقال ترامب في بيان مكتوب:” ونحن نستمر في ممارسة أقصى حد من الضغوطات الاقتصادية على النظام الإيراني، فإنني أظل منفتحا على التوصل إلى اتفاقية شاملة تتناول المجموعة الكاملة من الأنشطة الشريرة للنظام الإيراني، من بينها برنامجه الخاص بالصواريخ الباليستية، ودعمه للإرهاب”.
وأضاف ترامب بأن الاتفاق النووي المرعب يقدم “شريانا تتدفق من خلاله الأموال إلى ديكتاتورية قالتة استمرت في إراقة الدماء ونشر العنف والفوضى”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد قال إن العقوبات التي تعيد الولايات المتحدة فرضها على إيران ستبقى قائمة إلى أن تغير طهران من نهجها بشكل جذري.
وأضاف بومبيو أن هذه العقوبات هي جزء مهم من سياسة بلاده تجاه إيران، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب مستعدة للمضي قدما في العلاقة مع طهران إلا أن ذلك يستلزم تغييرا كبيرا من النظام الإيراني وتوقف قياداته عن لعب أدوار سيئة والتصرف كدولة طبيعية.
ومن المتوقع ألا تتمكن الحكومة الإيرانية من شراء العملة الأمريكية اعتبارا من اليوم الثلاثاء بالإضافة إلى عقوبات واسعة أخرى من المنتظر أن تفرض عليها.
ومن المتوقع أن يعاد فرض العقوبات على مرحلتين في الـ 7 من أغسطس والـ 5 من نوفمبر. وتستهدف الحزمة الأولى قدرة إيران على شراء الدولارات وصناعات رئيسية تشمل السيارات والسجاد.
لكن يتوقع أن تكون المرحلة الثانية التي سيتم خلالها حجب مبيعات الخام الإيرانية هي الأشد تأثيرا، رغم أن دولا عدة بينها الصين والهند وتركيا أشارت إلى أنها غير مستعدة للتوقف بشكل كامل عن شراء النفط الإيراني.
ويُنتظر أن تعيد واشنطن فرض عقوبات على إيران الثلاثاء عقب قرار الرئيس الأمريكي في مايو الانسحاب من الاتفاق المبرم في العام 2015.