خالد الفهيد.. أنشأ التلفزيون والجامعة
ولد خالد المسعود الفهيد عام 1929م في دولة الكويت، فسخّر جهده ووقته من أجل خدمتها منذ أن كان مدرساً في مدرسة المثنى عام 1948م، ثم مدرساً في مدرسة بالمرقاب، ثم ناظراً لمدرسة قتيبة عام 1953م.
اهتم منذ بداية حياته بالعمل الخدمي والسياسي، فانتخب مديراً لنادي المعلمين، وفي عام 1956م انتخب سكرتيراً لاتحاد الأندية، وحمل على عاتقه مسؤولية إنشاء التلفزيون في الكويت عام 1960م، قبل أن يستقيل من منصب رئيس التلفزيون، وعاد إلى وزارة التربية ناظراً لمدرسة الخليل بن أحمد عام 1960م، ثم رئيساً لجمعية المعلمين عام 1968م، ورئيساً لمجلة «الرائد» عام 1969م.
اختير وزيراً للكهرباء والماء عام 1964م، فوزيراً للتربية من ديسمبر 1964 حتى فبراير 1967م، كما اختير عضواً بمجلس الأمة عام 1963م في الدائرة الخامسة (كيفان)، وفي أعوام 1967، و1971، و1975م.
وتعد المساهمة في إنشاء جامعة الكويت حينما كان وزيراً للتربية من أهم إنجازاته.
كان الفهيد من الجيل الأول لمؤسسي جمعية الإصلاح الاجتماعي التي كانت تسمى «جمعية الإرشاد» حينها؛ ففي أول رمضان 1392هـ، الموافق 24 مايو 1952م تم الإعلان رسمياً عن «جمعية الإرشاد الإسلامية» التي تولى رئاستها الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وكان خالد مسعود الفهيد عضواً فيها، لكنه ما إن تولى الوزارة ترك الجمعية وأصبح قريباً من الاتجاه القومي، ورحل خالد الفهيد في 17 فبراير 1992م.
حمود هاشم الذارحي.. جهاد حتى النهاية
ولد حمود هاشم الذارحي ونشأ في مدينة «كوكبان» بمحافظة المحويت باليمن؛ حيث درس الابتدائية، ثم التحق بمعهد كوكبان العلمي، ثم انتقل إلى مدينة صنعاء والتحق بمعهد المعلمين عام 1387هـ/ 1967م، ثم التحق بالوظيفة العامة، وواصل الدراسة في جامع «السلام» لدى العلامة يحيى بن لطف الفسيل.
عمل منذ شبابه في تأسيس المعاهد العلمية، حتى صار رئيساً لهيئة تعاون مدينة «شبام كوكبان»، ثم عضواً في اللجنة العليا للانتخابات عام 1413هـ/ 1993م، وعضواً في لجنة «الحوار الوطني» لوثيقة «العهد والاتفاق» التي وقعت في العاصمة الأردنية عمَّان لإنهاء الصراع بين حزب «المؤتمر الشعبي العام» وحزب «التجمع اليمني للإصلاح» من جهة، و»الحزب الاشتراكي» من جهة ثانية عام 1414هـ/ 1994م، واختير بعدها محافظاً لصنعاء لمدة 3 سنوات (1994- 1997م).
يعد الشيخ الذارحي عضواً مؤسساً لحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، وعضو الهيئة العليا ومجلس الشورى في الحزب.
عرف بسعيه الحثيث للإصلاح بين الناس، وحلِّ خصوماتهم، ومتابعة المشاريع الحيوية المختلفة، وتقديم المساعدات الخيرية من خلال عضويته أو رئاسته لعدد من الجمعيات الخيرية.
كان من مواقفه الوقوف في وجه الحوثيين والتنديد بسياستهم، حتى قال: «الحوثي لا يمثل الهاشميين في اليمن»، فاعتقله الحوثيون لعدة أسابيع قبل أن تتدهور حالته الصحية وينقل للأردن.
توفي صباح الخميس 16 جمادى الأولى 1437هـ، الموافق 25 فبراير 2016م، في العاصمة الأردنية عمان بعد صراع مع المرض.
خليل أبو غضيب.. المجاهد بسلاحه وقلمه
في مدينة نابلس ولد خليل حافظ أبو غضيب عام 1922م، وانتقل مع أخواله للعيش في بيسان بعد أن توفي والده وهو في الثامنة من عمره، ولم يكمل تعليمه بسبب الفقر واليتم، إلا أنه استطاع كتابة ديوان شعر أسماه «أطياف بيسان»، وبه عدد كبير من القصائد الشعرية.
استشهد ابنه محمود عام 1978م عندما قام جيب صهيوني بمهاجمة مطعم في مخيم عسكر الذي كانوا يعيشون فيه منذ عام 1967م.
التحق الشيخ خليل بجماعة الإخوان عام 1945م، وعبر عن ذلك بقوله: «كانت نشأتي في البداية على الغناء وإقامة الحفلات في المقاهي؛ بسبب موهبة الصوت التي كنت أمتلكها، وفي عام 1945م بينما كنت أسيرُ في أحد شوارع بيسان سمعت عبر الراديو عن افتتاح شعبة الإخوان في القدس؛ مما دفعني للتعرف على ماهية الإخوان، وتولدت لديَّ الحماسة لكي أعرف المزيد عن هذه الحركة بعد أن أصبحت شُعَب الإخوان تفتتح واحدة تلو الأخرى».
شارك مع عدد من إخوانه بفتح شعبة للإخوان في بيسان عام 1945م، كما شارك في التدريب على السلاح، بعد أن بدأ السلاح يصل من الدول المجاورة وخاصة مصر، والقيام بمهاجمة المستعمرات الإنجليزية والصهيونية، حتى عاد إلى نابلس مرة أخرى في نكبة فلسطين عام 1948م، وظل مجاهداً بالكلمة والشعر حتى توفاه الله في مدينة نابلس يوم الجمعة 8 محرم 1429هـ، الموافق 15 فبراير 2008م، عن عمر يناهز 87 عاماً.
محمد أديب حمود الجاجي.. عاشق سورية
ولد أبو الطاهر محمد أديب حمود الجاجي في عام 1351هـ/ الموافق عام 1932م في سورية لأسرة مسلمة محافظة من مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب، وتربى فيها على قيم الخير والفضيلة.
درس في الكتَّاب ثم درس الابتدائية في معرة النعمان، ثم درس العلوم الشرعية في جمعية الغراء بدمشق ثم التحق بـ»دار المعلمين» في حلب، وتخرج فيها عام 1952م، وفي العام نفسه حصل على شهادة البكالوريا، التي بموجبها تقدم لدراسة الحقوق في جامعة دمشق، ثم حصل على إجازة في الحقوق من جامعة دمشق عام 1959م، وبعد تخرّجه التحق بكليّة الشرطة، بتشجيع من د. مصطفى السباعي يرحمه الله، وتخرج فيها ضابطاً برتبة ملازم، وفي هذه الأثناء حصل على إجازة أخرى في الآداب تخصص اللغة العربية من جامعة حلب عام 1973م.
حصل على درجة الماجستير من جامعة الجزيرة في السودان عام 1997م، والدكتوراه في الأدب والبلاغة من جامعة صنعاء عام 2002م.
عمل مدرساً للغة العربية في جميع مراحل التعليم قبل أن يعيّن مديراً للشرطة في مدينة الرقة؛ فكان مثالاً للضابط الملتزم، وبعد وصول حزب البعث العربي السوري للحكم عام 1964م تم نقله ضمن مجموعة من الضباط إلى وظائف مدنية، بناء على اتجاهه الإسلامي.
اتجه بعدها للجانب التعليمي، وعمل مدرساً للغة العربية، وكان له فضل في نشر فكر الإخوان في صفوف الطلبة، قبل أن ينتقل للإقامة في الأردن عام 1979م، وفي عام 1991م انتقل للعمل في اليمن بمجال المناهج التعليمية، ثم عمل مدرساً في جامعة الأندلس عام 2007م.
كان في طليعة المؤسّسين لجماعة الإخوان المسلمين في محافظة إدلب حتى أصبح عضواً فرئيساً لمجلس شورى الإخوان بإدلب، وحينما خرج للأردن من طغيان حزب البعث انتخبه مجلس شورى الجماعة مراقباً عامّاً لجماعة الإخوان المسلمين في سوريّة عام 1985م مدّة ستة أشهر.
له العديد من المؤلفات، منها «أدب الأطفال من منظور إسلامي»، «الأدب في عصر الدول والإمارات»، «النسق القرآني.. دراسة أسلوبية».
وبعد رحلة طويلة عاد للأردن ليكون بجوار إخوانه في الثورة السورية، إلا أن المرض اشتد عليه، فرحل في فجر الجمعة 3 جمادى الأولى 1437هـ، الموافق 12 فبراير 2016م، ودفن بجوار إخوانه سعيد حوّى، وعدنان سعد الدين، ود. حسن هويدي، ونعسان عرواني في مقبرة سحاب بالأردن.
______________________________________________________
1- الحركة الإسلامية في نابلس تفقد أحد مؤسسيها: شبكة فلسطين للحوار.
2- خالد المسعود الفهيد: تاريخ الكويت.
3- عمر العبسو: الشيخ حمود هاشم الذارحي، إخوان ويكي.
4- محمد أديب الجاجي: رابطة العلماء السوريين.