أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، اليوم السبت، أنها لاحظت وجود توافق بين الطرفين على أهمية استمرار الهدنة التي بدأت في 12 يناير الماضي وعلى أهمية احترامها وتجنب خرقها.
جاء ذلك في بيان أصدرته البعثة الأممية تعقيباً على نتائج الجولة الأولى من محادثات “اللجنة العسكرية الليبية المشتركة” بصيغة 5+5، التي اختتمت اليوم.
وأضافت البعثة، في بيان عبر موقعها الإلكتروني، أنها لاحظت (أيضاً) وجود توافق واسع بين الطرفين حول حاجة الليبيين الملحّة للمحافظة على سيادة ليبيا وسلامة أراضيها والحفاظ عليها وحماية حدودها.
كما توافق الطرفان على ضرورة الامتناع عن رهن القرار الوطني ومقدرات البلاد لأي قوة خارجية، وعلى وقف تدفق المقاتلين غير الليبيين وإخراجهم من الأراضي الليبية، وعلى استمرار محاربة المجموعات الإرهابية المصنفة من قبل الأمم المتحدة (القاعدة، داعش، أنصار الشريعة)، وفي البيان ذاته.
كانت الجولة الأولى من محادثات اللجنة العسكرية، التي اختتمت اليوم، بدأت الإثنين الماضي في مقر منظمة الأمم المتحدة في جنيف بحضور ومشاركة رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، و10 قيادات عسكرية موزعين بالمناصفة بين قوات حكومة “الوفاق الوطني” المعترف بها دولياً وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
ويشكل عمل هذه اللجنة، التي انبثقت عن مؤتمر برلين حول ليبيا في 19 يناير الماضي، أحد المسارات الثلاثة التي تعمل عليها البعثة الأممية، إلى جانب المسارين الاقتصادي والسياسي.
وقدمت البعثة الأممية الشكر لطرفي الصراع في ليبيا على قدومهما إلى جنيف وعلى شروعهما بالبحث الجاد بالمهام الموكلة إليهما، وعلى الروح المهنية العالية والإيجابية التي تميزت بها مباحثاتهما.
وأكدت البعثة دعم الطرفين للعملية الجارية حالياً لتبادل الأسرى وإعادة الجثامين.
ولفت البيان إلى أن الطرفين اتفقا على ضرورة الإسراع بعودة النازحين إلى منازلهم، لا سيما في مناطق الاشتباكات، لكنهما لم يتوصلا إلى تفاهم كامل حول الطرق المثلى لإعادة الحياة الطبيعية إلى تلك المناطق.
وأضافت البعثة الأممية أنها اقترحت الـ18 من الشهر الجاري موعداً لجولة جديدة من محادثات “اللجنة العسكرية الليبية المشتركة” بعد “اتفاق الطرفين على ضرورة استمرار التفاوض وصولاً لاتفاقية شاملة لوقف إطلاق النار”.
وتتواصل بشكل يومي انتهاكات قوات حفتر للهدنة في تحدٍّ لمؤتمر برلين، الذي عقد في 19 يناير الماضي، بمشاركة 12 دولة و4 منظمات إقليمية ودولية، ودعا، ضمن بنود بيانه الختامي، إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، والعودة إلى المسار السياسي لمعالجة النزاع.
وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل الماضي، هجوماً للسيطرة على العاصمة؛ حيث تنازع الحكومة على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.