مساعدة الغير وتقديم يد العون للمحتاج، صفة إسلامية حميدة تتركز في معظمها بشهر رمضان المبارك، وقد انطلق منها بعض المتطوعين من سكان مخيم نهر البارد شمالي لبنان، للعمل على تقديم وجبات الإفطار على المحتاجين من سكان المخيم.
وقد تجلت تلك الصفات في أعمال تنهمك فيها سيدات “مطبخ البارد دائم الرزق- مبادر”، واللواتي واظبن في اليوم الثالث لرمضان على طبخ المنسف الفلسطيني.
ويقول المسؤول عن الحملة، يوسف الحاج محمد، لـ “قدس برس”: إن حملة مبادر انطلقت في ظل حالة العوز التي يعيشها سكان المخيم منذ أحداث 2007، وما صاحبها من إغلاق تام للمخيم.
وأضاف: “عمدنا قبل شهر من رمضان على وضع خطة عمل لنشاطنا الخيري، فقمنا بالبحث عن متطوعين ومساهمين وممولين للحملة، (..)، تم وضع الأهداف وتوزيع الأدوار، وجاء العمل اليوم في الشهر الكريم”.
وأكد الحاج محمد: “كثر عمدوا إلى مساعدتنا، بعضهم قدم ربطات خبز، ومنهم من قدم أموالًا نقدية للحملة، وغيرهم ساعد في دفع تكاليف الدجاج أو اللحم، فالخير كثير في هذا الشهر”.
وشدد على أن الحملة تسعى إلى “البحث عن أكثر الوسائل رقيًا وأدبًا في تقديم وجبات الإفطار”، مؤكدًا: “هدفنا هو عدم إذلال الناس، بل العكس تمامًا، نريد تقديم وجبات إفطار تليق باللاجئين الفلسطينيين”.
وأشار إلى أن “العاملين والمتطوعين في الحملة أغلبهم من سكان وشباب ونساء نهر البارد، إلا أننا ارتأينا أن نشرك معنا في العمل الخيري بعضًا من الإخوة من فلسطينيي سورية”
واستدرك: “كلنا نشارك ذات المعاناة”. متابعًا: “نوزع على المحتاجين طعامًا مطبوخًا بعناية فائقة يليق بالصائمين، ونقوم بتوزيع الطعام قبل ساعة من الإفطار، ليصل إلى الناس وهو طازج”.
وبيّن: “بدأنا نشاطنا هذا العام منذ ثاني أيام رمضان، حيث قمنا في يومنا الأول بتوزيع 70 وجبة إفطار، وفي الثاني فالوجبات وصلت حتى الآن إلى عدد الـ 90 وجبة”.
يضم 30 ألف فلسطيني
ونهر البارد؛ مخيم للاجئين الفلسطينيين يقع في شمال لبنان، بالقرب من ميناء مدينة طرابلس، ويضم حوالي 30 ألف فلسطيني.
ويقع المخيم على مسافة 16 كيلومترًا من طرابلس بالقرب من الطريق الساحلي. وأنشأ في الأساس اتحاد جمعيات الصليب الأحمر عام 1949 لتوفير الإقامة للاجئين الفلسطينيين من بحيرة الحلوة شمالي فلسطين.
وفي مايو 2007 أصبح هذا المخيم محور صراع بين القوات المسلحة اللبنانية وجماعة فتح الإسلام المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة التي دخلت المخيم بشكل مريب وبجهل من أهله عمّا يدور بينهم، وقد أدت هذه الاشتباكات إلى نزوح سكان المخيم وتدميره بالكامل ومقتل عدد كبير من الطرفين.
ويعد مخيم نهر البارد، خزان تجاري كان مزدهرًا بأسواقه التجارية المتنوعة التي يعتمد عليها معظم سكانه في تأمين لقمة العيش الكريم.
ويضم المخيم آلاف المتعلمين من أطباء ومهندسين ويد عاملة ذات كفاءة ومهارة عالية لذلك يطغى على المخيم الطابع التعليمي والتجاري بشكل عام.
وتقدر جهات مسؤولة أن عدد سكان المخيم قد بلغ 6000 فرد عند تأسيسه، أما اليوم فقد بلغ عدد سكانه أكثر من 38000 نسمة.