– متطوعون ومسعفون فلسطينيون على خط النار بغزة لإنقاذ جرحى مسيرات العودة
– المنسق صابر الزعانين: نحن مشروع شهادة وهدفنا إنقاذ حياة الجرحى
– المسعف مهدي إسماعيل: نعمل بإمكانات ذاتية وأرواحنا فداء فلسطين
بين أزيز الرصاص والقنابل الغازية السامة التي تنهر عليهم بغزارة من قبل قوات الاحتلال خلال مسيرات العودة التي تنظم على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، يعمل فريق “الممرض المتطوع”، الذي يضم مسعفين وممرضين تطوعوا منذ انطلاق مسيرات العودة بشكل منفرد لتقديم الخدمات الصحية والإسعافية للجرحى الذين يسقطون خلال مسيرات العودة وعددهم بالمئات، وذلك للتخفيف من معاناتهم.
“المجتمع” ترصد في هذا التقرير كيف يعيش فريق الممرض المتطوع أجواء التصعيد والقتل والاستهداف من قبل الاحتلال للمسيرات السلمية التي تنطلق بشكل مستمر على طول السياج الفاصل شرق قطاع غزة منذ انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من مارس الماضي، وكيف يمارس الاحتلال عمليات القتل والإرهاب بحق المدنيين العزل المطالبين برفع الحصار وبحق العودة، فسقط منهم حتى الآن نحو 200 شهيد و20 ألف جريح منذ انطلاق مسيرات العودة.
قصص الموت والشهادة على حدود غزة
ويسرد منسق فريق “الممرض المتطوع” صابر الزعانين لـ”المجتمع” لحظات الموت اليومية التي يواجهها الفريق، حين يقدم الإسعافات والعلاج لجرحى مسيرات العودة، حيث يستهدف الاحتلال بشكل مباشر الأطفال والنساء المشاركين في تلك المسيرات.
ويقول الزعانين: نحن نتطوع ونقدم الخدمات العلاجية لجرحى مسيرات العودة من أجل إنقاذ حياتهم، نحن فداء فلسطين، وكل ما نملكه سنقدمه لفلسطين حتى لو كلفنا ذلك أرواحنا، لقد أصيب كافة أعضاء الفريق المتطوع منذ انطلاق عملهم وعددهم 25 عنصراً بينهم 10 ممرضات و15 ممرضاً ومسعفاً، وبعضهم أصيب بجروح خطيرة.
وأشار الزعانين إلى أنه في إحدى المرات في منطقة شرق بيت حانون شمال قطاع غزة، استهدف الاحتلال مجموعة من المشاركات في مسيرة سلمية نسوية انطلقت رفضاً للحصار والعدوان، فأصيبت العديد من المشاركات في هذه المسيرة برصاص الغدر، الذي يستهدف كل ما هو فلسطيني، تعالى الصراخ من الأخوات المصابات، وسالت الدماء، وسيارات الإسعاف تتحرك بصعوبة في المنطقة الوعرة القريبة من السياج الفاصل، وهي تحتاج على الأقل ساعة للوصول، كنا نحن في المنطقة، فتقدمت الممرضات والمسعفات في فريق الممرض المتطوع، وبدأن بتقديم العلاج للجريحات، إحدى الجريحات كانت مصابة في الجزء العلوي من جسدها، والدماء تسيل منها بغزة، بحمد الله نجحت الممرضات في إيقاف النزيف حتى قدوم سيارات الإسعاف، وأنقذنا حياة تلك الجريحة، التي لولا توقف النزيف والحد منه لفارقت الحياة نظراً لخطورة الإصابة.
وأشار الزعانين إلى أن الفريق يعمل في ظروف غاية في القسوة، فهو يقدم يومياً العلاج والمتابعة لعشرات الجرحى من مسيرات العودة في منازلهم بإمكانيات وتبرعات شخصية، وكل ذلك بهدف دعم صمود المشاركين في مسيرات العودة الذين يدافعون عن فلسطين والقضية.
كلنا مشروع شهادة
بدوره، يقول مهدي إسماعيل من فريق الممرض المتطوع لـ”المجتمع”: نحن عندما نخرج إلى مناطق المواجهات مع الاحتلال على الحدود الشرقية لقطاع غزة، نكون معرضين للشهادة في أي وقت، فالاحتلال يطلق النيران بكثافة صوب المشاركين فيها، فهو لا يفرق بين طفل وشيخ وامرأة، ومعظم الشهداء الذين سقطوا برصاص الاحتلال والجرحى الذين أصيبوا هم من الأطفال والشيوخ، فقد استشهد ثلاثة أطفال من بين ستة شهداء سقطوا خلال الأيام الماضية، إنه العدو الذي لا يرحم.
وأكد إسماعيل أن الاحتلال أصاب بجروح معظم المشاركين في الفريق، حيث أصيب ثمانية من المسعفين والمسعفات في الفريق بالرصاص الحي، وكلنا أصبنا بالغاز السام المسيل للدموع.
وأشار إسماعيل إلى أنهم يواجهون في الميدان إصابات خطيرة للغاية، أغلبها يكون بالرصاص المتفجر المحرم دولياً، كما لاحظنا أن قناصة الاحتلال يستهدفون بالرصاص الرأس والأجزاء العليا من الجسم، مما يتسبب في معظم الأحيان بالاستشهاد على الفور.
على ذات الصعيد، تقول الممرضة إسراء محمود لـ”المجتمع”: إنها التحقت بفريق “الممرض المتطوع” حباً لفلسطين، ومساعدة لكل الجرحى الذين هم بحاجة لتضميد جراحهم، بعد أن نهشهم هذا العدو، لينال من صمود الشعب الفلسطيني.
وأكدت محمود أن كل الفريق المتطوع هم مشروع شهادة، ونتوقع الشهادة كما الشهيدة رزان النجار في أي لحظة، الاحتلال لا يفرق بين أحد، نحن كلنا أعداء بالنسبة له.
ويذكر أنه استشهد عدد من المسعفين والكوادر الطبية، وأصيب المئات منذ انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من مارس الماضي من بينهم المسعفة رزان النجار، كما استشهد صحفيان هما أشرف حسين، وياسر مرتجى، في جرائم الاحتلال التي تشتد وتيرتها أسبوعاً بعد أسبوع في سبيل وقف هذا المد الجماهيري.