– القيادي في “حماس” د. موسى: الانفجار قادم في غزة ونتنياهو أفشل التهدئة
– عطاالله: ليس أمام غزة سوى الضغط باتجاه الحدود والاشتباك مع الاحتلال
على صفيح ساخن تبدو الأوضاع في قطاع غزة، مع دخول جهود التوصل لتهدئة في حالة موت سريري، على أثر تعثر المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، لأسباب تتعلق بشروط الاحتلال وعدم رغبته بهذه التهدئة، وكذلك رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوصل لتهدئة تنفرد بها حركة “حماس” دون حركة “فتح”، التي اشترطت التوصل للتهدئة مع الاحتلال بتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتمكين حكومة الوفاق في غزة.
عودة أجواء الحديث عن التصعيد
وقد أعاد فشل جهود التهدئة الخوف والقلق عند الفلسطينيين من عودة غيوم الحرب إلى سماء قطاع غزة، وقد أعلنت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار عن تصعيد المسيرات على حدود غزة، وأطلق العشرات من الناشطين مئات البالونات الحارقة على المستوطنات التي تقع في علاف غزة، وذلك لأول مرة تطلق هذا البالونات منذ استئناف جهود التهدئة قبل نحو شهر، كما استشهد فلسطيني وأصيب العشرات في مسيرات الجمعة على الحدود الشرقية لقطاع غزة التي أطلق عليها “عائدون رغم أنف ترمب”، في أعنف مواجهات تندلع منذ عدة أسابيع، كما لوحظ قيام جيش الاحتلال بتعزيز قواته على طول السياج الفاصل شرق القطاع، وإقامة سواتر ترابية ونشر القناصة مع عودة زخم المسيرات كما كانت حين انطلاقتها في الثلاثين من مارس الماضي.
إفشال جهود التهدئة
بدورها، اتهمت حركة “حماس” الاحتلال وواشنطن بأنهم أفشلوا جهود التهدئة التي قادتها القاهرة والأمم المتحدة، محملة الاحتلال تبعات الانفجار القادم وعواقب تشديد الحصار.
وقال القيادي البارز في حركة “حماس” د. يحيى موسى لـ”المجتمع”: الاحتلال هو من أفشل جهود التهدئة، هو من خلط الأوراق على الساحة الفلسطينية، ولا يريد تهدئة، ويتلاعب بواقع غزة، يريد إبقاء الوضع الحالي دون تغيير، والاحتلال يتحمل كل تبعات ذلك سواء كان بالحصار أو بمواصلته عمليات القتل ضد الفلسطينيين.
وأكد د. موسى أن جمود التهدئة وعدم التوصل لاتفاق سيقود الأوضاع في غزة إلى الانفجار في وجه الاحتلال، وستتصاعد الأوضاع على الحدود، ولا يمكن للشعب الفلسطيني أن يصمت على هذا الحصار وسيسقطه، وعلى العالم الصامت على جرائم الاحتلال أن يتحرك ليوقف هذا العدوان على هذا الشعب الأعزل ويرفع الحصار الظالم المفروض عليه.
وعن أسباب فشل جهود المصالحة، أكد د. موسى أن واشنطن والاحتلال منعوا تحقيق المصالحة، واستخدموا الضوء الأحمر في منع تحقيقها وضغطوا على الرئيس محمود عباس لمنع تحقيق ذلك.
غزة نحو الانفجار
على هذا الصعيد، قال الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله لـ”المجتمع”: كل السيناريوهات واردة في غزة، جهود التهدئة انهارت، والمصالحة جمدت وبات الحديث عن تحقيقها مستحيلاً، فليس أمام غزة سوى الضغط باتجاه الحدود والاشتباك مع الاحتلال، والأمور الميدانية لا توحى في الأفق بأن هناك استئناف لجهود التهدئة.
وأشار عطا الله إلى أن دولة الاحتلال لا تريد تحقيق تهدئة على جبهة غزة، والاحتلال بالمناسبة لوحظ أنه يشدد منذ فترة حصاره على القطاع، فكل ما يتعلق بخيارات التصعيد واردة، والتهدئة دخلت حالة موت سريري.
وأكد عطا الله أن خيارات حركة “حماس” في غزة صعبة، فخيار التصعيد مع الاحتلال هو الأرجح في ظل انعدام الأفق السياسي، المصالحة تبدو مستحيلة، والاحتلال عطل التهدئة والمصالحة، لأن “إسرائيل” تعتبر غزة مجال الأمن القومي.
وأوضح عطا الله أن الأمور في غزة نحو أمرين لا ثالث لهما، الأول دفع الاحتلال الأوضاع في غزة لحرب شاملة، والثاني حل سياسي بالاتفاق مع قوى إقليمية في المنطقة تكون حركة “حماس” جزءاً منها.
وشدد عطا الله أن الأوضاع في غزة غاية في الصعوبة، والانفجار لن يمهل العالم طويلاً، فالانفجار ستكون عواقبه وخيمة.
وكانت القاهرة والأمم المتحدة قد صاغوا اتفاقاً للتهدئة ينص على رفع الحصار وفتح المعابر وإقامة ممرات مائية مقابل تهدئة طويلة الأمد على أن تشمل المرحلة الثانية صفقة تبادل أسرى بين حركة “حماس” والاحتلال.