– الغنوشي: الفخفاخ هو من يقرر من سيشارك في الحكومة وتبقى مهمتنا تيسير المصالحة لأن لا مجال للإقصاء
– الفخفاخ: اللقاء كان إيجابياً وبناء
– “قلب تونس”: مسعى جمع رئيس الحكومة المكلف الفخفاخ والقروي لا يقوم به إلا رجل حكيم
نجح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في إذابة جبل الجليد بين رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ، ورئيس حزب “قلب تونس” نبيل القروي، بعد أن جمعهما في منزله بتونس العاصمة، ووصفت الأطراف الثلاثة اللقاء بالإيجابي.
ردود الفعل على اللقاء
بعد اللقاء، الذي تم صباح الخميس الماضي، أكّد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، في حديث لـ”القناة التونسية الأولى”، أهمية اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ برئيس حزب “قلب تونس” نبيل القروي، واصفاً إياه بـ”اجتماع كسر الجليد”.
وقال: لا وجود لحواجز بينهما بعد هذا الاجتماع، وهو أول لقاء سيفتح أبواب التوافق والتفاهم دون الدخول في التفاصيل.
وأضاف الغنوشي: الفخفاخ هو من يقرر من سيشارك في الحكومة، وتبقى مهمتنا تيسير المصالحة لأن لا مجال للإقصاء.
وقال الفخفاخ: إن لقاءه برئيس البرلمان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، ورئيس حزب “قلب تونس” نبيل القروي، كان من أجل توضيح المواقف وتقريب وجهات النظر.
وأكد الفخفاخ، في تدوينة له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، الخميس الماضي، أن اللقاء كان إيجابياً وبناء.
أما رئيس كتلة الإصلاح بالبرلمان حسونة الناصفي (15 نائباً)، فقد وصف اللقاء الثلاثي بين الغنوشي، والفخفاخ، والقروي سينتج تغيرات بما أنه كان بناء وإيجابياً.
وبين الناصفي، خلال حضوره الخميس، وجود خلل على مستوى المنهجية التي أعلنها الفخفاخ منذ الندوة الصحفية الأولى التي قام بها من خلال إعلانه اختيار مكونات الحزام السياسي الذي سيعول عليه، وفق تعبيره.
والناصفي من تيار المنظومة السابقة، ويعتقد بأن حزب “قلب تونس” من ضمن عائلته السياسية.
وقال الناطق الرسمي باسم حزب حركة النهضة، لـ”المجتمع”: إن الهدف من اللقاء هو توسيع المشاورات لتوفير كل شروط النجاح للحكومة المزمع تشكيلها، ومن ذلك توسيع الحزام السياسي والبرلماني لتحظى بأكبر قدر ممكن من القبول داخل البرلمان.
وأعرب الخميري عن أمله في أن تكون النتيجة النهائية إيجابية، وحول ما إذا كان الاجتماع إيذاناً بانضمام قلب تونس للأحزاب المعنية بتشكيل الحكومة، أفاد الخميري بأن ذلك سابق لأوانه، ولكن ذلك أصبح الآن من العوامل الموضوعية، وكل ما أستطيع قوله: إن موقف الفخفاخ من الاجتماع كان إيجابياً.
وأكّد الخميري أنّ حركة النهضة غير معنية بترشيح أي اسم لتولي أي حقيبة وزارية في حكومة الفخفاخ، إلى حين التوصّل إلى اتفاق بخصوص رؤية النهضة المتمثّلة في ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تقصي أيّ طرف وذات حزام سياسي واسع.
وختم بالقول: الخطوة مهمة لتوسيع المشاورات وتشكيل الحكومة، أما هل سيشارك قلب تونس أم لا، فهذا شأن رئيس الحكومة والأطراف التي حضرت الاجتماع.
من الارتياح إلى الانشراح
التفاؤل الحذر والارتياح السياسي في تونس تحوّل، ليلة الجمعة 7 فبراير، إلى انشراح داخل تونس لا سيما بعد أن أعلن حزب قلب تونس في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة أن وفداً عن الحزب برئاسة القروي سيشارك، يوم الجمعة، في مشاورات تشكيل الحكومة التي يقودها الفخفاخ.
وقال الحزب، في بيان اطلعت عليه “المجتمع”: إن مشاركة قلب تونس يوم الغد (اليوم الجمعة) في المشاورات تأتي استجابة للدعوة التي وجّهها الفخفاخ لرئيس الحزب مساء اليوم (الخميس) للتفاعل مع مذكّرة التعاقد وفحوى المشاورات السابقة مع أحزاب الائتلاف الحكومي (لم يحضرها قلب تونس لإقصائه من المشاورات).
واعتبر قلب تونس أن اللقاء الثلاثي الذي سعى له الغنوشي، وعقده في منزله، كان إيجابياً عموماً ومعبّراً عن حقيقة الثقل السياسي والبرلماني للحزب.
وأكد البيان عدم حسم الحزب في مسألة المشاركة في الحكومة المقبلة من عدمها والتفاعل بإيجابيّة في كلّ مراحل التشاور المتعلّقة بها.
كبير العائلة التونسية
ووصف القيادي في حزب قلب تونس عياض اللومي، الدور الذي أداه الغنوشي بـ”الريادي”، وتابع: مسعى جمع الفخفاخ والقروي لا يقوم به إلا رجل حكيم.
وفي تصريح لقناة “الحوار التونسي”، أثنى اللومي على الغنوشي ووصفه بكبير العائلة التونسية؛ لأنه يريد مصلحة تونس، وتابع: التونسيون رغم مشكلاتهم يديرون خلافاتهم بعقلانية.
ولا شك بأن دخول حزب “قلب تونس” للحكومة المرتقبة لا يوفر حزاماً سياسياً يدعم الاستقرار فحسب، بل سعيد ترتيب الأحجام الحزبية داخل السلطة وفق أحجامها البرلمانية، علاوة على أن خروج حزب أو كتلة نيابية من الحزام الداعم للحكومة لن يؤدي إلى انهيارها، وهو ما تخشى منه “النهضة” التي ترى في مواقف البعض رياحاً متحركة في صحراء قاحلة.